: آخر تحديث
يمنحه اتحاد السفارديم جائزة تقديرية

أندريه أزولاي النخبوي الناشط والمساند لحوار الثقافات

224
228
196

أندريه أزولاي مغربي يهودي، مستشار للملك محمد السادس، ناشطٌ في مجال الحوار الثقافي والمجتمعي بين اليهود والمسلمين، وباحث عن تسويات للصراع العربي - الإسرائيلي، يكافئه اتحاد السفارديم الأميركي بجائزة إنجازات العمر تقديرًا لعطائه.

إيلاف من دبي: أعلن اتحاد السفارديم الأميركي منح أندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي محمد السادس، جائزة «الرمانة لإنجازات العمر (Pomegranate Award for Lifetime Achievement)، على أن يتسلمها في الثلاثين من مارس الجاري، في الدورة العشرين لمهرجان الفيلم اليهودي السفردي الذي ينعقد هذا العام في نيويورك تحت شعار الاحتفاء بالثقافة المغربية، وبالتعايش بين المسلمين واليهود.

وفي بيان أصدره اتحاد السفارديم الأميركي، قال إن هذه الجائزة تقدّم لأزولاي «تقديراً لجهوده وعمله الرائع من أجل تعزيز العلاقات بين الإسلام واليهودية، وتوطيد الحوار بين الأديان، وتشجيع التعايش والتبادل بين مختلف الأديان".

ونقل البيان نفسه عن جيسن غوبرمان، المدير التنفيذي للاتحاد قوله: «يمثل المغرب الذي يتميز بكرم الضيافة والانفتاح استثناءً بين الميل الطاغي اليوم في العالم إلى التعصب والتقوقع ورفض الآخر»، مشيراً إلى ترميم 167 معبداً ومقبرة يهودية في المغرب برعاية الملك محمد السادس، ومكرماً باعتزاز اليهود المغاربة بتراثهم الغني.

النخبوي الناشط

يعد أزولاي من أبرز النخبويين اليهود في المغرب، ومن قلة بقيت ناشطة في المجالين السياسي والاجتماعي فيما غادر معظم يهود المغرب إلى أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل. عمل في الصحافة، وكان مصرفياً، وخاض العمل العام المجتمعي والثقافي، كما رصد نشاطه لتعزيز حال الحوار الحضاري في المغرب منذ بداية تسعينات القرن الماضي.

ولد أزولاي في مدينة الصويرة عام 1941، في أسرة مغربية يهودية أصولها أمازيغية. ساند والده الوطنيين المغاربة المطالبين بالاستقلال عن فرنسا، ما دفع بسلطة الحماية الفرنسية إلى إعفائه من مهامه الوظيفية. ترعرع في جو من الود اليهودي - الإسلامي، ما زرع فيه بذور الحوار والتلاقي منذ صغره.

درس المرحلتين الابتدائية والثانوية في المغرب، ثم انتقل إلى باريس ليلتحق بإحدى جامعاتها في عام 1966، وكان في الخامسة والعشرين من عمره .

مساند لحوار الثقافات

عاد أزولاي إلى المغرب، فكانت له تجربة قصيرة الأمد في الإعلام، إذ عمل محررًا في مجلة «أخبار المغرب». لكنه عاد إلى فرنسا ليعمل هناك مسؤولًا للعلاقات العامة في بنك «باريس با»، وترقى في سيرته المهنية هناك بين عامي 1967 و1991. منذ عام 1991، اتخذه الملك الراحل الحسن الثاني مستشارًا له، وهو اليوم مستشار للملك محمد السادس.

رأس أزولاي «منظمة آنا ليند» للحوار بين الثقافات وهو عضو في لجنة الحكماء لمبادرة تحالف الحضارات، كما انتخب رئيسًا منتدبًا لمؤسسة الثقافات الثلاث في إشبيلية، وهو أيضًا نائب رئيس مركز السلام في الشرق الأوسط، ومقره تل أبيب. والمعروف عنه قناعته بأن أحد تجليات سوء العلاقة بين العرب والغرب هو جهل الطرف الغربي بالطرف العربي الإسلامي، في مقابل معرفة العرب المسلمين المتقدمة بثقافة الغرب وتاريخه ومجتمعه.

في منتصف السبعينات، أسس في فرنسا منظمة «هوية وحوار»، غير الحكومية التي تعنى بالتاريخ والثقافة اليهوديين، وكان سباقاً إلى فتح قنوات الحوار مع شخصيات فلسطينية وإسرائيلية، باحثاً عن تسوية سلمية للقضية الفلسطينية. ولقد قال لموقع DW الألماني (12 أكتوبر 2010): «كيهودي في متخيلي لا يمكن أن أقبل أن الآخر، الذي هو الفلسطيني، لا يتمتع بنفس الكرامة التي أتمتع بها، وبنفس الحرية والعدل والواقع الاجتماعي والإنساني والثقافي الدولي الذي أتمتع به».

صوغ الخيارات الاقتصادية 

ساهم أزولاي في صوغ الخيارات الاقتصادية المغربية بعد تسعينات القرن الماضي، وتحديدًا من خلال عملية خصخصة الاقتصاد. ويقول مراقبون مغاربة إن  الملك الراحل الحسن الثاني قرّبه منه وجعله مستشاره كي يقوّي علاقات البلاط المغربي بعالم الإعلام والاقتصاد والأعمال الفرنسي.

رأس ازولاي جمعية  «الصويرة موغادور» منذ عام 1992، فشجع المشروعات الاقتصادية والسياحية والثقافية في مسقط رأسه، وهو يدير مهرجانات فنية وثقافية محورها إعادة الاعتبار للتراث الثقافي المحلي بمكوّنيه اليهودي والإسلامي.

في عام 2010، نال أزولاي جائزة «ميديتيرانيو» من مؤسسة المتوسط في نابولي الإيطالية. كما مُنح عام 2013 ميدالية السلام بوصفه رئيسا لمؤسسة أنا ليند، وذلك بعيد إعلان مارسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية،كما منحته الأكاديمية الأوروبية للعلوم جائزة التسامح لعام 2014.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار