إيلاف من لندن: طالب القادة العراقيون الامم المتحدة بدعم ومراقبة لانتخاباتهم المنتظرة لضمان نزاهتها وشفافيتها، معربين عن رفضهم للاعتداءات على البعثات الدبلوماسية والمنشآت العراقية والاجنبية التي اعتبروها خرقا لسيادة بلدهم حيث تعرضت المنطقة الخضراء الثلاثاء لهجوم بثلاث قذائف.
جاء ذلك خلال اجتماع انعقد في القصر الحكومي في بغداد لرؤساء الجمهورية برهم صالح والحكومة مصطفى الكاظمي ومجلس النواب محمد الحلبوسي ومجلس القضاء الأعلى فائق زيدان ومعظم قادة الكتل السياسية .
وجرى خلال الاجتماع "نقاش صريح وشامل حول آخر التطورات الأمنية والسياسية على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية، وكذلك الموازنة الاتحادية فيما ركز الاجتماع على أهمية إجراء الانتخابات النيابية المبكّرة المقبلة منتصف العام المقبل وضمان أن تكون حرة ونزيهة تراعي المعايير الدولية"، كما قال بيان صحافي لرئاسة الحكومة في وقت متأخر مساء الاثنين تابعته "إيلاف".
وأكد المجتمعون على ضرورة إسراع مجلس النواب بالتصويت على قانون الانتخابات الجديد بصيغته النهائية الكاملة في أقرب وقت، وضرورة الاسراع في تشريع قانون تعديل قانون المحكمة الاتحادية.
يشار الى ان البرلمان العراقي كان قد بدأ أواخر العام الماضي مناقشة مشروع القانون الجديد للانتخابات والذي من شأنه إفساح المجال أكثر أمام صعود المستقلين والكتل الصغيرة إلى البرلمان لكن بين الكتل السياسية خشية فقدان هيمنتها على الاقتراع قد اجلت التصويت عليه لحد الان.
وفي مقدمة خلافات القوى السياسية حول بنود القانون اعتماد دائرة انتخابية واحدة على مستوى المحافظة الواحدة أو دوائر متعددة وكذلك اعتماد التصويت المباشر للمرشح أو التصويت لصالح القائمة الانتخابية.
مراقبة أممية للانتخابات
وشدد القادة العراقيون على لزوم اعتماد البطاقة البايومترية حصرا للتصويت في الانتخابات المقبلة كما دعوا المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتمكين الناخبين في جميع انحاء العراق من الحصول على بطاقاتهم الانتخابية في وقت مناسب دون استثناء النازحين والمهجرين.
وفيما طالب المجتمعون المفوضية بمضاعفة جهودها استعدادا لإجراء الانتخابات المقبلة شددوا على أهمية تكثيف دور الأمم المتحدة في دعم المفوضية وتعزيز قدراتها في إجراء الانتخابات فضلا عن مراقبتها بما يضمن نزاهتها وشفافيتها.
وكانت رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت قد حذرت في السادس من الشهر الحالي اثر اجتماع في النجف مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني من انزلاق البلد لمنحدرات خطيرة في حال اجراء الانتخابات بصورة غير مستوفية الشروط اللازمة لإنجاحها.
ومن جانبه، شدد السيستاني على ضرورة توفير الشروط الضرورية التي تضفي على نتائج الانتخابات درجة عالية من المصداقية ليتشجع المواطنون على المشاركة فيها بصورة واسعة مشددا على اجرائها وفق قانون عادل ومنصف بعيداً عن المصالح الخاصة لبعض الكتل والأطراف السياسية .. وحذر من أن مزيداً من التأخير في اجرائها أو اجراءها من دون توفير شروط إنجاحها سيؤديان الى تعميق مشاكل البلد والوصول الى وضع يهدد وحدته ومستقبل أبنائه.
رفض الاعتداءات "الآثمة" على البعثات الدبلوماسية
كما دان القادة العراقيون بشدة "جميع الاعتداءات على المنشآت العراقية والأجنبية التي شهدتها البلاد مؤخرا، بما فيها إطلاق صواريخ استهدفت مرافق دبلوماسية رسمية ومنازل مواطنين أبرياء معتبرين أن هذه الاعتداءات مهما كان مصدرها تمثل اعتداءات آثمة على السيادة الوطنية ومصالح الشعب العراقي".
واليوم الثلاثاء قالت خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع إن المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد قد تعرضت فجرا الى ثلاث قذائف.
واشارت الخلية في بيان تابعته "ايلاف" الى ان الهجوم لم يتسبب بحصول خسائر أو أضرار موضحة ان القذائف انطلقت من منطقة الكرادة (الزوية) القريبة للمنطقة مجاور إعدادية العرفان.
ومنذ أشهر تتعرض قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا أميركيين فضلا عن السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء المحمية وسط بغداد لهجمات صاروخية متكررة.
وعادة ما تهدد ميليشيات كتائب حزب الله والنجباء العراقية الموالية لايران باستهداف القوات الأميركية على الرغم من تحذيرات الحكومة العراقية للمنفذين وتلويحها برد حاسم الا أن هذه الهجمات لا تزال مستمرة.
وتصاعدت عمليات الاستهداف هذه اثر اغتيال طائرة اميركية مسيرة لقائد فيلق القدس في للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير الماضي.