الرباط: وقع حزب الاستقلال المغربي العريق في "المحظور"، ولم تفلح قياداته في تجاوز الخلافات الحاصلة فيما بينها وإنجاح محطة المؤتمر العام الـ 17، التي ظلوا يرددون بأنها ستكون فرصة لتأكيد وحدة الحزب ورص صفوفه لمواجهة التحديات القادمة، حيث أجل الحسم في اسم الأمين العام الجديد حتى يوم السبت المقبل، بعد تجدد المواجهات بين تيار حميد شباط، الأمين العام المنتهية ولايته، وتيار حمدي ولد الرشيد الداعم لنزار بركة، في جلسة الحسم.
ولم تنجح الجلسة المغلقة التي دامت لساعات بين كل من حميد شباط ونزار بركة، المرشحين للمنافسة على الأمانة العامة، في إيجاد حل وسط يرضي جميع الأطراف، حيث جرى الاتفاق على تأجيل انتخاب الأمين العام للحزب إلى يوم السبت المقبل .
وحضر اللقاء الذي عرف تشاورا مطولا بين التيارين المتصارعين على زعامة الحزب، كل من نور الدين مضيان رئيس المؤتمر، وحمدي ولد الرشيد وعبد القادر الكيحل وعبد الصمد قيوح، أعضاء اللجنة التنفيذية السابقة.
وخرج كل من حميد شباط وحميد ولد الرشيد ورئيس المؤتمر نور الدين مضيان لإعلان الخبر أمام المؤتمرين الغاضبين، الذين قاطعوا مضيان ورددوا شعارات مناوئة لما سموه "التحكم" ، وطالبوا برفع يده عن حزب الاستقلال.
وأعلن نور الدين مضيان، رئيس المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال المغربي، وسط حالة من الفوضى في القاعة المغطاة للمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، عن تأجيل أشغال دورة المجلس الوطني للحزب لانتخاب الأمين العام للحزب.
وقال في كلمة قصيرة أمام حشد من المؤتمرين الغاضبين من توقف الأشغال بسبب الفوضى والمواجهات التي تجددت صباح أمس الأحد، "نعتذر لجميع المناضلين عن التأخير الذي حصل بسبب عدم توفير الوسائل التقنية من أجل إنجاح محطة انتخاب الأمين العام وأعضاء اللجنة التنفيذية".
وأضاف موضحا "نظرا للعياء الملاحظ على جميع المؤتمرين لقد تم بالإجماع الاتفاق على تأجيل أشغال هذه الدورة إلى السبت المقبل"، مسجلا أن رئاسة المؤتمر ستصدر قرارا في الموضوع، في غضون الساعات القادمة.
وعاينت "إيلاف المغرب" الأجواء المتوترة بين أتباع شباط من جهة، وأنصار حمدي ولد الرشيد الداعم لنزار بركة من جهة ثانية، إذ شهد اليوم الأخير من المؤتمر مناوشات بين الطرفين وأعمال تخريب لمعدات القاعة، احتجاجا على عدم تمكين عدد من أعضاء المجلس الوطني من البطائق التي تخول لهم التصويت على الأمين العام.
وعلمت "إيلاف المغرب" في لقائها بعدد من المؤتمرين أن غالبية ممثلي الهيئات والتنظيمات الموازية للحزب أعضاء المجلس الوطني لم يتوصلوا بالبطائق الخاصة بهم، الأمر الذي فجر موجة الاحتجاج التي أدت إلى إيقاف أشغال الجلسة، وذلك بعد دخول شباط، على الخط واتهامه في كلمة أمام أنصاره عناصر "محسوبة على وزارة الداخلية بتهريب البطائق ودعمها لمنافسه نزار بركة".
وأكد شباط في تصريح ل" ايلاف المغرب"عقب إعلان تأجيل انتخاب الأمين العام، أنه مستمر في المنافسة من أجل الظفر بمقعد الأمانة العامة، مشددا على أنه لن يقبل ب"التزوير وسيظل مدافعا عن الديمقراطية داخل الحزب".
وعن اتهامه لعناصر محسوبة على وزارة الداخلية بتهريب بطائق المؤتمرين، قال شباط، إن "كل شيء كان واضحا والمناضلون شاهدوا ذلك ووقفوا عليه"، مشددا على أن السبت المقبل سيكون موعدا لانتخاب الأمين العام للحزب، نافيا دخوله مع منافسه في أي مفاوضات يمكن أن تؤدي لسحب ترشحه كما تداولت بعض التقارير الإعلامية المحلية.
وكان المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال المغربي قد أنهى أشغاله مساء السبت، على إيقاع الخلافات الواضحة بين أعضائه، والتي تفجرت عقب الجلسة الافتتاحية ودخول الطرفين في مواجهات عنيفة تبادل فيها الطرفان الرشق بالصحون والكراسي في القاعة المخصصة لتناول الطعام.
ولاقت أحداث العنف التي شهدها مؤتمر حزب الاستقلال الذي يعد أعرق حزب بالبلاد انتقادات حادة من طرف المتابعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أسهبوا في التهكم والسخرية من الوضعية التي أضحى يعيشها حزب الاستقلال.