إيلاف من الدوحة: في لقاء على هامش ملتقى قمرة السينمائي بالعاصمة القطرية الدوحة، طرح المخرج الفلبيني لاف دياز، المعروف بأعماله الطويلة والبطيئة، رؤيته الفنية التي تتحدى المنظومة السائدة. حيث دعا إلى “التسلل السينمائي” كأداة للمقاومة، مؤكداً أن قطعة فنية واحدة قد تملك القدرة على تحطيم الجدران الفاشية التي صنعتها القوى الإمبريالية، وعلى رأسها الهيمنة الأمريكية.
بين مقاومة الهيمنة الثقافية، وقوة الفن في إيصال الحقيقة، تحدث دياز بشغف عن أهمية السينما في الجنوب العالمي، وعن شغفه الخاص بالأبيض والأسود، وعن ذكرياته التي شكلت ذائقته الجمالية، ليفتح باباً للتساؤل حول دور السينما في زمن سريع، مضطرب، وملوّث بالإيديولوجيا.
.JPG)
-كيف يمكن للحركات التحررية والمقاومة في العالم أن تطرح وجهة نظر مغايرة لما تروّجه أمريكا من خلال هيمنتها على السينما؟
ج: بالرغم أن امريكا تهيمن على سرديات العالم عبر السينما، لكن للفن والجمال مثل الرقص، والرسم، والموسيقى، قوة قادرة على فرض وجهات نظر بديلة وتدمير الجدران التي صنعتها الفاشية الأمريكية عبر أعوام. قطعة فنية واحدة جميلة قادرة على تدمير هذه الجدران المفروضة.
-في عالم يتسارع بجنون، كيف يمكن لأفلامك الطويلة والبطيئة أن تظل مؤثرة؟
ج: يجب أن نواجه هذا الزمن المتسارع، ونأخذ نفسا عميقا،
يجب أن تتسلل السينما إلى الوعي، وتأخذ وقتها لتصل بعمق إلى المتلقي. السينما البطيئة تمنح المشاهد وقتاً للشعور الحقيقي والانخراط في المشاعر الموجودة في الأفلام، بدلاً من مجاراة السرعة السطحية السائدة.
-ماذا يمكن أن تقدم السينما للشعوب التي تمر بظروف إنسانية صعبة، خاصة في الجنوب العالمي؟
ج: السينما تستطيع أن تعكس وجهات النظر السائدة، وتقدم بديلاً إنسانياً. في ظل تهميش الثقافة من قبل الحكومات، تصبح السينما وسيلة لإعادة روح الإنسانية إلى المجتمعات. وضع الفن والثقافة في الواجهة يمكن أن يكون طريقاً للسلام.
-تميل في كثير من أعمالك إلى التصوير بالأبيض والأسود، فهل هذا خيار رمزي أم جمالي؟
ج: الأبيض والأسود ليس مجرد خيار جمالي، بل انتماء وجداني لذكرياتي الأولى مع الفن، عندما أصنع فيلما أشعر إني أعود لطفولتي حيث كانت معظم الأفلام التي شاهدها بالأبيض والأسود. لذا هو خيار نابع من ارتباط عاطفي وشخصي.
-هل هناك سينما عربية أو أفلام تمثّلك فنياً أو تلامسك إنسانياً؟
ج: على الرغم أني مسلم ونشأت في منطقة مينداناو المسلمة في الفلبين، إلا اني لم أشاهد أي أفلام عربية، فكافة شبكات التلفزة تركز على أفلام هوليود والأفلام الغربية عموما، لكنني أحاول حاليا التعرف عليها أكثر، وفهمها
