إيلاف من الرياض: تدخل "ام بي سي" MBC هذا العام المنافسة الرمضانية بثلاثة أعمال كوميدية، "جاك العلم"، "سكة سفر"، و"الخطة باء"، مع غياب النجم الكبير ناصر القصبي عن هذا المشهد، ونلاحظ هنا أن المؤسسة الإعلامية تحاول استثمار نجاحات سابقة بعيدا من المغامرة والمخاطرة.
فـ"جاك العلم" هو استثمار لشخصيتين حققتا نجاحا كبيرا في برامج رمضانية سابقة ("أم صامل" و"أبو صامل")، ويبدو أنه استثمار ناجح حتى الآن ويحرز نجاحا كبيرا لدى المشاهدين بتحقيقه لمشاهدات عالية .
أما مسلسل "سكة سفر" الذي يدخل موسمه الثالث، فهو أحد أغرب المشاريع بالنسبة إليّ وهنا أعنى تعامل القناة مع المسلسل. فبمعايير المشاهدات والصدى الشعبي، حقق المسلسل منذ الموسم الأول نجاحا كبيرا ونال شعبية عالية، لنفاجأ في الموسم الثاني بأن عرضه أرجئ إلى الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، في حين أن مواعيد عرضه هذا العام مختلفة ومشتتة بما يدعو إلى الاستغراب. فيعرض حيناً بعد الإفطار مباشرة، وأحياناً بعد ساعة منه، وكأن الـ mbc متورطة في المسلسل وتريد إنجاحه وتسويقه، وليس هو الذي يحقق نجاحات مستمرة حتى الآن!
ثمة نقطة أخرى ملتبسة هي موضع تساؤل في شأن هذا المسلسل، تتعلق بالتغيير الدائم في الإخراج؛ ففي البداية كان الإخراج يحمل توقيع أوس شرقي وهو مخرج خبير بعوالم الكوميديا الخليجية والسعودية. لكن الإخراج هذا العام كان من نصيب المخرج اللبناني دافيد اوريان، مما يستدعي السؤال حول خبرته هذا الأخير لإخراج عمل كوميدي سعودي شعبي صرف، وهذا مع كامل تقديري واحترامي له. فأنا لا أعارض اختيار مخرج عربي لإنجاز مسلسل سعودي، لكن المهم في هذا المجال أن يشكل إخراجه إضافة نوعية إلى المسلسل، لا أن يكون المسلسل هو الذي يشكل له الإضافة!
الغريب أن المسلسل، على الرغم من هذا التشتت، لا يزال يقاوم ويحقق نجاحات كبيرة، وذلك سببه، ولا شك، اعتماده التام ومراهنته على "الثلاثي" الناجح محمد الشهري، سعد عزيز، وصالح أبو عمرة والتي تجعلني أتساءل أنه لم لا يحاول الثلاثي استثمار هذا النجاح سواء في مسرحية أو في فيلم سينمائي؟
ونأتي هنا للمسلسل الثالث"الخطة باء" والذي يعد استثماراً لنجاح الممثل ابراهيم حجاج خلال موسمين في مسلسل "منهو ولدنا"، الذي يعززه هذا العام اشتراك النجم ابراهيم خيرالله فيه، لاستثمار ثنائية ناجحة قدمت سابقا في السينما فيلم "سطار". لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نجح المسلسل؟ لا يزال من المبكر تقديم إجابة حاسمة ، لكن بعد خمس حلقات ، يتضح أن المسلسل لم يجد طريقه حتى الآن إلى مزاج المشاهد.
يبدو واضحاً أن المسلسل يعاني كثيرا على مستوى كتابة النص، وأن اعتماده الأساسي يقع إلى حد كبير على عاتق الممثلين واجتهاداتهم جميعا. شأنه في ذلك شأن الجزءين السابقين من مسلسل ( منهو ولدنا ) والذي كتبهما "الثلاثي" أماني السليمي، سامي الفليح، وبلال سالم. والذي كان قائماً بشكل كبير على اجتهادات ابراهيم حجاج. وإذا كانت الاجتهادات والنجومية مفيدة في مرحلةٍ ما، إلا أن الجمهور سرعان ما يصاب بالملل بعد وقت، ويبدي التأفف مطالباً بحلقات مكتوبة كتابة جيدة ومشوقة وذكية.
نعرف أن لشهر رمضان وضعه الخاص، وتلائمه مسلسلات خفيفة ذات طابع كوميدي خفيف لكن القليل من الجودة والإهتمام بالتفاصيل مهمة جدا ً لجودة العمل.
مهم جداً لأي نجم التجديد والتجريب والمحاولة مع فرق كتابة وإخراج مختلفة تظهره بشكل للجمهور بشكل أكثر تميزا وإختلافاً وتجدداً. وهنا أذكر في مسلسل طاش أنه لمواسم كان أسير تأليف ناصر والسدحان وعندما شعر النجمين أن هناك حالة من الملل والتكرار استقطبوا كتاباً جدد كان على رأسهم الكاتب الصحفي خلف الحربي والذي يشرف حاليا ًعلى معظم الأعمال الكوميدية في mbc .