إيلاف من الصويرة:نجحت دورة هذه السنة من مهرجان "كناوة وموسيقى العالم" في استقطاب جمهور قياسي أعطى لفعالياتها رونقا خاصا، أعاد الأمور إلى ما قبل جائحة (كورونا)،سواء على مستوى الرواج الذي تعيش المدينة على إيقاعه خلال أيام المهرجان،أو تميز العروض والفقرات المبرمجة.
متابعة جماهيرية كبيرة لفعاليات مهرجان "كناوة"بالصويرة
وبعد أمسية الافتتاح التي مرت في أجواء استثنائية، جماهيريا وفنيا، ميزها، على الخصوص، المزج الموسيقي الذي جمع طبول بوروندي أماكايا ومحمد وسعيد كويو، جاء برنامج أمسيات اليوم الثاني في مستوى انتظارات المنظمين وجمهور المهرجان الذي غصت به ساحة مولاي الحسن لمتابعة عروض موسيقية لحسام غينيا، والمغني والموزع وعـازف الغيثـارة الكوبي إلياديس أوشوا، وعبد المالك القادري، وفايز علي فايز، وناس الحال، وهوبا هوبا سبيريت. كذلك كان الشأن مع العروض التي استقبلتها منصة الشاطئ وبرج باب مراكش ودار الصويري وبيت الذاكرة وزاوية عيساوية وساحة الساعة وساحة أورسن ويلز والصقالة، والتي تابع خلالها جمهور المهرجان عروضا متنوعة، على مدى أيام الثلاثة، شاركت فيها فرق أحواش الصويرة وعيساوة فاس والثلاثي جبران وعبد السلام عليكان وسليمان حكيم وتورستين دو وينكل وزهير أمكانس وهند النعيرة وحسن بوصو والعربي إمغران وكناوة ديفيزيون وسعيد بولحيماس ومصطفى باقبو وعبد الرحيم أوغسال، وآخرين.
من بورتريهات معرض "صحوة الذاكرة" بالصويرة
ولأن المهرجان، لا يتوقف عند ما يقترحه من عروض موسيقية، فقد كان الموعد ببرج باب مراكش التاريخي، مع افتتاح معرض "صحوة الذاكرة"، في حضور أندري أزولاي مستشار الملك محمد السادس، ومحمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، وشخصيات أخرى.
ويقوم هذا المعرض على فكرة إعداد بورتريهات لوجوه مغربية وأجنبية من عالم الفكر والفن والأدب، من إنجاز طلاب شعبة الفنون التطبيقية بثانوية محمد الخامس بالصويرة، تحت إشراف الأستاذ والفنان رفيق مصطفى، استعادت محمد شكري وفاطمة المرنيسي ومحمد خير الدين والطيب الصديقي وعائشة الشنا ومحمد زفزاف وعبد الكبير الخطيبي وإدمون عمران المالح وعبد الله العروي وأورسون ويلز وحاييم الزعفراني وعبد الله راجع وفيروز ونعيمة سميح والجيلالي الغرباوي واسمهان وغابرييل غارسيا ماركيز والعربي بنمبارك ومحمود غينيا، وآخرين.
أندريه أزولاي خلال مداخلة بمنتدى حقوق الانسان بالصويرة
على صعيد آخر،تواصلت جلسات اللقاء العاشر لمنتدى حقوق الإنسان،التي تناولت موضوع "الهويات المتعددة وسؤال الانتماء".وأكدت نائلة التازي، مديرة ومنتجة المهرجان، في سياق حديثها عن أهمية الموضوع المقترح للنقاش، أن الهويات والانتماء يشكلان جزءا من العلاقة مع الآخر والتفاعل معه، وهي العلاقة التي تبنى مع مرور الزمن. فيما رأى ادريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن الموضوع، الذي اختاره المنتدى للنقاش، له راهنيته، خاصة في ظل تمدد بعض الحركات المعتمدة على أيديولوجية الهوية وتصاعد خطابات رفض الآخر.
وبعدما أبرز أن الاقتصار على التذكير بالمبادئ الإنسانية الكونية يصبح أحيانا أمرا غير كافيا، دعا اليزمي إلى تطوير وتنفيذ سياسات فعالة لمكافحة التمييز، والسهر على ضمان المساواة للجميع، بغض النظر عن أصولهم.
وتميزت دورة هذه السنة من المنتدى بتنظيم خمس جلسات، تناولت عناوين "الهويات والانتماء، ما يخبرنا به التاريخ والفلسفة ؟"، و"التوتر الهوياتي، هل هو شر كوني؟"،و"هويات مطمئنة وعالم أخوي"،و"الهجرات والتنقلات البشرية: ديناميكيات ونتائج".