قال الجيش الأوكراني إنه دمر مستودع ذخيرة روسي في مدينة "نوفا كاخوفكا" الواقعة في مقاطعة خيرسون أوبلاست جنوبي البلاد، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود في هجوم على ما يبدو باستخدام صواريخ زودت الولايات المتحدة الجيش الأوكراني بها؟
لكن مسؤولي الجيش الروسي قالوا إن منازل ومستودعات أصيبت، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ما يصل إلى 80 آخرين.
ولم يتسن التحقق من حجم الأضرار أو الإصابات.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات، لم يتأكد مصدرها أو صدقيتها، لعدة انفجارات قوية.
وأرجع مساعد الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولاك، الهجوم إلى قاذفة الصواريخ المتعددة هيمارس Himars التي زودتها الولايات المتحدة أوكرانيا بها، وتحدث عن "صدمة حقيقية" لـ "الجيش الثاني" في العالم في إشارة للجيش الروسي.
وصواريخ هيمارس أكثر دقة بكثير من الأنظمة الروسية المماثلة، ويقال إنها استخدمت بالفعل في سلسلة من الهجمات الأخيرة في عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وسيطر الروس على مناطق واسعة من مقاطعة خيرسون الجنوبية في الأسابيع الأولى من الغزو، لكن القوات الأوكرانية شنت هجوما مضادا في مواجهة القوات الروسية، بينما ركزت روسيا على توغلها العسكري في الأراضي الأوكرانية في الشرق.
وحثت أوكرانيا السكان على مغادرة المنطقة تفاديا للهجوم المضاد.
ولم يشر مسؤولون المنطقة، الذين عينتهم روسيا، إلى تعرض مستودع أسلحة للقصف، لكنهم قالوا إن المستودعات التي تحتوي على أسمدة النترات المعدنية انفجرت، وهو ادعاء سخر منه المسؤولون الأوكرانيون.
وقال فلاديمير ليونيف، الذي تم تعيينه مسؤولاً عن منطقة خيرسون، لوكالة تاس الروسية للأنباء إن العشرات من السكان أصبحوا بلا مأوى، وتضررت المدينة بشكل كبير. وقال مسؤول آخر مدعوم من روسيا، وهو كيريل ستريموسوف، إن سبعة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.
ولم تتضح هوية الأشخاص الذين قتلوا أو أصيبوا في الانفجارات، لكن مسؤولين عسكريين أوكرانيين قالوا إن أكثر من 50 جنديا روسيا قتلوا، وتم تدمير عتاد عسكري روسي. وفي أوديسا، قال متحدث رسمي إن مدينة نوفا كاخوفكا أصبحت الآن "بدون" مستودع ذخيرة.
وفي حين تعذر تأكيد المزاعم الروسية بشأن الأضرار التي لحقت بالمباني المدنية، يبدو أن كلا الجانبين متفقان على أن قاذفة من طراز هيمارس استخدمت في الهجوم.
ووصلت أولى أنظمة الصواريخ المدفعية M142 عالية الحركة (هيمارس) إلى أوكرانيا في نهاية شهر يونيو/ حزيران الماضي، وتم الربط على الفور بينها وبين الانفجارات في مستودعات الذخيرة الروسية ومراكز القيادة على بعد 70 كم من خط المواجهة.
وقال التلفزيون الروسي إن الهجوم الذي وقع الإثنين ليلا كان قويا، لدرجة أن النوافذ التي تقع في دائرة نصف قطرها كيلومتران دمرت، وتضررت مستشفيات وسوق.
ودأبت روسيا على اتهام أوكرانيا باستهداف المدنيين في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها القوات الروسية.
ونشرت وكالة ريا نوفوستي الروسية لقطات لما قالت إنها مخازن متضررة من مركز مساعدات إنسانية. ورفض مسؤول محلي أوكراني المزاعم الروسية عن تدمير مستشفى ومبان سكنية ووصفها بأنها دعاية.
وناشد السكان تجنب المناطق المعرضة للهجوم، مؤكدا أن أولئك الذين تحطمت نوافذهم كانوا سعداء لأنهم أدركوا أن القوات الأوكرانية قريبة منهم.
في غضون ذلك، أودى القصف الروسي للمدن الأوكرانية بحياة المزيد من الأرواح. وارتفع عدد القتلى في هجوم يوم السبت على مبنى مكون من خمسة طوابق في بلدة تشاسيف يار الشرقية إلى 35 شخصا. وتم انتشال تسعة أشخاص من تحت الأنقاض.
كما تعرضت مدينة ميكولايف الجنوبية للقصف في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، ما أسفر عن إصابة 12 شخصا.
وقالت مراسلة بي بي سي، سارة رينفورد، إن النوافذ تحطمت في مبنى المستشفى الرئيسي بالمدينة وكذلك في الشقق المجاورة.
وأضافت أن هناك حُفرا عديدة في الأرض وأضرارا ناتجة عن الشظايا في مكان الحادث، ما بدا أنه قنابل عنقودية:
وقالت "أخبرني الناس أنها كانت أشد الليالي قصفا حتى الآن".