إيلاف من الرباط: خرج الآلاف من المغاربة في تظاهرات احتجاجية بعدد من المدن المغربية تنديدًا بوفاة بائع السمك، محسن فكري، بمدينة الحسيمة ليلة الجمعة، بعدما سحقته شاحنة إتلاف النفايات مع كمية مهمة من الأسماك التي صادرتها السلطات منه، معبرين عن تضامنهم مع الضحية ومطالبين بمحاسبة المتورطين في الحادث الذي هزّ البلاد.
جانب من التظاهرات |
ففي العاصمة الرباط، احتشد المئات من المتظاهرين بشارع محمد الخامس، أمام قبة البرلمان، قبل أن تتحول التظاهرة إلى مسيرة كبيرة اتجهت نحو المديرية المركزية للأمن الوطني، وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطات، وعبروا عن رفضهم "للحكرة" والظلم والاستبداد.
وطالب المتظاهرون الذين تزعمهم نشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية وعدد من أتباع جماعة العدل والإحسان الإسلامية (شبه المحظورة)، بالإضافة إلى نشطاء حركة 20 فبراير الشبابية، الذين رددوا شعارات منددة بـ"المخزن ( السلطة) وممارساته الاستبدادية"، وحملوه مسؤولية وفاة محسن فكري.
ومن جملة الشعارات التي رددها المشاركون في التظاهرة "الشعب يريد قتلة الشهيد" و"محسن مات مقتولا والمخزن هو المسؤول"، و"الشهيد خلا ( ترم) وصية لا تنازل عن القضية"، والعشرات من الشعارات التي نددت بالحادثة المأساوية التي راح ضحيتها فكري.
جانب من المظاهرات الاحتجاجية على حادث الحسيمة |
---|
ودعا المحتجون الغاضبون بالعاصمة الرباط، إلى إقالة وزير الداخلية من مهامه، حيث حملوه مسؤولية الوفاة، مرددين شعار "الشعب يريد إسقاط حصاد"، كما انتقدوا البرلمان وغياب العدالة في البلاد "البرلمان ها هو والعدالة أين هي؟".
كما شهدت مدينة الدار البيضاء تظاهرة مماثلة عبّر فيها العشرات من ابناء العاصمة الاقتصادية، عن رفضهم لـ"الظلم وإزهاق أرواح الأبرياء"، مطالبين الدولة بمحاسبة المتورطين في الحادث.
وشهدت مدينة طنجة، بدورها وقفة حاشدة للتضامن مع الضحية رفع فيها المحتجون شعارات منددة بالظلم والاستبداد، مطالبين برفع الحيف والحكرة التي يعانيها سكان مدن الريف والشمال من طرف السلطات.
في السياق ذاته، عرفت مدن: فاس ومراكش وأكادير وعدد من المدن الصغرى وقفات احتجاجية مماثلة، تضامنًا مع وفاة بائع السمك بمدينة الحسيمة، في مشهد يعيد إلى الأذهان المسيرات الاحتجاجية التي شهدها المغرب إبان أحداث الربيع العربي مطلع سنة 2011.
جنازة الشاب محسن فكري الذي ووري الثرى اليوم في بلدة امزورن قرب الحسيمة |
وكانت أعلام الحركة الثقافية الأمازيغية حاضرة في المسيرات الى جانب رايات حركة 20 فبراير الشبابية.
وعاينت "إيلاف المغرب"، حضور العديد من الوجوه السياسية في وقفة الرباط، من فيدرالية اليسار وحزب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
كما شارك في الوقفة أيضًا، عدد من النشطاء المحسوبين على حزب العدالة والتنمية ( مرجعية إسلامية)، رغم التوجيه الذي دعا فيه أمينه العام، عبد الإله ابن كيران، بعدم الاستجابة لدعوات المشاركة في المسيرات والوقفات التضامنية مع وفاة بائع السمك، محسن فكري، الذي يعد والده من مؤسسي حزب العدالة والتنمية بالمدينة.