الرباط: انتقد إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي من جديد تأخر عبد الاله ابن كيران رئيس الحكومة المعين، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تشكيل الحكومة المقبلة، مؤكداً ان ذلك وضع مجموعة من المؤسسات في وضعية العطالة.
واستعرض العماري، الذي تحدث السبت، خلال استكمال أشغال الدورة 21 للمجلس الوطني لحزبه بالصخيرات (ضواحي الرباط)، عن بعض ملامح الوضع السياسي بالمغرب، موضحاً أن الحزب الأول عددياً خلال انتخابات 7 أكتوبر، واحتكاما للدستور، تم تكليف رئيسه من طرف الملك محمد السادس تشكيل الحكومة إلا أن الأمور تأخرت وهو ما وضع مجموعة من المؤسسات في وضعية العطالة.
وجدد العماري التأكيد على أن حزبه ليس جزءاً بشكل نهائي من المشاورات التي أجراها رئيس الحكومة المكلف مع مختلف الأحزاب السياسية، وقال " اذا كان الجميع يتحدث اليوم عن "الأصالة والمعاصرة" على أنه هو المسؤول عن الجمود المسجل على مستوى المشاورات في أفق تشكيل الحكومـــة ، فإن ذلك مرده الى كونهم متأكدون من " أننا القوة الأساسية والأولى سياسياً والثانية عددياً في المشهد الوطني".
وأشار العماري الى ان معظم التقارير الدولية منها على وجه الخصوص التي واكبت مرحلة ما بعد انتخابات 7 أكتوبر شددت على أن الحزب الفائز سياسياً هو "الأصالة والمعاصرة" حيث انتقل من من 47 مقعد إلى 102 مقعداً برلمانيا.
"الأصالة والمعاصرة" ليس لقمة سائغة
وأكد العماري، مرة أخرى، على أن الاشتغال بخصوص الإعداد لانتخابات 7 أكتوبر 2016، كان اشتغالاً جدياً ومسؤولاً على مختلف المستويات فيما يخص الإعداد المادي واللوجيستيكي، "فعلى سبيل المثال، وبخصوص الإعداد الأدبي كان حزب الأصالة والمعاصرة الأكثر جدية، وبرنامجنا الحزبي الذي وزع على امتداد التراب الوطني ساهم في صياغته مناضلات ومناضلي الحزب، كما تم الانفتاح على طاقات من داخل الحزب وخارجه".
وأضاف العماري أن "الأصالة والمعاصرة" كان هو الحزب الوحيد الذي أعلن عن مصاريفه أمام الملأ خلال اليوم الأول لانطلاق الحملة الانتخابية، مضيفاً أن الحزب سينشر في الأيام المقبلة التفاصيل الماليـــة لعملية تدبير الحملة السالفة الذكر، موضحاً في نفس السياق على أن دعم الدولة غير كاف لتغطية 20 في المائة من مجموع الالتزامات المالية للحزب.
واعتبر العماري أن انتخابات 7 أكتوبر شكلت لحظة مفصلية حقيقية لحزبه، حيث حقق نجاحاً لم يتحقق في التاريخ السياسي المغربي منذ 1956 إلى اليوم، وذلك بالنظر إلى عدد الأصوات المحصل عليها وعدد المرشحات اللواتي فزن.
العماري: حزبنا أقوى مما يتصورون
وفي سياق حديثه عن نتائج اقتراع 7 أكتوبر الماضي، قال العماري، مخاطباً عضوات وأعضاء المجلس الوطني لحزبه: "حزبكم أقوى مما يتصورون، والأكثر من ذلك ان مناضلاتنا ومناضلينا مستعدون للدفاع عن الحزب إلى آخر نفس، لم ننحني ولن ننحني".
وردا على من وصفهم بـ"المشككين" في الوضع الراهن لحزب الأصالة والمعاصرة( البام)، أكد العماري ان " الأصالة والمعاصرة" ليس لقمة سائغة، موضحاً أنه قبل سنوات "تعرضنا لهجومات في شخص مناضلات ومناضلي الحزب كانت تستهدف التلاحم بين كل مكونات العائلة البامية، لكن الجميع صمد ضد هذه الهجومات لأن التعاهد لم يكن على المناصب إبان لحظة التأسيس، بل كان هدفنا المساهمة في بناء وطن يتسع للجميع.
و في سياق متصل، أبرز العماري أنه من ضمن ما تمخضت عنه أشغال المؤتمر الوطني الثالث للحزب الذي انعقد في يناير 2016، انتخابه لقيادة الحزب لكنه لم يشأ القيادة فردية، وأرادها أن تكون جماعية ومؤسساتية، مضيفاً أن التحدي كان حينها "هو خلق بنية استقبالية في مستوى تطلعات المناضلين والمناضلات، وقلنا إن هذه الأمور لا يمكن أن تتحقق إلا بعد الانتخابات 7أكتوبر.
وخلص العماري الى القول انه "إذا كان مستقبل الحزب يهمنا فعلاً، فإن الأمر يتطلب تقديم الاقتراحات، معتبراً أن نجاح المؤسسة الحزبية يتستلزم وجود الأفكار مع الإمكانيات المادية والموارد البشرية والاستعداد للعمل والتطوع وتحمل المسؤولية كل من موقعه".