إيلاف من الرباط: قال الياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، إن هيئته السياسية تعمل على مختلف المستويات بالنسبة إلى الانتخابات التشريعية المقبلة، التي وصفها بالمصيرية للوطن والحزب معا، مجددا التأكيد أن "الاصالة والمعاصرة" عازم على احتلال المرتبة الأولى وقيادة التجربة الحكومية المقبلة.
وحمل العماري، الذي كان يتحدث اليوم الخميس في الدار البيضاء امام أعضاء المجلس الوطني لمنتدى "الأصالة والمعاصرة" لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، مسؤولية الحصيلة المجتمعية والاقتصادية المخيفة والخطيرة للحزب الأغلبي (العدالة والتنمية) الذي قاد الحكومة طيلة خمس سنوات مضت، وقال إنه من المنتظر أن تصل نسبة النمو درجة الصفر، وهي نسبة لم يصل إليها المغرب منذ سنة 1983 في العديد من القطاعات، ومنذ استقلال البلاد في قطاعات معينة، وقال: "إننا خرجنا من دائرة الخوف إلى دائرة الظلام وبصيص الأمل صار منعدما".
نحن بحاجة إلى قوة عددية ونوعية
واشار العماري إلى أن التحولات العالمية الآن تتجه نحو إعادة رسم خرائط اقتصادية جديدة، الأمر الذي سيدفع نحو ارتفاع أسعار البترول، وهو ما ينذر بكارثة وطنية.
وأضاف أن معدل النمو يحدد مجموعة من المؤشرات ، وأن ناقوس الخطر لم يعد يُسمع فقط، بل تعداه نحو مرحلة الخطر، موضحا أن "أي عاقل سياسي في الظرفية الحالية سيتجنب الحصول على المرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة، لكن انتماءنا للوطن قبل انتمائنا للحزب يقتضي منا كمغاربة أولا وكحزب أصالة ومعاصرة ثانيا، المساهمة في إنقاذه ( الوطن) من مرحلة الخطر".
وبخصوص الاستعداد لانتخابات السابع من أكتوبر المقبل ، قال العماري انها تنبني على قاعدة إنقاذ المغرب وليس ارتباطات شخصية، وعليه "فنحن نسعى للحصول على قاعدة انتخابية تعطينا سلطة القرار، ونحن بحاجة إلى قوة عددية ونوعية".
إنقاذ الوطن ليس حكرًا على الشركاء السياسيين
في غضون ذلك، قال العماري إن قرار تزكيات الترشح "سيراعي الاحتكام إلى القوانين الداخلية للحزب، لأن مهمة الحزب اليوم ليست احتلال المركز الأول، بل المساهمة في إنقاذ الوطن أولا ثم البحث عن شركاء سياسيين ومجتمعيين ثانيا"، معتبرا "إنقاذ الوطن ليس حكرا على الشركاء السياسيين، وإنما يمتد ليصل مداه للشركاء المجتمعيين والنقابيين لوضع اليد في اليد لتحقيق الإنقاذ".
ودعا العماري أعضاء المجلس الوطني لأساتذة التعليم والبحث العلمي، بالنظر إلى ارتباطهم اليومي بالطلبة والمحيط الجامعي، وقدرتهم على تحليل ما يقع من أحداث ومجريات ومتابعتهم لما يُنشر يوميا في هذا الإطار، إلى إيصال خطاب إنقاذ الوطن لزملائهم وعائلاتهم وأصدقائهم في مختلف الأماكن العمومية.
المغرب عاش خمس سنوات من الوعود الواهية
وفي سياق تحليله حصيلة الحكومة، قال العماري إن البلاد عاشت خمس سنوات من الوعود الواهية، والالتزامات الخيالية. واضاف قائلا انها "التزامات في السماء وليست في أرض والواقع"، وهو ما جعل أكثر من 80 في المائة من مداخيل البلاد تأتي عن طريق الاقتراض.
وحذر العماري من مغبة استمرار الوضع في البلاد على ما هو عليه حاليا، وقال: "اننا إذا استمرينا خمس سنوات أخرى في الوضعية الحالية لن يكون بالإمكان الوفاء بالالتزامات الاجتماعية".
في غضون ذلك ، انتقد العماري بشدة ما تروج له الحكومة من "إنجازات مزعومة"، حيث لا تتعدى نسبة الاستفادة من التغطية الصحية للطلبة اليوم 10 في المائة، في حين أن 90 في المائة الباقية مغيّبة من الاستفادة، والأمر نفسه ينطبق على المنحة الخاصة بهم وبالأرامل.
حصيلة الحكومة بلغت درجة الصفر
واستشهد العماري بسوء تدبير الحكومة للملفات الاجتماعية، خاصة التغطية الصحية للأبوين، وقال " ان قانون التغطية الصحية للأبوين لم يتم التأشير عليه من طرف رئيس الحكومة، ومع ذلك يتبجح بإنجازه لاستخدامه كحملة انتخابية سابقة لأوانها".
وختم العماري كلمته بالحديث عن فشل الحصيلة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة الحالية والتي بلغت" درجة الصفر ، وكنت أتمنى أن لا تصل إلى تلك النسبة المخيفة والخطيرة، وأمام هذا الوضع نحن لسنا بحاجة للكثير من الكلام بقدر ما نحن بحاجة للاتجاه نحو إنقاذ الوطن".