العالم قبل الذكاء الاصطناعي ليس هو نفس العالم بعده، وقيل: إنه أحد أقوى التقنيات في عصرنا، وأنه "بقدر ما هو ذكي فهو غبي!". وقيل أيضًا: إنه سيحقق فوائد أكثر بكثير من المخاطر المُحتمَلَة. فسيكون الإنسان قادرًا على استخدام الذكاء الاصطناعي الفائق؛ للتغلب على الحواجز البيولوجية.
لقد خرج الذكاء الاصطناعي من مختبرات البحوث، ومن صفحات روايات الخيال العلمي؛ ليكون حاضرًا - بقوة شديدة ومؤثرة - في حياتنا، وحاملًا الكثير من المعلومات حول كل إنسان وعاداته على هذا الكوكب، بفضل عمليات البحث على الإنترنت. والأخطر من ذلك، أن هذا (الذكاء) يمكنه التحكُّم فينا، واللعب بمشاعرنا وعقولنا بطرقٍ لا ندركها!
نعم، إنه غزوٌ مبرمج في قادم الأيام، واقتحامٌ لا يصدقه عقلٌ بشري، فيه الكثير من الفوائد والفواجع والمفاجآت السارة - والضارة كذلك -؛ حيث سيُغيّر حياتنا بطرائق لا يمكننا أن نتخَيَّلَها - حتى في الأحلام -؛ سيشفينا من الأمراض المستعصية على الطب، وسيتنبأ بالمشاكل الصحية قبل حدوثها، وسيرعى كبار السن بشكلٍ استثنائي، وسيُصبح لدى أولادنا معلمًا افتراضيًّا خصوصيًّا، ومفكرًا ومستشارًا شخصيًّا.
سيقوم هذا الذكاء الاصطناعي بحل مشاكلنا المعقدة بطريقة بسيطة، وسنأخذ منه قراراتٍ أفضل في مدة زمنية قصيرة بتحليلاته المنطقية. سيخترق كل الميادين؛ حتى التجميل والزينة، ومهنة عاملات المنازل ومهنة الطب وغيرها. فالروبوت سيمحو مِهنًا كاملة من على وجه الأرض ليحل محلها. ويُقدِّر الباحثون أن سبعةً من كل عشرة عمَّال في الولايات المتحدة الأمريكية سيتأثَّرون بالذكاء الاصطناعي في عملهم.
وأَزُفُّ إليكم خبرًا غير سار في حسابات المنافسة والربح؛ ألا وهو: في القريب العاجل سيصبح عشرة بالمئة من سكان الأرض من الروبوتات، أي سيكون لدينا مليار روبوت بشري، يعيشون معنا على سطح كوكب الأرض خلال الأعوام القادمة! حسب شهادة الملياردير الأميركي (إيلون ماسك)؛ الشغوف بالتكنولوجيا والابتكارات، ومؤسس شركة "نيورالينك".
وعندما نقرأ مستقبل الذكاء الاصطناعي؛ فإننا سنكتشف ما بين سطور المستقبل، بأن الروبوت سيكون كاتبًا صحفيًّا، وشاعرًا وروائيًّا، ومُخرجًا في محطات الإذاعة والتلفاز والأفلام والمسلسلات، وأستاذًا جامعيًّا، وباحثًا علميًّا، ومهندسًا مدنيًّا وميكانيكيًّا، وجراحًا ماهراً، ومصممًا لبيوت الأزياء، ومُسوِّقًا بارعًا، وطبَّاخًا ماهرًا، ومُترجمًا لجميع اللغات، ومبرمجًا لأنظمة الحاسوب، ومُحلِّلًا للبيانات، وشُرَطِيًّا للمرور، وخبيرًا في التغيُّرات المناخية والكوارث والأزمات الطبيعية والمجتمعية. وباختصار: سيؤدي إلى تحرير الوقت والمساحة المهنية، وتوليد الابتكار والإبداع.
صحيحٌ أن الروبوت مصنوعٌ من معدن الغاليوم، وأنه عديمُ الخبرة في المشاعر والحب؛ لكن تبيَّن أنه مغامر: يعشق مثلنا، ويتبارى في إيقاع النساء والرجال في محراب العشق والغرام الأبدي. وأغرب قصة حب في التاريخ، هي قصة الغرام العنيفة بين رجل بلجيكي في الثلاثينيات من عمره، وهو أبٌ لطفلين صغيرين، وبين (إليزا) وهي ربوت محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي؛ وقد انتهت العلاقة والقصة بانتحاره بعد غزلٍ رقمي معها حتى مطلع الفجر، وليكون أول شهيد يُسجل براءةً في الحب الرقمي!!!
ومثلما وقع في الحب والغرام، فإنه يكون أحيانًا أخرى قاتلًا؛ فقد ذكرت وكالة (يوناب للأنباء) أن أحد الروبوتات في كوريا الجنوبية سحق رجلًا حتى الموت، وذلك لفشله في التمييز بين العامل وبين صناديق المُنتجات؛ حيث هاجمه بعنفٍ وقضى عليه.
وقد علَّق أحد العراقيين على خبر مقتل الكوري بتندُّر: هاي خوش سالفة جديدة، كملت السبحة. راح نعيش بين سياسي فاسد أغبر، وروبرت عاشق أثول!!