إيلاف من لندن: هتف اعضاء مجلس النواب الأردني في لفتة تأكيد ولاء، للملك عبدالله الثاني تحت قبة البرلمان، اليوم الأحد، عقب التصويت على فصل النائب المشاكس أسامة العجارمة من المجلس.
وصوت مجلس النواب لصالح فصل العجارمة 108 نواب من أصل 119 حضروا الجلسة الطارئة المخصصة للنظر بمذكرة نيابية وقعها 109 نواب لفصل العجارمة.
وكان قدم العجارمة استقالته للمجلس يوم الاربعاء الماضي، وادرجت الامانة العامة الاستقالة على جلسة يوم غد الاثنين، قبل ان تعود بقرارها وتخصص جلسة طارئة لفصل العجارمة.
وادان رئيس المجلس عبد المنعم العودات ما صدر من تفوهات ضد الملك عبدالله الثاني، مؤكدا وقوفه بحزم ضد أي مساس بجلالته، أو بنظام الحكم. وقال العودات إن ما شهدته الساحة الوطنية من مظاهر مؤسفة بالأيام القليلة المقبلة يزيدنا ايمانا بضرورة فرض سيادة القانون للدفاع عن أمن واستقرار الأردن في جميع الظروف والأحوال.
الإخلاص
وأضاف خلال جلسة طارئة لمجلس النواب الأحد، أن أعضاء المجلس مخلصين لبلدهم ولقائد المسيرة الملك عبدالله الثاني، مبيناً أن هذا الاخلاص هو الأساس الصلب لتحطم كافة الفتن وقامت عليه أركان الدولة المستقرة بمؤسساتها المدنية والعسكرية على مدى 100 عام من نشأتها و75 عاماً من استقلالها.
وأكد أن انعقاد الجلسة سندا لأحكام المادة 84 من النظام الداخلي وبناء على طلب من 109 نواب في مذكرة نيابية تطالب بفصل النائب أسامة العجارمة. وأعرب مجلس النواب بأغلبية أعضائه عن عدم رغبته بمناقشة المذكرة.
وقال رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب خالد الكلالدة إن الهيئة تنتظر وصول كتاب من مجلس النواب بقرار فصل النائب أسامة العجارمة. وأضاف اأنه فور ورود كتاب مجلس النواب بفصل النائب العجارمة سيتم التنسيب بالذي يليه في نفس القائمة فوراً.
وبحسب قانون الانتخاب يخلف النائب الذي يشغر مقعده في المجلس بأكثر مرشح حصل على اصوات في قائمته، ليكون المحامي رمزي العجارمة هو خليفة العجارمة في المجلس.
بيان مجلس الوزراء
وعلى صلة، استعرض مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها اليوم برئاسة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ما جرى من مظاهر خارجة عن القانون خلال الايام الماضية والاصرار من البعض على اقامة تجمعات وبناء بيوت شعر مخالفة للقانون وتمس أمن المواطن والسلم الاهلي.
واكد المجلس في بيان اصدره ان الحكومة لن تسمح باستمرار هذه التجمعات والمظاهر غير القانونية وكافة السلوكات المرافقة لها من تأزيم وتحريض وسيتعامل معها بكل حزم واهاب المجلس بالمواطنين الاعزاء بالنأي بأنفسهم عنها.
وقال المجلس إنه تابع عن كثب ما واكب تجمعات غير قانونية جرت خلال الايام القليلة الماضية، وما تخللها من تجاوزات واساءات وتحريض مفتوح على الدولة وما تضمنته من تهديد للسلم المجتمعي، فضلا عن التعدي على سلطة القانون ورجال الامن العام.
ولقد مارست مختلف الاجهزة المختصة اعلى درجات ضبط النفس ازاء هذه النشاطات وما تخللها من تحريض مباشر يشكل خرقا للقانون واعتداء صارخا عليه، بأمل ان يثوب من يؤججون هذه التصرفات الى رشدهم وان يعودوا الى جادة الحق والصواب.
محاولات تحشيد
واكد المجلس انه ومع شديد الاسف، فان ما شهدناه ليلة امس من محاولات التحشيد وما واكبها من اعتداءات على بعض مرتبات جهاز الامن العام، وما تخلل هذه التجمعات غير المشروعة من كلام وسلوكيات تحريضية تشكل مخالفات قانونية مكتملة الاركان تمس صلب ثوابت بلدنا ومرتكزاته الدستورية وأدبياتنا المتوارثة منذ نشأة الدولة.
وشدد المجلس على ان وزارة الداخلية لن تسمح بتاتا بإقامة اية تجمعات او فعاليات او اقامة لبيوت شعر او غيرها من المنصات، وستتعامل بأقصى درجات الحزم لانفاذ القانون ومنع هذه النشاطات التحريضية الخطيرة وما يتخللها من اقوال وسلوكيات تخرق القانون والدستور وتعبث بأمن المجتمع .
واهاب مجلس الوزراء بالمواطنين الاعزاء في بوادينا ومدننا وقرانا ان ينأوا بانفسهم عن اي مشاركة في مثل هذه التجمعات التحريضية المخالفة للقانون.
اشتباكات
وكانت الاشتباكات تجددت بين رجال الأمن ومؤيدين للنائب أسامة العجارمة في منطقة أم البساتين غرب العاصمة عمان. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المحتجين ما أدى لنشوب حرائق في بعض المناطق.
وأعلنت مديرية الأمن العام في بيان يوم الأحد، أن أربعة من عناصر الأمن جرحوا مساء السبت، في أعمال شغب في منطقة ناعور جنوب عمان، قام بها حسب شهود عيان أنصار نائب استقال من البرلمان بعدما جمدت عضويته لمدة عام بسبب "تطاوله على هيبة مجلس النواب".
ونقل البيان عن الناطق الإعلامي باسم المديرية عامر السرطاوي قوله إن "قوة أمنية تعاملت مساء السبت، مع أعمال شغب وإحراق مركبات وإطلاق عيارات نارية في الهواء قام بها مجموعة أشخاص في منطقة ناعور" بجنوب عمان. وأكد السرطاوي أن "القوة الأمنية لن تسمح لهم باختراق القانون والتعدي وتعطيل سير الحياة العامة، وسيتم التعامل مع (هكذا افعال) بكل حزم".
تطاول
وذكر شهود عيان إن هؤلاء هم من أنصار النائب أسامة العجارمة الذي جمدت عضويته في 27 مايو الماضي لمدة عام بعد اتهامه بـ"التطاول على هيبة وسمعة مجلس النواب" ما حدا بالنائب الى تقديم استقالته من المجلس.
ووقعت مشادة كلامية بين النائب اسامة العجارمة ورئيس مجلس النواب عبد المنعم العودات في 24 مايو بسبب انقطاع التيار الكهربائي قبل ثلاثة أيام في العديد من محافظات المملكة.
وأصر النائب على إن انقطاع الكهرباء كان الهدف منه "وقف مسيرة حاشدة للعشائر الأردنية الى عمان لنصرة القضية الفلسطينية حيث لم يستطيعوا التزود بالوقود في المحطات بسبب انقطاع الكهرباء. وتساءل "لماذا دب الرعب في قلوب العملاء؟".
وقالت وزارة الداخلية في بيان يوم الأحد إن "أي تجاوز على القانون وأي اعتداء على مرتبات جهاز الأمن العام سيتم التعامل معه بحسم وحزم وفقا للقانون وبما يحفظ أمن وأمان المواطنين وممتلكاتهم والممتلكات العامة، وأمن وسلامة مرتبات الأمن العام الذين يسهرون على إنفاذ القانون وحفظ الأمن والنظام".