سهوب بغدادي
قد تشكِّل الشهادة علامةً فاصلةً في مسيرة أي شخص، سواءً كان طالبًا أم موظفًا، فكل مكان وزمان يتطلب من الشخص أن يتحصَّل على شهادة ما تلائم مكانه وزمانه الحالي، بغية تحقيق أعلى مستوى ممكن من الدخل أو الدرجة أو المكانة أو لتغيير المجال بشكل كلي أو للتعمق فيه، حيث تتنوع تلك الشهادات ما بين الأكاديمية بمختلف المراحل للتعليم العام والجامعي العالي والشهادات المهنية كالتي تركز على التقنية والمهارات الحرفية والإدارية، والشهادات التخصصية واللغوية وتلك المعنية بالسلامة والمطابقة، وما إلى ذلك، وبالرجوع إلى أول كلمة في المقال «قد» التي تعني الاحتمالية في الأمر وعدم تأكيده، نظرًا لكون الشهادة كافية وغير كافية! بالتأكيد هناك مهارات أخرى يتحتم على الشخص أن يتقنها إلى جانب تحصيله على الشهادات، بغض النظر عن جميع المهارات المتراكمة والمتراكبة يظل هناك معيار مهم وشهادة مهمة ألا وهي «شهادة الناس» أي أنّ أخلاقك وتعاملك وأثرك الذي تتركه في النفوس عوامل تؤثِّر بشكل كبير في مسيرتك الأكاديمية والمهنية وتطورك في نواحي الحياة، وتبقى هناك حالات شاذة ممن لا يمتلكون معايير الإدراك والذكاء العاطفي ونراهم يحرزون التقدم الملحوظ في مواطن حياتهم، الأمر الذي يدفع الآخر إلى الشعور بالدهشة والحنق مما يشهد من تنافٍ للمعقول والممكن، إلا أنّ هناك على الدوام جانباً آخر مجهولا في حياة ذلك الشخص المريب، ولا يحظى بذات النجاح والتألق كما يبدو في أعين الناس، لذا علينا الحرص على تحصيل شهادة الناس لإرضاء الخالق أولاً ومن ثم ستأتي لك الأمور جميعها تباعًا وييسرها لك القدير بلطفه، وما فاتك منها لم يكن لك وغير لائق بك.
«إننا ندنو من العظمة كي نكون عظماء في تواضعنا» والعظمة لله وحده.