إيلاف: توفي المطرب السوري صباح فخري أشهر من غنى القدود الحلبية والموشحات، صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 88 عاماً بعدما "توقف قلبه عن النبض"، على ما أفادت عائلته.
وقال نجله أنس فخري: "لقد توفي في دمشق وفاة طبيعية، توقف قلبه عن النبض وغادرنا". وأضاف "في قلوبنا حزن كبير.. إنها خسارة كبيرة للفن السوري". وشدد على أن الراحل "عاش كأسطورة حية والأسطورة لا تموت، وسيبقى أسطورة حلب وسوريا".
وقد نعت نقابة الفنانين-فرع دمشق أيضاً "الفنان القدير"، مشيرة إلى أنها ستعلن لاحقاً تفاصيل الدفن والتشييع.
وزيرة الثقافة المصرية تنعيه
ونعت وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبد الدايم، المطرب السوري الكبير، وقالت وزيرة الثقافة إن الفنان الراحل صباح فخري يعد أحد رموز وأعمدة الطرب العربي الأصيل، ونجح على مدار تاريخه الفنى المشرق فى خلق أسلوب غنائى متفرد، جذب قاعدة جماهيرية ضخمة، مؤكدة أن "أعماله ستبقى أيقونات خالدة في عالم الموسيقي والطرب العربي".
وقدمت الوزيرة عبد الدايم العزاء للشعب السوري ولأسرة الفقيد وجمهوره ومحبيه وتلاميذه في الوطن العربي، داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان.
واشتهر صباح فخري المولود العام 1933 في مدينة حلب بتأدية الموشحات والقدود الحلبية. وكان الفنان القصير القامة، معروفاً بوصلاته الفنية الطويلة على المسرح. وحقق فخري الرقم القياسي في الغناء عندما غنى في العاصمة الفنزويلية مدة عشر ساعات من دون انقطاع العام 1968 على ما أوردت وكالة انلاباء السورية (سانا).
وظهرت موهبته في العقد الأول من عمره، ودرس الغناء والموسيقى مع دراسته العامة في تلك السن المبكرة في معهد حلب للموسيقى وبعد ذلك في معهد دمشق، وتخرج من معهد الموسيقى الشرقي عام 1948.
وبين جنبات مدينة حلب الشهباء، تعلم فخري أصول "القدود الحلبية"، وهى نمط موسيقى غنائي تتفرد به المدينة السورية العريقة، وتمثل منظومة غنائية أنشئت على ألحان دينية أو مدنية، بمعنى أنها بُنيت على "قد"، أي على قدر أغنية شائعة، إذ تستفيد من شيوعها لتحقق حضورها، ومن هنا جاء اسم "القد"، ومعظم تلك القدود مستوحاة من الفولكلور الغنائي السوري القديم، ومن أشهر تلك القدود، التي صدح بها فخري "يا مال الشام"، و"قدك المياس".
وشغل الفنان الراحل مناصب عدة، إذ انتخب نقيباً للفنانين ونائباً لرئيس اتحاد الفنانين العرب ومديراً لمهرجان الأغنية السورية بحسب نبذة أوردتها عنه وكالة "سانا". وقلد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة العام 2007 "تقديراً لإنجازاته الكبيرة والمتميزة في خدمة الفن العربي السوري الأصيل".