: آخر تحديث
لغة التهديد المتواصلة:

نتنياهو الإرهابي

5
4
4

في جميع خطابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإرهابي المتطرف المتغطرس، ينزع دائماً إلى لغة البطش والقوة المفرطة والتهديد والوعيد والويل الشديد، وكأنه لا يفهم إلا هذه اللغة، ويعتبر "أسوأ رئيس وزراء يمر على إسرائيل في تاريخها" كما وصفه الكاتب الإسرائيلي أنشيل فيفر.

وقال عنه: "ولكن في المستقبل، ربما يتذكره اليهود باعتباره الزعيم الذي ألحق أكبر قدر من الضرر بالشعب اليهودي خلال الـ21 قرناً الماضية".

وهذه حقيقة واضحة ومعروفة لدى الجميع، فخلال فترات حكمه حتى هذه اللحظة، تراجع الأداء الإسرائيلي السياسي والدبلوماسي والاستخباراتي لصالح العمل العسكري واستخدام القوة وتأجيج الصراع العربي - الإسرائيلي إلى درجة الغليان.

إقرأ أيضاً: العاشر من رمضان والجندي العربي

وأفقد عملية السلام مصداقيتها، وسمح للتمدد والنشاط الإيراني في سوريا ولبنان وفي فلسطين حتى وصل إلى أقصى درجة التصعيد والمواجهة مع الأذرع الإيرانية وإيران نفسها، بما فيها حماس، وحتى ولو كسبت إسرائيل المعركة عسكرياً، فقد خسرت سياسياً واستخباراتياً وأمنياً.

فقدت إسرائيل اتزانها وهيبتها منذ يوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 بسبب الفشل السياسي في المقام الأول والمكابرة التقديرية لحجم التهديد المحيط بها من قبل الأذرع الإيرانية أو المدعومة من إيران، وتجاهل الحلول السياسية الحقيقية.

ومع معرفته بحجم هذا التهديد، لكنه وقف مكتوف الأيدي في وجه هذا التمدد، ولم يعره الاهتمام الكافي أو الجدية المطلوبة، وهذا الفشل في التعامل مع هذا الملف يعود له وأتباعه، فهو السبب المباشر فيه، وكانت له أسبابه الخاصة، ومن أهمها سوء تقديره الشخصي وتخبطه السياسي ومكابرته المبنية على الغطرسة.

إقرأ أيضاً: يوم التأسيس السعودي: اعتزاز وتأمل

ونتنياهو لا يتمتع من مقومات الكاريزما والسياسة والدبلوماسية ما يشفع له أن يكون سياسياً ذائع الصيت على غرار ديفيد بن غوريون الذي يعتبر (جورج واشنطن) إسرائيل، أو هنري كيسنجر، مع عدم إعجابي ومحبتي لهم.

وبعد اتضاح اللعبة الإيرانية في الشرق الأوسط، بما فيها دور الحوثيين في مهاجمة إسرائيل، لا يبدي نتنياهو أي جدية في التعاون مع الدول العربية، ويتعامل معها مثل تعامله مع إيران، ويماطل في تنفيذ بنود وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى، ويزيد من حدة التوتر في الضفة الغربية، ويواصل إثارة الوضع في سوريا، ودعم بعض الخارجين عن القانون بحجة أمن إسرائيل وحماية الأقليات، ويمارس إرهاب الدولة ضد الفلسطينيين والعرب، وعلى النخبة الإسرائيلية معرفة أن بقاء نتنياهو في حكم إسرائيل لا يفيد أمن إسرائيل ولا السلام في الشرق الأوسط، وعليهم البحث عن قائد أكثر اعتدالاً وفائدة منه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف