: آخر تحديث

تدجين الكلاب أدى الى تغيير لون عيونها

29
21
23
مواضيع ذات صلة

باريس: أظهرت دراسة أن تدجين الكلاب أدى إلى تغيير لون عيونها حيث باتت أفتح من لون عيون الذئاب لكن هذا التغير أعطاها لونا بنيا أكثر ودية وأقل تهديدا للإنسان.

كشفت الدراسة التي أجراها علماء من دائرة علوم الحيوان في جامعة تيكيو اليابانية أن "لون قزحية الكلاب أغمق من لون قزحية الذئاب، وهذا اللون الداكن يؤثر بشكل إيجابي على الإدراك الحسي لدى الانسان حيال الكلاب".

من الطبيعي أن يختار البشر الكلاب ذات العيون الداكنة، وهذا الضغط الانتقائي قد كون ادى الى تفضيل الحيوانات التي "ينظر الى عيونها على انها ودية وصديقة للانسان" بحسب الدراسة التي نشرت الاربعاء في المجلة العلمية "رويال سوسايتي أوبن ساينس".

تم تدجين الكلب من الذئب الرمادي بشكل تدريجي، خلال الفترة من -50,000 إلى -15,000 سنة مضت.

اليوم، معظم الأنياب المرتبطة بالذئاب لها عين واحدة ذات قزحية فاتحة، تميل نحو اللون الأصفر وتبرز حدقة داكنة في الوسط.

على العكس من ذلك، فإن عيون الكلاب من حوالي ثلاثين سلالة اختيرت للدراسة لها قزحية كبيرة وداكنة، تميل نحو اللون الأحمر، ما يجعل من الصعب تمييز حدقة العين.

وقد تكون لهذا الاختلاف أهمية كبرى في تبادل النظرات بين الإنسان ورفيقه الأمين. وهذا التبادل، الذي يعرف الكلب كيفية استخدامه لجذب انتباه سيده، يؤدي على سبيل المثال الى انتاج هرمون الأوكسيتوسين المماثل لذلك الناتج عن تبادل النظرات بين الأم وطفلها.

أظهرت دراسة أخرى أجريت في الأونة الأخيرة ان هذا التفاعل يتم تسهيله، في حالة الكلاب، عبر نمو عضلات الوجه، ما يسمح لها بتعديل التعبير عن نظرتها، على عكس الذئاب.

لكن لماذا تجعل القزحية الداكنة الكلب محبوبا أكثر للإنسان؟

يستند باحثو تيكيو على دراسات مطبقة على الثدييات لا سيما البشر، والتي ترتبط فيها حدقة العين المتوسعة، على سبيل المثال، بمشاعر أكثر إيجابية من تقلص حدقة العين.

الأهم من ذلك، فان حدقية أكبر قد تكون مرتبطة أيضا بشكل تلقائي بحدقية كائن حدث وبالتالي هش اكثر ومسالم. كما هي الحال بالنسبة للطفل الذي يتراجع حجم حدقة عينه مع تقدم العمر.

ولكن حين تكون قزحية عين الكلب داكنة جدا، وبالتالي لا يمكن تمييزها عن حدقة العين، يكون لدى البشر انطباع بأنهم يرون حدقة كبيرة جدا. وقالت الدراسة إن كلبا مع قزحية داكنة قد ينظر اليه على انه "ضعيف ويجب حمايته".

اختبر الباحثون نظريتهم من خلال عرض صور لاثني عشر كلبا على بشر بنسختين: واحدة بعيون داكنة واخرى بعيون فاتحة.

كان يفترض على المشاركين وصف شخصية كل حيوان على انه اكثر او اقل ودية او ما اذا كان صغيرا. طلب من المشاركين أيضا ما اذا كانوا يرغبون في التفاعل مع كل كلب او حتى تبنيه. تكررت العملية مع مجموعة ثانية من الاشخاص المختبرين.

وخلصت الدراسة الى القول إن "صور الكلاب ذات العيون الداكنة كان ينظر إليها على أنها أكثر ودية وصغيرة في السن" لكن اذا كان هذا الطابع سهّل التفاعل، فانه لم يكن كافيا لاثارة رغبة في التبني.

يقر باحثو جامعة تيكيو بان بوجود حدود لدراستهم مثل تلك المتعلقة ب"الألفة" حيث انه يتم تفضيل الكلاب ذات العيون الداكنة لانها بكل بساطة اكثر عددا. او اختبارات تشمل عددا محدودا من أنواع الكلاب مقارنة مع كل تلك القائمة.

وأوضح طالب الدكتوراه أكيتسوغو كونو، المعد الأول للدراسة لوكالة فرانس برس انها "الدراسة الأولى التي تتعلق بالفارق بين لون العيوان بين الكلب والذئب". وأضاف "لكن هناك عوامل أخرى غير التفضيل البشري يمكن أن تساهم في ظهور عيون داكنة لدى الكلاب" معربا عن أمله في دراسات أخرى حول هذا الموضوع بهدف "تأكيد عالمية هذه الظاهرة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل