سيطرت حركة طالبان على مدينة قندوز الرئيسية شمالي أفغانستان بعد قتال عنيف مع القوات الحكومية.
وقال مسؤول محلي لبي بي سي إن كل المدينة سقطت بيد طالبان باستثناء مطار المدينة. وشوهد علم الحركة مرفوعا وسط المدينة.
وتحدثت تقارير عن أعمال فوضى في المدينة شملت إشعال النيران في المباني والمتاجر.
ودانت السفارة الأمريكية في أفغانستان "الهجوم الجديد الذي نفذته طالبان على المدن الأفغانية"، وقالت إن تصرفات الحركة "لفرض حكمها بالقوة غير مقبولة".
ما الذي سيحدث في أفغانستان إذا عادت طالبان إلى الحكم؟
وأضافت في بيان رسمي "إنهم يظهرون استخفافا صارخا بحياة المدنيين وحقوقهم ما سيفاقم الأزمة الإنسانية في هذا البلد".
وبسقوط مدينة قندوز، وهي واحدة من كبريات المدن في البلاد، تكون طالبان قد أحكمت سيطرتها على أربع عواصم ولايات في البلاد منذ الجمعة. لكن قندوز هي مكسبها الأكثر أهمية لهذا العام.
كما شق مسلحو طالبان أيضا طريقهم إلى مدينة شمالية أخرى ، تدعى ساري بول، وسيطروا عليها في غضون ساعات بعد السيطرة على قندوز. ويصر المسؤولون الأفغان على إبقاء قواتهم في المدن التي سقطت، والاستمرار في القتال.
وتصاعد العنف في جميع أنحاء أفغانستان بعد أن بدأت القوات الأمريكية وقوات دولية أخرى سحب قواتها من البلاد، بعد 20 عاما من العمليات العسكرية هناك.
وحقق مقاتلو طالبان تقدما سريعا في الأسابيع الأخيرة. فبعد أن سيطروا على مساحات شاسعة من الريف الأفغاني، بدأوا الآن في استهداف البلدات والمدن الرئيسية.
وتدور حاليا معارك عنيفة في هرات الغربية ومدينتي قندهار ولشكرجاه الجنوبيتين.
وأدى القتال إلى نزوح آلاف المدنيين خلال هذا العام. وتحتمي العائلات، بما في ذلك الأطفال الرضع والصبية الصغار، في مدرسة في شمال شرق مدينة أسد أباد.
وقال أحد السكان المحليين ويدعى، غول ناز، لوكالة فرانس برس "تم إلقاء العديد من القنابل على قريتنا. جاء مقاتلو طالبان ودمروا كل شيء. كنا عاجزين واضطررنا لمغادرة منازلنا. ننام وأطفالنا على الأرض في ظروف مزرية".
وقال رجل آخر "كان هناك إطلاق نار، وخرجت إحدى بناتي البالغة من العمر سبع سنوات خلال ذلك القتال واختفت. لا أعرف ما إذا كانت على قيد الحياة أم ميتة".
كيف فرضت حركة طالبان سيطرتها على نصف مساحة أفغانستان؟
لأول مرة منذ 5 سنوات، سقوط أولى عواصم الولايات الأفغانية في أيدي طالبان
من ناحية أخرى، لقي ما لا يقل عن 12 شخصا مصرعهم عندما انفجر لغم أرضي بسيارتهم، كانت حركة طالبان تستهدف به مهاجمة القوات الحكومية في ولاية باكتيا الشرقي، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية في باكستان.
وكثفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على مواقع طالبان، وأسفر ذلك عن مقتل مسلحين تابعين للحركة، بحسب مسؤولين عسكريين أفغان. لكن طالبان تقول إن الضربات الجوية أصابت مستشفيين ومدرسة في مدينة لشكرجاه. ولم يتسن التحقق من أي من الادعاءين بشكل مستقل.
ماهي أهمية قندوز؟
تعد المدينة، التي يقطنها 270 ألف نسمة، بوابة إلى الولايات الشمالية الغنية بالمعادن في البلاد. ويجعلها موقعها ذات أهمية استراتيجية، إذ تربطها بالمدن الكبرى الأخرى طرق سريعة، بما في ذلك العاصمة كابول، كما تشترك المقاطعة في حدودها مع دولة طاجيكستان.
وتُستخدم تلك الحدود لتهريب الأفيون والهيروين من أفغانستان إلى آسيا الوسطى، والتي تجد طريقها بعد ذلك إلى أوروبا. وتعني السيطرة على قندوز، إحكام القبضة على أحد أهم طرق تهريب المخدرات في المنطقة.
كما أنها تحمل أهمية رمزية لطالبان لأنها كانت معقلا رئيسيا في الشمال قبل عام 2001. وكان متشددو طالبان قد سيطروا على المدينة عام 2015 ومرة أخرى عام 2016 لكنهم لم يتمكنوا من الاحتفاظ بها لفترة طويلة.