إيلاف من لندن: اكد العراق الخميس ان له الحق بالاستعانة بجميع مصادر القوة في الرد على الانتهاكات التركية لاراضيه مشدا على عدم صحة "ادعاءات أنقرة" بالتنسيق معه في عملياتها العسكرية بشمال البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن الوزارة تعتبر العمليات العسكرية في الاراضي العراقية انتهاكا سافرا لسيادة العراق وتهديدا لوحدة اراضيه لما تخلفه العمليات من رعب واذى للامنين من المواطنين العراقيين.
وأضاف المتحدث الرسمي العراقي في تصريحات للاعلام الرسمي تابعتها "ايلاف" أن "الخارجية استدعت سفير تركيا وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، ووصفت في المذكرة العمليات العسكرية بأنها احادية عدائية استفزازية، ولن تأتي على جهود مكافحة الارهاب".. مبينا أن "الوزارة جددت مطالبة حكومة العراقية بالانسحاب الكامل للقوات التركية من الاراضي العراقية بشكل ملزم لتأمين السيادة العراقية وعدم تجديد اي نوع من الانتهاكات".
ذرائع تركية
وأشار إلى أن "الجانب التركي يطلق ذرائع بأن ما يقوم من اعمال وانتهاك لسيادة العراق يأتي في سياق الدفاع عن امنه القومي وبهذا الصدد نؤكد "أن ما يعلن عنه الجانب التركي مرارا بأن هنالك تنسيقا واتفاقا مع الحكومة العراقية بهذا الشأن لا صحة له وهو ادعاء محض".. موضحا وجود اتفاق بين الجانب التركي مع حزب العمل التركي الكردستاني دفع معظم مقاتلي الحزب الى الاراضي العراقية وعد ذلك الامر ذريعة لاستمرار الانتهاكات التركية للاراضي العراقية.
أضاف أن "الجانب التركي يتذرع بالمادة 51 من ميثاق الامم المتحدة والتي تنص على الدفاع عن النفس وهذه المادة بذاتها لا يمكن الاستناد اليها لأنها لا تجيز انتهاك سيادة الدول المستقلة".
قال أن "الحكومة العراقية ترى اهمية الارتكان وتعزيز مبادئ حسن الجوار لما يتوافر عليه من علاقات تاريخية هامة واقتصادية متعددة الاذرع بين البلدين".. لافتا الى أن "التنسيق الامني بين الجانبين من شأنه أن يكفل مواجهة التحديات المشتركة لاسيما على طول الشريط الحدودي بين البلدين".
انتظار الرد التركي
أكد الصحاف أن "الخارجية العراقية لم تتلق ردا على مذكرة الاحتجاج بنصها ومضمونها ولا زلنا ننتظر ذلك عبر القنوات الرسمية والدبلوماسية".. محذرا من أن" العراق له الحق في أن يستعين بكافة مصادر القوة على المستوي الثنائي والمتعدد والمنظمات الدولية بالاستناد الى ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القوانين الدولية".
وتابع أن "الوفود بين البلدين مستمرة بشكل مشترك لكن لا نزال نصنف تلك الاعمال بأنها عدائية احادية الجانب وبموجب ذلك نتخذ الاجراءات الدبلوماسية المقررة لاسيما مذكرة الاحتجاج واستدعاء السفير واللجوء الى خيارات اخرى".
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد قال الأربعاء إنّ الحكومة العراقية تدعم الحملة العسكرية التي تشنّها أنقرة ضدّ مقاتلين أكراد في شمال العراق.
وأتت تصريحات أردوغان غداة استدعاء بغداد السفير التركي لدى العراق لإبلاغه احتجاجاً رسمياً على الحملة العسكرية التي أطلقها إردوغان مؤخراً.
وكانت القوات المسلّحة التركية قد اشارت الى مقتل اثنين من جنودها وعشرات المتمردين الأكراد منذ أن بدأت الأحد الماضي حملة عسكرية جديدة في شمال العراق هي الثالثة منذ عام 2020.
وقال إردوغان خلال اجتماع لنواب حزبه إن بغداد وقادة اقليم كردستان العراق الشمالي يدعمون الحملة العسكرية التي تشنها تركيا براً وجواً. وتابع "أشكر الحكومة المركزية في العراق والإدارة الإقليمية على دعمهما للمعركة التي نخوضها ضد الإرهاب".
وأضاف "أتمنى التوفيق لجنودنا الأبطال المنخرطين في هذه العملية التي نخوضها بتعاون وثيق مع الحكومة العراقية المركزية والإدارة الإقليمية في شمال العراق".
ردا على ذلك، أكدت وزارة البشمركة في إقليم كردستان أن قواتها "لم تشارك أبداً في هذه العمليات ولم تحرّك قواتها".. مشددة على "ضرورة احترام سيادة إقليم كردستان والعراق".
الثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان أنها سلّمت السفير التركيّ علي رضا كوناي "مُذكّرة احتجاج شديدة اللهجة" داعيةً تركيا إلى "الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة والخروقات المرفوضة".