يمكن القول إن الوجه الأكثر شهرة في عالم ألعاب الفيديو قد انتقل إلى الشاشة الفضية مرة أخرى.
مسلسل السباك الإيطالي المرح ماريو، الذي أبصر النور قبل 38 عاماً، قيد معالجة سينمائية في هوليوود، حيث يأمل المنتجون أن تحظى هذه المحاولة بنجاح أفضل من السابقة التي جرت في عام 1993 ولعب دور البطولة فيه بوب هوسكينز ولم يلق نجاحاً يذكر.
يقوم كريس برات، بأداء صوت البطل صاحب الشارب، في المحاولة الأحدث لنقل الشخصيات من عالم ألعاب الفيديو إلى عالم السينما عبر تعديلها لتناسب هذا الغرض.
قال جاك بلاك، الذي يلعب دور نفاث النار الشرير "باوسر" ، لبي بي سي، إنه يتوقع المزيد والمزيد من شخصيات عالم الألعاب أن تمر بنفس التجربة خلال السنوات القادمة.
وفي حديثله قبل توزيع الفيلم قال: "في المستقبل، ستستمر الأفلام السينمائية والتلفزيونية في الاستفادة من قصص عالم ألعاب الفيديو، لأن سوق هذه الصناعة آخذة في النمو بشكل متزايد على ما يبدو.
"يبدو أن صناعتي التلفزيون والأفلام تشهدان انكماشاً محدوداً. سيكون من المثير للاهتمام رؤية ما سيحدث لصناعة الترفيه على مدار العشرين أو الثلاثين عاماً القادمة، لكنني أعتقد أننا سنشهد تحويل المزيد من الألعاب إلى قصص تعرض على الشاشتين الصغيرة والكبيرة".
وبلاك نفسه من أشد المعجبين بألعاب الفيديو، ولديه قناته الخاصة على موقع يوتيوب يعرض خلالها مزيجاً من الألعاب والموسيقى.
وأدى بلاك مجموعة متنوعة من الأدوارل لها علاقة بعالم الألعاب، مثل ماين كرافت ودوم.
بينوكيو: أكثر حكاية مرعبة كتبت للأطفال
إيثل لينا وايت: الكاتبة البريطانية التي ألهمت هيتشكوك ولم تحظ بما تستحقه من الشهرة
سبايدرمان: إيرادات فيلم "لا عودة للديار" في أسبوعين تتخطى مليار دولار
من الناحية التاريخية، تكييف شخصيات ألعاب الفيديو لتتناسب مع الأفلام السينمائية والتلفزيونية لم تلق إعجاب ورضا النقاد وعشاق الشخصيات الأصلية.
لكن بلاك يقول إن النجاح الأخير لمسلسل The Last of Us الذي انتجته شركة HBO أثبت أن قصص الألعاب يمكن أن تنجح على وسائل البث التقليدية أيضاً.
ويوضح: "أنا من أنصار عمليات التكيف وإنتاج إصدارات جديدة عندما يتم ذلك بشكل صحيح".
كان مسلسل "The Last of Us " رائعاً، والأحسن من كل ذلك هو مدى تطابقه مع القصة الأصلية.
المسلسل مقتبس أصلاً من اللعبة مع إدخال بضعة تعديلات فقط وسيفوز الفليم بجميع الجوائز.
"لقد استخدموا لعبة الفيديو كما هي، يبدو إنه مطابق للنسخة الأصلية تماماً".
"وتوجد بعض الألعاب الرائعة التي لم يتم استكشاف فرص تحويلها إلى فيلم تلفزيوني أو سينمائي، قد يكون هناك فيلم مأخوذ عن Red Dead Redemption لأنني أعتقد أنه يحتوي على قصة جيدة، حتى أفضل من مسلسل The Last of Us ".
من الواضح أن أجواء فيلم سوبر ماريو مختلفة تماماً عن العالم الذي شاهدناه في The Last of Us ، لكن على الارجح سيظل نجاحه في شباك التذاكر مشجعاً لأصحاب الأستديوهاتو للنظر في الألعاب الأخرى القابلة للتوليف والاقتباس.
من منظور نقدي، شهدنا بعض أنجح محاولات تحويل الألعاب إلى الشاشة الفضية مثل فيلم المحقق بيكاتشو وسونيك الموجه للجمهور الأصغر سناً في العائلة.
ويعتبر مسلسل The Last of Us الذي تمت الإشادة به عالمياً حالة نادرة في هذا المجال.
على الرغم من تضارب نوعية الأفلام و الأعمال التلفزيونية المقتبسة من عالم ألعاب الفيديو، لكن نظرة سريعة على الإقبال النقدي لأفلام مثل Assassin's Creed أو Warcraft أو Street Fighter على سبيل المثال تظهر مدى شعبيتها وهناك مجموعة كاملة من المشاريع قيد التنفيذ بالفعل.
تم الإعلان رسمياً عن انتاج أفلام للشاشة الصغيرة والكبيرة اعتماداً على God of War و Metal Gear Solid و Gears of War و Ghost of Tsushima و Gran Turismo و Fallout و Death Stranding و Twisted Metal و Borderlands و Bio Shock وإصدار آخر من Assassin's Creed. وهناك بعض الأفلام الأخرى قيد الإعداد لم يتم الإعلان عنها بعد.
من الواضح أن هذا اتجاه لن يتراجع.
ويوضح بلاك أنه واثق من نجاح اقتباس ماريو وتحويله إلى فيلم سينمائي لأن له جمهور جاهز على حد قوله.
ويضيف: "عندما طُلب مني لعب دور باوسر، كانت غريزتي تدفعني للقول : نعم، وافق فوراً، لكن مدير أعمالي انتفض قائلاً : تمهل، تمهل، انتظر قليلاً، دعنا نتفاوض معهم".
"لكن بالنسبة لي هذا فيلم لن أتردد لحظة في قبول المشاركة فيه".
" يريدونك أن تلعب دور باوسر في سوبر ماريو هذا في غاية الألفة لدي".
هناك جمهور جاهز مكون من الأطفال حول العالم ممن لديهم معرفة بهذه العلامة التجارية.
يضاف إلى ذلك أن الفيلم من إنتاج شركة Illumination التي انتجت بعض أفضل أفلام الرسوم المتحركة على مر السنين.
"من منا لا يرغب في الاحتفال بهذا اللقاء بين ماريو والشركة المنتجة؟ إنهما علامتان تجاريتان عملاقتان تلتقيان معاً في موجة رائعة من الترفيه".
لا توجد قصة حقيقية يمكن إعادة سردها في فيلم ماريو، لذا فإن الفيلم أخذ القليل من سيرة السباك الإيطالي المعروف بمغامراته الكثيرة وشقيقه لويجي.
هناك تلميحات لألعاب الفيديو مثل Super Smash Brothers و Mario Kart و Luigi's Mansion الذي يظهر طوال الفيلم.
لقد منح ذلك المنتجين الحرية في أخذ القصة في أي اتجاه يريدونه، مما يسمح ببعض اللحظات اللطيفة التي ستنال إعجاب الجمهور لكن أيضاً جعل الفيلم يبدو وكأنه مفكك بعض الشيء، أشبه بمجموعة من المشاهد المرتبطة ببعضها البعض بشكل ضعيف.
لا يتفق بلاك مع الفكرة القائلة بأن البناء على علامة تجارية بهذا الحجم يؤدي إلى مزيد من الضغط لتحقيق النجاح المطلوب: "هناك دائماً ضغط بسيط عندما تتعامل مع شيء له جمهور جاهز. وهذا ليس مصدر قلق كبير مثل القيام بشيء جديد لم يسمع به أحد من قبل أبداً.
"مثل كيف سنثير اهتمام الناس؟ ماذا لو انتقل مباشرة إلى البث عبر الانترنت؟ في الواقع هناك ميزة كبيرة في التعامل مع الشخصيات الكبيرة. إنه لأمر رائع أن تكون الشرير الأكثر شهرة في عالم ألعاب الفيديو".
لعب بلاك دور أحد أشهر الشخصيات في الألعاب، حيث يقول إنه منفتح على أداء أي شخصية في فرصته التالية: "لا أفرق حقاً، سواء كانت لعبة أو فيلماً أو رسوماً متحركة، فأنا أحب ان أرتدي قميصاً و أحكي قصة أو ألعب دور شخصية".