نا كلانغ (تايلاند): صلّت العائلات المفجوعة السبت من أجل ضحايا مجزرة استهدفت حضانة في تايلاند بينما أكد ماها فاجيرالونغكورن بأنه "يشاطرها الحزن"، في تفاعل علني نادر من نوعه بين الملك ورعاياه.
التقى الملك الناجين وأقارب الضحايا في مستشفى في محافظة نونغ بوا لام فو في وقت متأخر الجمعة، بعد يوم من قتل شرطي سابق 24 طفلا و12 بالغا في هجوم بإطلاق النار والسلاح الأبيض في منطقة ريفية هادئة.
وصلّت العائلات والمعزّون في معبد بوذي السبت، مع بدء مراسم جنازة تستمر ثلاثة أيام لضحايا إحدى أسوأ عمليات القتل الجماعي التي تشهدها تايلاند في تاريخها.
وامتزجت رائحة البخور مع روائح باقات زهور كثيرة وضعت حول التوابيت التي حملت العديد منها صورا لوجوه مبتسمة هي للأطفال الذين قتلهم السرجنت السابق في الشرطة بانيا خمراب (34 عاما).
وتراكمت الزهور والدمى التي تم تقديمها كهدايا للضحايا عند بوابات الحضانة بينما يجد سكان منطقة نا كلانغ الريفية الصغيرة صعوبة في استيعاب ما حصل.
وقال ويرابول سونجاي (38 عاما) لفرانس برس بعدما ترك هدية "لدي ابن ويهوى اللعب بالسيارات، لذا فكرت بأن الأطفال الذين قتلوا في الاعتداء سيحبونها أيضا -- كانوا في عمر ابني تقريبا".
أهالي الضحايا يبكون رحيل أطفالهم
تعازي ومساعدات
بينما قدّم الملك تعازيه وعرض مساعدته خلال الزيارة التي أجراها إلى المستشفى، انحنت العائلات المفجوعة على الأرض، كما هي العادة في تايلاند بحضور الملك الذي يعد شبه إله.
وقال في تسجيل مصوّر نشر على الإنترنت السبت "أتيت لأقدم لكم دعمي. أشعر بحزن بالغ لما حصل. أشاطركم ألمكم وحزنكم".
وأضاف "لا توجد كلمات يمكنها التعبير عن حجم الأسى. أدعمكم جميعا وأتمنى بأن تتحلوا بالقوة، ليخفف ذلك عن أرواح الأطفال".
وشدد الملك الذي رافقته الملكة سوتيدا على أنه سيصلي من أجل القتلى. وقال "علينا بذل كل ما في وسعنا".
حداد
جاءت زيارته بعد يوم حداد في الحضانة الصغيرة الواقعة على أطراف قرية على بعد حوالى 500 كلم شمال بانكوك.
ووضع الآباء الذين أجهشوا بالبكاء الورود البيضاء واحدة تلو الأخرى على درجات الحضانة.
وروت ديونفين سرينامبوري، جدة أحد الضحايا، تفاصيل الاعتداء المروع.
وقالت لفرانس برس "كان الأطفال نائمين. لم يستخدم مسدسا، استخدم سكينا فقط".
وأضافت "جرح وجه حفيدي من هنا إلى هنا"، بينما رسمت بإصبعها خطا قطريا يمر في وجهها. وأكدت "تشوّه وجهه بالكامل".
أحدث الاعتداء صدمة في تايلاند وتسبب بحالة ذعر حول العالم. والسبت، أقامت الجالية التايلاندية في مدينة ملبورن الأسترالية وقفة بالشموع حدادا على الضحايا.
سوجيترا بورنيخوم، والدة ستامب، تقول إن اليوم الذي ولد فيه ابنها كان من أسعد لحظاتها
رئيس الوزراء
وانضم رئيس الوزراء برايوت تشان أوتشا إلى صفوف المعزين الجمعة، فوضع الزهور ووزّع شيكات تعويضات على العائلات المفجوعة.
وانهار البعض بالبكاء بينما تشبّثوا بألعاب أو بطانيات أطفالهم المفضلة، وفي إحدى الحالات، بقارورة حليب نصف ممتلئة.
وكان من بين القتلى المدرّسة الحامل سوبابورن بامونغموك التي نشر زوجها رسالة تأبين مؤثرة على فيسبوك.
وكتب سيكسان سريراتش "أرغب بأن أشكرك على كل الدعم الذي قدمتيه لي ولعائلتي. أتّمت زوجتي كل مهامها كمدرّسة".
وأضاف "أرجو بأن تكوني معلّمة في الجنة أيضا. طفلي، أرجو منك أن تعتني بوالدتك في الجنة".
اقتحم المهاجم الحضانة قرابة الساعة 12,30 (05,30 ت غ) الخميس ونفّذ هجومه باستخدام مسدسه الذي يملكه بشكل قانوني وبسكين.
وتوجّه لاحقا إلى منزله حيث قتل زوجته وابنه قبل أن ينتحر، بحسب ما أفادت الشرطة، لينتهي الهجوم حوالى الساحة 15,00.
وقتل في المجموع 24 طفلا -- 21 صبيا وثلاث بنات -- إضافة إلى 12 بالغا. وأفاد محققون في الشرطة إن معظم الضحايا قتلوا جراء إصابات بالسكين والمسدس معا.
وأمر برايوت بتحقيق سريع في المجزرة بينما أكدت الشرطة أنها ستستجوب 180 شاهدا.
وأفاد ضباط كبار بأن بانيا أقيل من جهاز الشرطة بسبب إدمانه على المخدرات، بينما قال عدد من السكان لفرانس برس إنه كان معروفا بإدمانه على الميثامفيتامين.