: آخر تحديث
تميزت ببحة صوتها.. واشتهرت عربيا بأغنية "ياك آ جرحي"

رحيل نعيمة سميح سيدة الطرب المغربي بعد صراع مع المرض

16
15
10

إيلاف من الرباط: توفيت، ليلة الجمعة / السبت، الفنانة المغربية نعيمة سميح، عن عمر يناهز 72 سنة، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.

وأثار خبر رحيل "أيقونة" الأغنية المغربية حزنا في الوسط الفني، عبرت عنه عشرات التدوينات والتغريدات التي غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي، من توقيع مثقفين وفنانين.


الملك محمد السادس يتوج نعيمة سميح بوسام ملكي


صوت الأصوات
كتبت الفنانة لطيفة رأفت: "وداعا أيتها الأيقونة.. وداعا أيتها الأسطورة.. عزاؤنا واحد في رحيل سيدة الطرب المغربي العزيزة التي لن تنسى.. لالة نعيمة سميح".

وكتب الشاعر عبد الرحيم الخصار: "السيدة نعيمة سميح.. وداعا. صوت الأصوات، البحة المغربية الفريدة والنخوة المغربية الرفيعة".

وكتب الكاتب والشاعر والصحفي عبد الحميدجماهري: "وداعا.. يا صوتا تكدست فيه ندف الثلج. وداعا نعيمة سميح ... الصوت والبصمة، كأنما أمة في بحتك انصهرت. كأنما هي خبرة جينية لا بد منها للكشف عن صدق الأحاسيس المغربية. رحمك الله يا ابنة أعماقنا.. يا فنانة في صوتها يفتش كل واحد منا عن قلبه وكل واحدة عن قلبها!.. وحدتْ حول نبرتها القمة والقاعدة، الملوك وبائعات الورد والخبز في الطرقات".

الملك الراحل الحسن الثاني ونعيمة سميح

وكتبت الكاتبة الصحافية سميرة مغداد: "خبر رحليك نعيمة سميح صاعق. أحقا ترحلين في يوم نحتفي به بعيد النساء؟ ما أجملك من امرأة وما أروع فنك وإنسانيتك الرفيعة. آثرت العيش في الظل أنت سيدة الأضواء. ما أروعك نعيمة. لم يغرك شيء، ولم تلتفتي إلا للآخرين لتساعديهم وتسعديهم حتى نسيت نفسك أحيانا كثيرة جدا. كم كنت رقيقة طيبة متواضعة زاهدة. قلبك مليء بالحب والحب. سنذكرك دائما وسنردد "غاب علي لهلال"و"ياك أجرحي" و"أمري لله" و"شفت الخاتم وعجبني" و"أحلى صورة" .. أغاني لونها صوتك الدافئ الجريح الذي يغني وكأنه يرسم جرحنا الجمعي بكل الصدق الممكن.. وداعا يا سيدة الزمن الجميل والقلب الكبير الذي احتوى كل الناس".

إحساس مرهف
تُعدّ نعيمة سميح من أبرز الأصوات في تاريخ الأغنية المغربية. وُلدت في الدار البيضاء سنة 1954، وتميّزت بصوتها العذب وإحساسها المرهف، ما أكسبها مكانة مرموقة وشعبية واسعة، في المغرب والعالم العربي، وبين الجاليات المغربية في الخارج.

وعلى الرغم من ابتعادها عن الساحة الفنية في فترات متقطعة بسبب ظروفها الصحية، إلا أن اسمها بقي محفورًا في الذاكرة الفنية المغربية.
وخلال مسيرتها، التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، قدمت نعيمة سميح عشرات الأغاني الناجحة التي تنوعت بين العاطفية والوطنية والدينية، من أشهرها: "جاري يا جاري"، وياك آجرحي"، و"أمري لله"، و"أحلى صورة"، و"البحارة"، و"على غفلة"، و"غاب علي الهلال". كما تعاونت مع ملحنين خليجيين بارزين، منهم يوسف مهنا، الذي قدمت له أغنية "واقف على بابك".

ولدت نعيمة سميح بالدار البيضاء سنة 1954، وبدأت مسيرتها الفنية في سبعينات القرن الماضي، بعد أن برزت موهبتهاومؤهلاتها خلال مشاركتها في برنامج المسابقات "مواهب"، الذي كان يقدمه عبد النبي الجيراري، وهو البرنامج الذي كان مشتلا للعديد من الأصوات المغربية المتميزة منذ نهاية الستينات،كسميرة بنسعيد وعزيزة جلال.

بحة صوت
تميزت نعيمة سميح ببحة صوتها المميزة، إضافة إلى حسها المرهف وشخصيتها الخجولة أمام الجمهور، ما مكنها من أداء قطع غنائية، صعبة موسيقيا، وتغلب عليها مواضيع الشجن والشوق والحنين والزجل المغربي الأصيل ويظهر ذلك جليا في أغانيها التي كسبت بها شهرة تعدت حدود المغرب، من قبيل "جريت وجاريت" و "على غفلة" و"غاب علي الهلال". كما تملك في رصيدها الفني عددا من الأغاني الدينية والوطنية، كأغنية "رحلة النصر" التي تعاملت فيها مع الفنان عبد الوهاب الدكالي.


نعيمة سميح مع عبد الحليم حافظ

وتعاملت نعيمة سميح مع ملحنين وكتاب كلمات لهم وزنهم في المغرب، كان لهم دور كبير في إبراز مواهبها الفنية وإنجاز أعمال في المستوى، في أصناف غنائية متنوعة ومعقدة، بينهم عبد الله عصامي، وعلي الحداني، وعبد القادر الراشدي، ومحمد بنعبد السلام وعبد الوهاب الدكالي، في المغرب، إضافة إلى الكويتي يوسف المهنا.

تميزت نعيمة سميح بصوتها الذي لم يأسر المغاربة فقط، بل أسر أيضا الملك الحسن الثاني، الذي عرف برعايته واهتمامه بالفنانين المغاربة المتميزين.

مكانة رفيعة
وتلخص صورتان للمكانة الرفيعة التي وصلتها نعيمة سميح، إحداهما مع الملك الراحل تظهرها رفقة الملك الراحل الحسن الثاني وهو يأخذ بيدها لمساعدتها على الالتحاق بالفرقة الموسيقية في إحدى المناسبات الوطنية بالقصر الملكي، أما الثانية فخلال توشيحها بوسام الكفاءة الوطنية سنة 2007، من يد الملك محمد السادس.

وتأكيدا لمكانتها الفنية، حظيت نعيمة سميح بالاعتراف والتقدير اللازمين مغربيا وعربيا، ومن ذلك حصولها على الجائزة التقديرية في مهرجان الدوحة للأغنية العربية سنة 2007، فضلا عن وسام الكفاءة الوطنية، تقديرا لمسيرتها الفنية الحافلة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه