إيلاف من لندن: يواجه رئيس وزراء باكستان، تصويتا بحجب الثقة يوم غد الأحد، معلنا أن دولة غربية قوية تقف وراء مؤامرة للإطاحة به، وقال إن لديه رسالة تحد لأمته والعالم، ولم ينته الأمر بعد.
وقال عمران خان، في خطاب متلفز، يوم الخميس إنه لن يستقيل، رغم حقيقة أنه فقد الأغلبية البرلمانية وسيواجه تصويتًا بحجب الثقة كان مقررًا في 3 أبريل/ نيسان.
وأضاف وقال خان المعروف كأحد أبرز لاعبي الكريكيت السابقين بالبلاد، إنه "لم يقبل أبدًا الهزيمة في الحياة"، وسيقاتل حتى آخر كرة، كما اتهم خلال خطابه المعارضة بإسقاط حكومة "تحت تأثير أجنبي". وقال: "أعرف كيف أكافح وكيف أجاهد.. لن أدع هذه المؤامرة تنجح".
أصوات الثقة
ووفقًا لدستور باكستان، يتطلب الأمر 172 صوتًا على الأقل في الجمعية الوطنية لعزل رئيس الوزراء. وكان خان قد خسر حليفًا رئيسيًا، الأربعاء، للتحالف المعارض، مما يعني أن العدد المتوقع لأصوات حجب الثقة يبلغ 177.
وتشمل تلك الأصوات بعضا من حزبه، فضلا عن ائتلاف غير محتمل من الخصوم السابقين الذين توحدوا لإسقاطه وحكومته قبل أن تكمل ولاية كاملة.
ويزعم رئيس الوزراء الباكستاني أنهم لا يتصرفون بمفردهم. ويقول إن "أمة غربية قوية" كانت تخطط للإطاحة به وهي تفعل ذلك منذ بعض الوقت.
وقال "هذه الخطة لم تنفذ بين عشية وضحاها، فقد استغرق إعدادها شهورا وبدأت في أكتوبر".
استدعاء سفير
ووفقًا للتقارير، تم استدعاء سفير باكستان في الدولة المجهولة وقيل له إنه سيحضر اجتماعاً "لإيصال رسالة واضحة" مفادها أنه إذا، وفقط إذا أزالت باكستان عمران خان في اقتراح سحب الثقة هذا، فإن العلاقات بين تطبيع البلدين".
وقال عمران خان لـ(سكاي نيوز): أعطتني المصادر هذه التفاصيل المحددة حول ما قيل للسفير: "إذا خسر عمران خان، فعندئذ بغض النظر عمن يأتي ، فسيغفر الجميع. إذا فاز فسيتم عزله وستواجه صعوبة".
وفي خطابه إلى الأمة يوم الخميس، بدا أن رئيس الوزراء أخطأ ، متحدثًا على الهواء مباشرة وبعيدًا عن النص، وقام بتسمية الولايات المتحدة مباشرة. ثم صحح نفسه ليقول "دولة أجنبية".
ونفى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية هذه المزاعم قائلين "لا صحة لها". لكن من الواضح أن رئيس الوزراء الباكستاني يعتمد على هذه المعلومات لإثارة المشاعر الوطنية بين مؤيديه والتأثير في التصويت المتأرجح في اقتراح سحب الثقة يوم الأحد.
مؤامرة
وقال رئيس الوزراء، محاطا بمستشاريه، لشبكة سكاي نيوز: "هذه مؤامرة واضحة بالأسود والأبيض لتغيير النظام". وادعى أنه كان هدف استياء الغرب بسبب موقفه الشعبي المحلي منذ فترة طويلة ضد الحرب على الإرهاب، ورفضه السماح للقواعد الأميركية في باكستان لاستخدامها في أفغانستان منذ أن أصبح رئيسًا للوزراء، ورحلته الأخيرة التي تعرضت لانتقادات شديدة إلى روسيا.
وزعم عمران خان أن رئيس المجلس الأوروبي طلب منه الذهاب كدولة محايدة للتحدث مع روسيا ونزع فتيل التوترات. وقال أيضًا إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب منه لعب دور في حل الأزمة خلال محادثتهما في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال إنه يُتهم خطأ بدعم روسيا، في حين أنه في الواقع صانع سلام.
الدور الأميركي
يذكر أنه ليس سراً أن الولايات المتحدة لعبت دورًا رئيسيًا في تاريخ باكستان - فقد كانوا حلفاء في حرب بالوكالة ضد غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان، وقاموا بتمويل وتسليح المجاهدين للولايات المتحدة بقيادة الجنرال ضياء الحق.
ولعبت باكستان دورًا حيويًا في الغزو الأخير لأفغانستان، والذي انتهى بشكل سيء في أكتوبر الماضي.
ويشار إلى أنه كان سبق للولايات المتحدة أن هددت رئيس وزراء باكستانيا، وكان الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش قال بشكل شهير للجنرال برويز مشرف: "إما أن تكون معنا أو ضدنا" وحذر من أن باكستان "سوف تُقصف مرة أخرى في العصر الحجري".
المرة الأولى
لكن هذه هي المرة الأولى التي تتدخل الولايات المتحدة بتوجيه خطاب مكتوب، كما كشف عن ذلك رئيس وزراء باكستان عمران خان.
وشهدت باكستان، في الأسابيع القليلة المثيرة عشرات الآلاف من الناس في الشوارع يتظاهرون لصالح وضد رئيس الوزراء. وملأت الدعايات الموالية والدعايات المضادة موجات الأثير وغذت المخاوف من المزيد من عدم الاستقرار.
وفي الساعات الأربع والعشرين الماضية، ظهرت أخبار عن المزيد من التهديدات ضد السيد خان، هذه المرة في حياته. وقال وزير الإعلام الباكستاني فؤاد شودري لشبكة سكاي نيوز إن أجهزة الأمن حذرت من مؤامرة لاغتيال رئيس الوزراء.
رفض المزاعم
ويرفض منتقدو السيد خان الحديث عن مزاعم محالاوت لاغتياله، باعتباره حيلة لتحقيق الشعبية، لكن في بلد اغتيل فيه رؤساء وزراء ورئيس جمهورية، فلن يخاطروا بأي فرصة.
وقال عمران خان لشبكة سكاي نيوز: "مشكلتي الكبرى هي مخطط مؤامرة ضد رئيس وزراء منتخب لدولة أخرى. الولايات المتحدة لم تمتنع عن حيلها القديمة وأنا هنا لفضح هذه المؤامرة".
واضاف "انها اهانة للبلاد واستخفاف بالحقوق الديموقراطية لـ 230 مليون نسمة". وهو بهذا هو الخطاب الذي يأمل أن يضغط على المعارضة وأعضاء حزبه الذين يخططون للتصويت ضده.
وفي الأخير، قال خان: "سأفوز في كلتا الحالتين ، لم يكن حزبي أكثر شعبية من أي وقت مضى، ولا أندم على شيء على الإطلاق، لقد كنا فريقًا وحزبًا جديدًا عديمي الخبرة. سأعود أقوى".