إيلاف: في أحدث أعمالها طرحت منصة "نتفليكس"، الفيلم الكويتي "شهر زي العسل" بطولة نور الغندور ومحمود بوشهري ومن تأليف المصري إياد صالح وإخراج اللبناني إيلي سمعان.
الفيلم الكوميدي الرومانسي يستعرض سلسلة من المواقف الطريفة، التي يتعرض لها كل من نور (نور الغندور) وحمد (محمود بوشهري) خلال رحلة شهر عسل مليئة بالدوافع الخفية، فنعيش معهما قصة حب مليئة بالتعقيدات والمطبات مما يؤدي في النهاية إلى سلسلة من المواقف غير المتوقعة.
"إيلاف" حاورت المخرج إيلي سمعان عن أول تجاربه في إخراج عمل خليجي، والتحديات التي واجهته مع العمل، ورأيه في الانتقادات الموجهة للفيلم.
وعن أولى تجاربه كمخرج لبناني في الخليج قال "سمعان" إن سيناريو العمل كان جاهزًا، وتواصلت معه الشركة المنتجة لعرضه عليه، فقرأ النص وقبل المشروع، وتم الاتفاق بالفعل، ثم أجروا بعض التعديلات عليه، بما يتناسب مع رؤيته كمخرج.
التجربة الأولى في الخليج
وعن أصعب التحديات التي واجهته كمخرج لبناني في عمل خليجي الهوية، قال إنه فرق اللهجة، فذلك شكل تحديا له في البداية، خاصة أنها لأول مرة يقدم عملا خليجيا.
أضاف المخرج أنه كان يستمع لبعض الكلمات الجديدة عليه، كما أن الفيلم كوميدي رومانسي وكان هناك اختلافا في نوع الكوميديا المقدمة.
مشيرًا إلى أنه عقد الكثير من الجلسات مع الممثلين، وتواصل مع الكاتب لإيجاد لغة يفهمها الجميع، حتى يصل النص بالطريقة الصحيحة، مشيرًا إلى أن تصوير العمل كله كان في لبنان، وفي فصل الصيف تحديدًا، وأن أماكن التصوير كانت كثيرة، حيث صوروا في "جميع لبنان" على حد تعبيره، لأن الفيلم يحمل اسم "شهر زي العسل" بالتالي كان حريصًا على لكي يقدم نا يبدو وكأنه شهر عسل حقيقي.
الكوميديا صعبة والفيلم أضحكني
كما تطرق إيلي سمعان، عن تكنيكه كمخرج، للسيطرة على عدم التساهل في المشاهد الكوميدية، وإظهارها بشكل مبالغ فيه، وقال إن الأمر لم يكن صعبًا لأن أجواء العمل كانت لطيفة ومرحة، وكان الجميع في قمة التعاون لإظهار أفضل ما لديهم.
وتابع:"حتى الآن يوجد مشاهد عندما نلتقي كصناع الفيلم نضحك عليها ونتذكر ما حدث خلال تصويرها".
وأضاف :"الكوميديا بالنسبة ليّ من أصعب الأشياء، فإضحاك الناس شيء صعب جدًا، وبطبعي أنا شخصيًا صعب إضحاكي، لكن عندما شاهدت العمل ضحكت من قلبي وأتمنى أن يصل هذا الشعور للمشاهد".
وعن الحبكة الكوميدية في الفيلم قال إنها تعتمد على تقديم علاقة أشبه بلعبة "اليويو"، فالمشاهد الكوميدية تبدأ عندما يحاول البطل التقرب من البطلة فيجدها أخته، فيبتعد عنها، ثم يكتشف أنها ليست أخته فيعاود المحاولة من جديد.
وأشار المخرج أنه أجل خطوة إخراجه للأفلام لانشغاله في تقديم الأعمال التلفزيونية، لافتًا إلى أن فيلم "شهر زي العسل" يعتبر أول أفلامه وكذلك أول تعاون يجمعه بمنصة "نتفليكس" العالمية، وأيضًا أول عمل خليجي يقدمه، وأضاف: "أنا متحمس كثيرا لأرى ردة فعل الجمهور".
الانتقادات المسبقة ليست في محلها
كيف يرى إيلي سمعان موجات الهجوم بمجرد طرح البرومو الرسمي للعمل؟، نظرًا لأن الجمهور الخليجي اعتاد الأسلوب المحافظ ، عن ذلك قال "سمعان": "أنا حريص في جميع أعمالي على عدم وجود ما يؤذي عين المشاهد، أو شيئا لا أقبل أن تشاهده عائلتي مثلاً".
أضاف:"في هذا العمل نحن لا نرمز لشعب بعينه، خاصة أن بطلي العمل كانا في شهر عسل ببيروت، وما يحدث معهما طبيعي ببيروت، والقصة توضح أن البطلين لم يقصدا أن يحدث معهما ما حدث".
تابع: لا أتوقع أن يكون بالفيلم أي شيء من الممكن أن يؤذي المشاهد، وما نراه في الأعمال الأجنبية أكثر بكثير مما ظهر بالفيلم، لذلك أتمنى أن يحضر المشاهد الفيلم دون حكم سابق عليه"
نجوم العمل لهم رصيد في القلوب
في نفس السياق، أكد المخرج أن الفيلم جماهيري، وذلك ليس بالاعتماد فقط على جماهيرية نور الغندور ومحمود بوشهري، وهما من نجوم الخليج ولديهما شعبية لافتة، بل أيضًا بالنظر لمشاركة عدد من نجوم الخليج الذين يتمتعن بحب الجمهور، بالإضافة لضيوف العمل من الفنانين اللبنانيين، لافتًا إلى أنه كان حريصًا على أن يكون كل المشاركين في العمل من الفنانين المحبوبين في الخليج ولبنان على حد سواء.
شكل جديد لـ محمد بوشهري
وعن كيفية إقناعه لمحمود بو شهري بالمشاركة في العمل، قال إنه كان متعاونا كثيرا خلال العمل، وأنا كمخرج حاولت إظهاره بصورة جديدة عما اعتاده الجمهور، وأضاف: "حتى الآن هو لم يشاهد الفيلم، وأرغب في الاستماع لرأيه كيف شاهد نفسه في العمل".
الدراما الخليجية تتطور
ولكن هل ينوي إعادة تجربة إخراج عمل خليجي بعد "شهر زي العسل"؟ عن ذلك قال :"بالتأكيد، ولكن حتى الآن لا يوجد شيء ملموس حول أعمالي المقبلة في الخليج، ولكن عُرض عليّ أكثر من عمل لتصويره بالخليج".
وأضاف :"ما نراه في صناعة الدراما الخليجية، هو تطور كبير جدا، وقبل انتشار فكرة المنصات كان كل بلد يشاهد أعمال بلده، لكننا الآن نشاهد أعمال الدول الأخرى، وشاهدت أكثر من عمل خليجي في رمضان وسعدت بهم، والآن أصبحنا نفهم ونتناغم مع لهجات بعضنا، وهذا تأثير إيجابي للمنصات".
المهرجانات؟ خطوة حتمية
وعن المهرجانات قال سمعان، إنه يضعها في خطته بالتأكيد، مضيفاً:" كل مخرج لديه شيء يريد إخباره للناس، وكل مخرج لديه شيء يريد إظهاره حتى لو لم يكن جماهيريا، كمخرج يوجد بداخلي رسالة أريد إيصالها، عاجلا أم آجلا لا أعلم، لكن ما أعلمه أن ذلك سوف يحدث".