واشنطن: يحظى خطاب حال الاتحاد الذي يدلي به الرئيس الأميركي سنويا، بترقب كبير وتحضيرات مكثفة، لكنه - حاله كحال أي محطة سياسية تقام أمام جمهور عريض على المستوى الوطني - معرّض لأن يثير المفاجآت وحتى الصدمات.
في ما يأتي أبرز خمس محطات مرتبطة بهذا التقليد السياسي في الولايات المتحدة:
أصبح خطاب حال الاتحاد فرصة لأي رئيس أميركي للتحدث أمام عدد كبير من المشاهدين عبر شاشات التلفزة، وأمام أبرز المسؤولين في البلاد تحت قبة مبنى الكابيتول، بما يشمل أعضاء الكونغرس وقضاة المحكمة العليا وغيرهم.
ويقدر عدد الذين تابعوا خطاب الرئيس جو بايدن في العام 2022 بزهاء 38 مليون شخص، علما بأن الرقم القياسي يحتفظ به بيل كلينتون، مع 67 مليونا لخطاب 1993.
ويعود أول خطاب متلفز لحال الاتحاد الى العام 1947 مع الرئيس هاري ترومان، الا أنه واجه معضلة غير بسيطة: كان الأميركيون في حينه يعوّلون بشكل كبير على البث الإذاعي، وعدد قليل منهم فقط يملكون جهاز تلفزيون في منازلهم.
يميل خطاب الاتحاد الى اللعب على وتر الإيجابيات والشعور الجيد. وغالبا ما عكس الرؤساء هذا الأمر بترديد عبارات قد تختلف بالشكل، لكنها تعكس المضمون ذاته، ومنها على سبيل المثال ما ختم به بايدن خطاب العام الماضي "حال الاتحاد قوي لأنكم أنتم، الشعب الأميركي، أقوياء".
لكن في العام 1975، لم يكن في حوزة جيرالد فورد الكثير من الإيجابيات ليدلي بها، اذ لم تمض فترة وجيزة على توليه الرئاسة خلفا لريتشارد نيكسون الذي أطاحت به فضيحة "ووترغيت"، ولم يستمر في البيت الأبيض سوى عامين، بعد خسارته الانتخابات أمام الديموقراطي جيمي كارتر.
وقال فورد بأسى في خطابه إن "حال الاتحاد ليس جيدا".
على رغم ما يشتهيه الرؤساء، قد لا يستقطب حال الاتحاد دائما اهتمام من يتابعون الخطاب، ومنهم القاضية في المحكمة العليا روث بايدر غينسبورغ التي أظهرتها اللقطات وهي تغفو أثناء متابعتها كلمة باراك أوباما في العام 2015.
وبررت القاضية التي كانت تبلغ من العمر 81 عاما في حينه، ذلك بالقول "لم نكن، على الأقل أنا لم أكن، يقظة بنسبة 100 بالمئة".
حوّل دونالد ترامب خطابه الأخير في العام 2020 الى ما يشبه جدول برنامج ألعاب، وهو غير مستغرب من رئيس كان له حضوره في عالم الإعلام قبل السياسة، وأراد لكل شيء أن يشبه تلفزيون الواقع.
خرج ترامب عن نصّ الخطاب ليدير، أثناء البث المباشر، لقاء جمع بين عسكري عائد من الخدمة خارج البلاد، وعائلته المتفاجئة الحاضرة في مبنى الكابيتول. وفي مرحلة لاحقة، طلب ترامب من زوجته ميلانيا أن تقلّد المقدّم الإذاعي اليميني روش لامبو الذي كان يعاني مرض السرطان، ميدالية الحرية الرئاسية، وهي أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة.
على رغم أن ترامب أتقن لعبة الأضواء، الا أنها سرقت منه في 2020 من قبل ألد أعدائه السياسيين الديموقراطية نانسي بيلوسي التي كانت تتولى في حينه رئاسة مجلس النواب.
قامت بيلوسي الواقفة خلف ترامب على المنبر، بتمزيق نسخة ورقية من خطابه، في ما بدا ردّا على رفضه مصافحتها قبل أن يبدأ بتلاوة كلمته.
وأكدت السياسية الأميركية المخضرمة في تصريحات لاحقة أن ما قامت به كان عبارة عن "تمزيق ميثاق من الأكاذيب"، و"أكثر الخطوات تهذيبا مقارنة بالخيارات البديلة".