: آخر تحديث

هل استقالة بزشكيان في الأفق؟

5
6
5

في الأيام الأخيرة، ظهرت تقارير تشير إلى أنَّ الرئيس مسعود بزشكيان، الذي عينه المرشد الأعلى خامنئي، يمر بحالة من الضعف والتزلزل السياسي. ومع ذلك، يُقال إنه لا يزال متمسكًا بمنصبه ولا ينوي الاستقالة حتى الآن. وبحسب مصادر مقربة منه، شعر بزشكيان بالتزلزل بعد استبعاد كل من عبد الناصر همتي، وزير الاقتصاد، ومحمد جواد ظريف، نائبه للشؤون الاستراتيجية، من الحكومة بضغط من تيار خامنئي، لكنه لا يزال مصرًا على البقاء في منصب رئاسة الجمهورية وقيادة السلطة التنفيذية.

أيام صعبة في پاستور!
كشفت بعض وسائل الإعلام أن بزشكيان لم يتخذ قرارًا نهائيًا بالاستقالة بعد، لكنه بدا منذ مساء الأحد الماضي "هشًا إلى حد ما". ففي يوم 2 آذار (مارس)، استجوبت برلمان النظام عبد الناصر همتي، وزير الاقتصاد، وأُجبر محمد جواد ظريف، نائب رئيس الحكومة للشؤون الاستراتيجية، على الاستقالة تحت ضغط التيار المتشدد وبأمر من رئيس السلطة القضائية.

يُعتبر ظريف الشخصية الإصلاحية الأبرز في حكومة بزشكيان، وكان الممثل الرئيسي للسياسة الخارجية للنظام الإيراني. وقد لعب دورًا محوريًا في المفاوضات النووية، التي كانت حكومة بزشكيان تأمل أن تُخفف من خلالها العقوبات الغربية المفروضة على إيران. لكن خامنئي وما يُسمى بالتيار "الأصولي" أعلنوا رفضهم القاطع لأي مفاوضات.

وسائل الإعلام الحكومية وتوقعات باستقالة بزشكيان؟
في أوساط وسائل الإعلام داخل إيران، قلة من الشخصيات دعت صراحة إلى استقالة بزشكيان. فقد كتب مرتضى الويري، وهو من الجناح المعروف بالإصلاحيين، في هذا السياق: "لم أكن يومًا متفائلًا بفكرة الوفاق الوطني؛ لأنه لو كان الوفاق بالمعنى الحقيقي للكلمة قد تحقق، لكان يجب أن تسير الأمور بطريقة تشمل تلك الـ60 بالمئة التي لم تشارك في الجولة الأولى من الانتخابات، ونصف آخر لم يشارك في الجولة الثانية، أي أولئك الذين يعترضون على الوضع الراهن".

وأضاف: "لو كنت مكان السيد بزشكيان، لما ترددت في تقديم استقالتي. فهو مع الظروف الحالية لن يتمكن من الوفاء بالوعود التي قطعها للشعب وتحقيقها". من جانبه، نصح علي نظري، النائب السابق في البرلمان ورئيس تحرير صحيفة "مستقل" الإصلاحية، بزشكيان بأن "يستقيل بعزة".

مؤشرات اليأس؟
أثارت وسائل التواصل الاجتماعي مزيدًا من التكهنات حول مستقبل بزشكيان. فقد انتشر مقطع فيديو يُظهر بزشكيان وهو يتلو آية من القرآن الكريم تقول: "إذا كنت في ضيق وشدة، فليس الضعف عذرًا للبقاء، هاجروا!". اعتبر البعض هذه الكلمات دليلًا على شعوره باليأس ورغبته في التنحي، بينما رأى آخرون أنه كان يشجع المواطنين على الهجرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة فحسب.

حكومة بزشكيان تحت حصار الأصوليين!
أكدت العديد من وسائل الإعلام في إيران على الدور المحوري لظريف في حكومة بزشكيان. وكتبت بعض الصحف أن بزشكيان كان يأمل، في حال تغير موقف خامنئي، أن يلعب محمد جواد ظريف دورًا رئيسيًا في المفاوضات مع الولايات المتحدة.

يرى جلال محمودزاده، النائب السابق في برلمان النظام، أن شعار "الوفاق الوطني" الذي رفعه بزشكيان قد وصل إلى طريق مسدود، مشيرًا إلى استجواب وزير الاقتصاد واستقالة نائب رئيس الحكومة للشؤون الاستراتيجية. وبحسب رأيه، فإن أكثر من 75 بالمئة من أعضاء الحكومة ينتمون الآن إلى قوى سياسية معارضة، لكن الأصوليين لا يزالون يرفضون التعاون مع الحكومة.

بعد يومين من استجواب همتي واستقالة ظريف، بدا أن وسائل الإعلام قد نسيت همتي تقريبًا، بينما لا تزال صور ظريف تتصدر الصفحات الأولى في صحف الإصلاحيين والأصوليين على حد سواء.

مأزق سياسي في طهران
بالرغم من أن عبارة "استقالة بزشكيان" لم تُستخدم في وسائل الإعلام الرسمية للنظام، فإن المأزق السياسي في طهران بات بوضوح التحدي الأبرز في الوقت الحالي. وكتبت صحيفة "هم‌ميهن" في هذا السياق: "من صنعوا هذا المأزق عليهم أن يقدموا حلًا للخروج منه".

ونقلت صحيفة "شرق" عن كوروش أحمدي، الدبلوماسي السابق، قوله: "كان واضحًا منذ فترة طويلة أنه لا مكان لمحمد جواد ظريف في هذه الحكومة".
من جهة أخرى، قال مهدي عرب صادق، العضو السابق في حزب مؤتلفه، لموقع "نامه‌نيوز": "كان السيد ظريف الخط الأخير والحصن الأخير، والسيد بزشكيان اليوم رئيس جمهورية منزوع السلاح".

نهاية فترة صلاحية بزشكيان، إشارة إلى نهاية النظام الإيراني
على الرغم من أن وسائل الإعلام الحكومية تتجنب إثارة موضوع استقالة بزشكيان بشكل واسع، إلا أن ذلك لا يعني أنه قد تغلب على هذه الأزمة العميقة. فبزشكيان الآن في موقف لا يحدث فيه استقالته أو بقاؤه فرقًا جوهريًا؛ لقد انتهت فترة صلاحيته بالنسبة لخامنئي. هذا الوضع يعكس علامة واضحة على ضعف وتدهور النظام بشكل عام، الذي لم يعد قادرًا حتى على الاحتفاظ بالوجوه المعتدلة ظاهريًا أو الإصلاحيين المرتبطين به. يبدو أن الفشل السياسي الداخلي المميت للنظام الإيراني قد أصبح أكثر وضوحًا، وأن أزماته الداخلية بلغت مرحلة لم يعد بالإمكان إخفاؤها بعد الآن.

الحل العملي لإيران؟
في يوم 8 آذار (مارس)، وجهت السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، رسالة إلى تجمع وتظاهرة الإيرانيين وأنصار المقاومة في واشنطن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قالت فيها:

"... الحل النهائي والحاسم يكمن في إسقاط هذا النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته. لقلب صفحة التاريخ المظلمة لإيران، يجب دعم الكتائب الثورية والنساء الرائدات في هذه الكتائب، اللواتي يقفن في الصفوف الأمامية لمعركة الإطاحة بالنظام. إنهن مكونات جيش الحرية والقوة الرئيسية للتغيير، وهن المقاتلات من أجل حرية إيران... القرار رقم 166، الذي تبناه أكثر من 150 مشرعًا في مجلس النواب الأمريكي، يمثل نموذجًا هامًا للدعم الحزبي المشترك من الممثلين المنتخبين في هذا البلد لحقوق الشعب الإيراني المشروعة. لقد أكدوا على الاعتراف بحق الشعب الإيراني والكتائب الثورية في إسقاط نظام ولاية الفقيه، وأعربوا عن دعمهم لخارطة طريق المقاومة الإيرانية لعملية التغيير في إيران...".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف