إيلاف من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي على التزام بلاده بمنع استخدام اراضيها للاعتداء على ايران فيما شدد خامنئي خلال لقائهما في طهران الثلاثاء بالقول "حاضرون للتصدي بصدورنا لحماية أمن العراق".
وقد ابلغ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني المرشد الأعلى الايراني علي الخامنئي الحرص على إدامة العلاقات بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات.. مشددا على أن الحكومة ملتزمة بالدستور العراقي الذي يمنع جعل العراق منطلقاً للاعتداء على جيرانه.
وثمن السوداني خلال اللقاء "دعم ايران للعراق ومساندته في الحرب على الإرهاب، مؤكدا ضرورة مواصلة تلك الجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب والتطرّف والمخدرات" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".
واشار السوداني خلال اللقاء الى أنّ حكومته وضعت الاقتصاد والخدمات في سلم أولوياتها، وعبر عن تطلعه أن تسهم العلاقات الوطيدة مع إيران في تعزيز هذه الأولويات.
خامنئي
من جانبه أشار خامنئي الى أنّ العراق بلد كبير بموارده وشبابه ويستحق شعبه الاستقرار والخدمات. وشدد على أن أمن العراق هو أمن ايران.. داعياً الشعب العراقي إلى المزيد من الوحدة والتكاتف.
وشدد على ان أمن العراق هو من أمن إيران وأمن إيران مؤثر في أمن العراق، مؤكداً أننا حاضرون للتصدي بصدورنا كي نحمي العراق ممن يريد زعزعة أمنه.
وتعليقا على حديث "السوداني" الذي اكد استنادا الى الدستور العراقی "اننا لن نسمح لأي طرف باستخدام الأراضي العراقية لزعزعة أمن إيران" رد خامنئي قائلا " للأسف يحدث هذا الأمر في بعض مناطق العراق، والحل الوحيد يكمن في توسيع سيطرة الحكومة العراقية على تلك المناطق أيضاً. واضاف " طبعا موقفنا حيال أمن العراق لو اراد اي طرف المساس بـأمنه، هو اننا سنواجهه من أجل حماية هذا البلد".
واعتبر "ان اعداء العراق لا يريدون التقدم لهذا البلد وربما لم يفصحوا حتى الان عن عدائهم هذا، لكنهم لا يؤيدون حكومة مثل حكومتكم وبما يستدعي منكم ان تقفوا بحزم ضد هذا العدو عبر الاستناد الى الشعب والقوى الشبابية التي برهنت على جدارتها في مواجهة خطر داعش الكبير والمهلك".
وأشار خامنئي إلى أن بعض المناطق العراقية تُستخدم في تهديد أمن إيران مؤكداً أن الحل هو فرض الحكومة المركزية في بغداد قدرتها هناك.
مذكرة تفاهم
ووقعت إيران والعراق الثلاثاء مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال أمن الحدود وتبادل المعلومات و الدوريات الحدودية المشتركة وذلك على هامش الاجتماع التاسع لقادة قوات حرس الحدود الايرانية والعراقية.
وأكد قائد حرس الحدود الايراني العميد احمد علي كودرزي علي خلال التوقيع علي ان التعامل مع حرس الحدود لدول الجوار من الأولويات المهمة لدی قيادة شرطة وحرس الحدود الايرانية.
قائدا حرس الحدود العراقي والايراني خلال توقيعهما في طهران الثلاثاء 29 نوفمبر 2022 على مذكرة تفاهم لحماية أمن حدودهما المشتركة (اعلام ايراني)
وأشار الى انه قد تم التنسيق حول الامور المتعلقة بالشریط الحدودی بين البلدين والبالغ طوله الف و458 كيلومترا بما في ذلك المحطات الحدودية، وحرکة زوار الاربعین عبر الحدود وتأمين الحدود المشتركة وتبادل المعلومات والدوريات الحدودية المشتركة و إغلاق الحدود .
وأضاف إن "حرس الحدود لدولتي إيران والعراق عازمون على التعامل مع انواع التهدیدات الأمنية وتهريب المخدرات و الجماعات المسلحة و الإرهابية على الحدود المشتركة وهم في ذروة التنسيق الحدودي و بالتأكيد ستكون إجراءاتنا في هذا المجال رادعة" بحسب قوله.
وفي وقت سابق اليوم اكد السوداني من طهران أن أمن العراق وايران لايتجزأ ولذلك فهو لايسمح لاي طرف بتهديد أمنها .
ومن جهته دعا الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى خروج القوات الاجنبية من العراق لتحقيق أمنه واستقراره على حد قوله في اشارة الى قوات التحالف الدولي التي تقدم المشورة والتدريب للقوات العراقية من اجل محاربة الارهاب.
وأكد الرئيس الايراني إن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة أمران في غاية الأهمية، وبالتالي تعتبر مكافحة المخدرات والإرهاب والجرائم المنظمة جزء من الاتفاقات والقواسم المشتركة بين العراق وايران.
وشدد رئيسي على أن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من قبل حكومات ودول المنطقة.. محذرا من ان وجود الأجانب في المنطقة لا يخلق الأمن بل يخلق المشاكل فقط ولذلك وجودهم في العراق ايضا لايخلق الأمن وخروجهم من منطقتنا مهم للغاية.
بحث الانتهاكات الايرانية
ووصل السوداني الى طهران صباح اليوم في زيارة رسمية تستغرق يومان هي الاولى له الى دولة أجنبية لتعزيز علاقات حكومتي البلدين وبحث الانتهاكات الايرانية لاراضي بلاده ومحاولة استئناف وساطتها بين الرياض وطهران.
ومنذ اسبوعين صعدت ايران من قصفها لمناطق عراقية في اقليم كردستان الشمالي بذريعة مهاجمة مقرات وقواعد الاحزاب والقوى الايرانية الكردية المعارضة لها والتي التي تنشط هناك .
والاثنين الماضي قرر العراق نشر قواته على حدوده مع تركيا وايران في محاولة لوقف الانتهاكات المسلحة لقوات البلدين لاراضيه وردع عمليات المسلحين الاكراد المعارضين للبلدين.
وفعلا بدأت القوات العراقية بعملية انتشار على الحدود مع إيران بهدف اضافة 30 مخفرا لقوات الحدود العراقية معها من اجل تقليص المسافات بين المخافر التي تصل احيانا الى 50 كيلومترا بين نقطة واخرى.
الوساطة بين الرياض وطهران
كما أبلغ مصدر حكومي عراقي "ايلاف" ان السوداني سيناقش في طهران ايضا استمرار الوساطة العراقية بين ايران والسعودية التي بدأتها حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي خاصة وأنه يعتزم زيارة الرياض خلال الايام القليلة المقبلة.
ويهدف السوداني الى استئناف الوساطة بين البلدين الجارين والتي شهدت خلال رئاسة مصطفى الكاظمي للحكومة العراقية بين عامي 2020 و2022 خمس جولات من المباحثات احتضنتها بغداد حيث سيتعرف على موقف طهران من عقد جولة سادسة من المباحثات مع الرياض.
ومن المنتظر ان تتناول مباحثات السوداني في طهران أيضا توسيع علاقات البلدين الاقتصادية والطاقوية .
ويعتبر العراق حاليا الرئة الاقتصادية والمالية لايران التي تعاني حصارا دوليا خانقا منذ سنوات حيث كشف نائب وزير الخارجية الإيرانية لشؤون الدبلوماسية الاقتصادية مهدي صفري في ايلول سبتمبر الماضي عن ان حجم الصادرت الإيرانية الى العراق مشيراً إلى أنه قد بلغ 14 مليار دولار خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي.