إيلاف من لندن: حذّر العاهل الأردني من أنه دون جهد دولي منسق بشكل جيد، قد تمتد الأزمة في لبنان إلى خارج حدوده، وتلقي بظلالها على المنطقة وخارجها.
وشارك الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، في المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان، الذي نظمته فرنسا بالشراكة مع الأمم المتحدة.
وعقد المؤتمر، عبر تقنية الاتصال المرئي، بالتزامن مع الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت وبمشاركة قادة وممثلي دول عربية وأجنبية، ومؤسسات مالية ومنظمات عالمية، إضافة إلى ممثلين عن قطاع الأعمال والمجتمع المدني في لبنان.
ويعد هذا المؤتمر الثالث من نوعه عقب انفجار المرفأ، ويهدف إلى حشد الدعم للشعب اللبناني وتنسيق جهود الاستجابة الدولية.
كلمة
وألقى العاهل الأردني كلمة، خلال المؤتمر، دعا فيها إلى تنسيق وتنظيم أدوار الجهات الدولية لضمان التحرك الفوري والاستجابة السريعة للأزمات، مع تلبية الحاجة الفعلية على الأرض وتجنب الازدواجية.
وأشاد جلالته بصمود الشعب اللبناني، قائلا "رسالتنا اليوم هي أن الشعب اللبناني في قلوبنا وفي أذهاننا. نحن معكم في هذه الأوقات الصعبة".
وقال الملك عبدالله الثاني مخاطبا المؤتمر ورئيسه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قائلا: يسعدني أن أنضم إليكم ثانية، وأود أن أشكركم على كرمكم ومبادرتكم بجمعنا معا في خضم هذه التحديات، في ذكرى اليوم المشؤوم الذي أودى بأرواح أكثر من 200 شخص في مأساة انفجار مرفأ بيروت. وبعد مرور عام، كما ذكرتم، ما زال الدمار والحزن اللذان خلفهما الانفجار مستمرين".
وأضاف: لقد كان للانفجار أثر كبير على الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب في لبنان، والذي يتطلب اهتماما ودعما عالميا. لذا، أشكركم، فخامة الرئيس، وصديقي العزيز الأمين العام للأمم المتحدة، والذي تمثله اليوم نائبته، لالتزامهما المستمر ببلورة الجهود الدولية لمساعدة الشعب اللبناني في وقت الحاجة.
جهد دولي
إن الأزمة في لبنان تتعمق كل يوم، فتكافح العائلات من أجل قوت يومها، ولشراء الأدوية التي تحتاجها لعلاج طفل مريض أو رعاية والد مسن. ونعلم أنه قد أضحى الوصول للغذاء والكهرباء والمياه، وهي احتياجات إنسانية أساسية، تحديا يوميا.
وقال العاهل الأردني إنه دون جهد دولي منسق بشكل جيد، قد تمتد الأزمة في لبنان إلى خارج حدوده، وتلقي بظلالها على المنطقة وخارجها.
لذلك يجب أن يلبي الدعم الذي سنوفره الحاجة الفعلية على الأرض الآن وعلى المدى البعيد، مع تجنب الازدواجية من خلال توزيع الأدوار بشكل فاعل. وسيمكّننا التنسيق من الاستفادة من الإمكانيات في المنطقة لضمان التحرك الفوري والاستجابة السريعة للأزمات عند نشوبها.
وأكد إنه لا يمكننا التراخي وترك لبنان والشعب اللبناني يقتربون من حافة الهاوية. علينا الاستمرار ببذل جهودنا لتوفير المساعدات الإنسانية والطبية، في ظل جائحة "كورونا" وتفاقم شح الغذاء. لكن علينا ألا ننسى أن نبحث عن طرق لتمكين لبنان من العودة على مسار مستدام للإصلاح والتعافي والتنمية.
وقال الملك عبدالله الثاني: وعلينا أن نتذكر أن الفئات المعرضة للخطر في لبنان تتضمن آلاف اللاجئين والأسر المهاجرة التي تعيش الآن في فقر شديد.
نتلقى الصدمات
لقد قمت بالإشارة إلى أهمية مؤسسات الدولة، وهنا، مرة أخرى، أود أن أشدد على ما ذكرته حول تعزيز قدرات المؤسسة العسكرية اللبنانية والأجهزة الأمنية، مما سيمكّنها من توفير ما يحتاجه الشعب اللبناني في هذه الأوقات العصيبة.
وأضاف: كبلدان تتلقى الصدمات، نحن ندرك أن السر فيما تحاولون فخامتكم القيام به هو تقريب المسافة بين الشعوب والبلدان، لتوفير ما يحتاجه الشعب اللبناني بالفعل وليس ما يود كل بلد تقديمه. ولذا، بالنظر إلى ما تقدمت به القوات المسلحة اللبنانية من طلبات بهذا الشأن، فأعتقد أنها يجب أن تكون على رأس أولويات الاستجابة التي يجب تنفيذها من أجل الشعب اللبناني.
وخلص العاهل الأردني في كلمته إلى القول: أرجو أن يكون اليوم واجتماع العديد من الأصدقاء حول الطاولة، والعديد من الزملاء الذين تسعدني رؤيتهم، رسالة إلى الشعب اللبناني، بأننا نؤمن بصمودهم وقدراتهم، وأن قوتهم محط إعجاب الجميع.
وقال: رسالتنا اليوم هي أن الشعب اللبناني في قلوبنا وفي أذهاننا. نحن معكم في هذه الأوقات الصعبة.