: آخر تحديث
تفشي الفيروس أعطى زخمًا لتحوّلات عادات الأكل

الطعام الصحي اتجاهٌ رئيسي لدى الشركات الغذائية الكبرى بعد الجائحة

98
100
88

ساتينيي (سويسرا): أدّت جائحة كوفيد-19 إلى زيادة الوعي العالمي إزاء أهميّة اتّباع أنظمة غذائيّة سليمة، وبالتالي فإنّ الأطعمة الصحيّة ستصبح نمطًا سائدًا في حقبة ما بعد كورونا، على ما يؤكّد رئيس شركة "فيرمينيش" السويسرية، أحد أهم مصنّعي العطور والنكهات في العالم، في مقابلة مع وكالة فرانس برس.

ويلفت جيلبير غسطين إلى أنّ وباء كوفيد-19 زاد من شهيّة المستهلكين على المنتجات الصحيّة، قائلًا "مع كوفيد، أدرك المستهلكون فجأة أنّه إذا كان نظام المناعة لديهم ضعيفًا أو إذا كانوا يعانون من الوزن الزائد أو السكري، فهم أكثر عرضة للإصابة به".

ويشدّد غسطين على أنّ "الصحة والرفاهية مهمّتان جدًا، وفي هذا الوقت بات الناس أكثر وعياً بما يأكلون".

ويتولّى غسطين، وهو رجل أعمال لبناني تبوّأ سابقًا مراكز رفيعة في شركات عالميّة، منصب الرئيس التنفيذي لشركة "فيرمينيش" منذ العام 2014.

تحديد المسار

وأعطى تفشي فيروس كورونا في العالم، زخمًا للتحوّلات الحاصلة أصلًا في عادات الأكل منذ ما قبل الجائحة. وقد حدّد ذلك خريطة الطريق لاستثمارات الشركة السويسرية خلال السنوات العشر إلى العشرين المقبلة، وفق غسطين.

ويوضح غسطين "جوهر عملنا يقوم على توقّع اتجاهات المستهلكين والتأكّد من تكريس كامل الإستثمارات اللّازمة في العلوم والموارد في التكنولوجيا لكي نطوّر حلولًا مناسبة لزبائننا".

قد تكون "فيرمينيش"، وهي أكبر شركة خاصة في العالم للعطور والنكهات، غير معروفة بدرجة كبيرة لدى عامّة الناس لكنّ مكوّناتها موجودة في آلاف المنتجات الإستهلاكيّة.

وبحسب غسطين، ثمّة اتجاهان في طريقهما إلى التوسّع في المستقبل: الأول هو تقليل السكر في الأطعمة، ما يشكّل إحدى نقاط القوّة لدى الشركة السويسرية على حدّ قوله.

أما الإتجاه الثاني فيتمثّل في اعتماد بدائل عن اللّحوم والحليب ومشتقاته، ما يعكس ليس فقط المخاوف بشأن تغيّر المناخ والبصمة الكربونية المتأتّية من المواشي، بل أيضًا الطفرة في النظم الغذائية المرنة التي تركّز على الأطعمة النباتية، من دون الإستغناء عن اللّحوم.

ويقول غسطين "سنستثمر بشكل غير متناسب في هذين الاتجاهين الرئيسيّين"، من دون الكشف عن أي أرقام في هذا المجال.

شركة عائلية عالميّة

ولا تزال "فيرمينيش"، على عكس منافسيها الرئيسيّين، شركة عائليّة. وبما أنّها غير مدرجة في البورصة، لا يترتّب عليها سوى الكشف عن بعض الأرقام الرئيسيّة في ميزانيتها العامة.

ويقع مقر الشركة الرئيسي في قرية ساتيني المعروفة بكرومها قرب جنيف، وقد أسّسها العالم السويسري فيليب شويت عام 1895 في مرآب شارل فيرمينيش.

وهي باتت اليوم مجموعة عالميّة يعمل فيها عشرة آلاف شخص ولها مكاتب في 83 بلدًا.

وبلغ حجم مبيعاتها السنوية 3,9 مليارات فرنك سويسري (4,3 مليارات دولار) في العام المالي المنتهي في حزيران/ يونيو 2020.

وتضمّ الشركة وحدتين رئيسيتين هما قسم النكهات الذي يوفّر المكوّنات اللّازمة في الصناعات الغذائيّة، من الشركات الصغيرة إلى المجموعات العملاقة مثل "يونيليفر" أو "نستله" أو "مونديليز" أو "كِلوغر"؛ وقسم العطور المتخصّص في تحضير الروائح المستخدمة في صنع منتجات النظافة والعطور.

ومن أبرز زبائنها شركة فرنسوا كوتي الفرنسيّة للعطور، كما ساهمت الشركة السويسريّة في تطوير عطور لشركات عالميّة بينها "أنجل" من "تييري موغلر" و"أكوا دي جو" من "أرماني" و"سي كاي وان" من "كالفين كلاين" و"فلاور" من "كنزو".

ويشير غسطين إلى أنّ الشركة السويسريّة تهدف إلى تحقيق نمو يقرب من خمسة في المئة، مع التركيز على تنمية القدرات الذاتية لدى "فيرمينيش".

عمليّات استحواذ

مع ذلك، تسعى الشركة أيضًا إلى تحقيق عمليّات استحواذ محدّدة الأهداف في القطاع.

وفي شباط/ فبراير، أكملت منافستها الأميركيّة "أي أف أف" صفقة الإستحواذ على فرع التغذية والعلوم الحيويّة التابع لشركة "دوبون" الأميركيّة العملاقة من المفترض أن تدفعها إلى موقع الريادة في هذا القطاع، مع بيانات ماليّة مبدئيّة بلغت 11 مليار دولار في عام 2020.

كذلك زادت منافستها السويسرية "غيفودان" التي حقّقت مبيعات بقيمة 6,3 مليارات فرنك سويسري، من عمليات الإستحواذ الصغيرة. لكنّها أنجزت أيضًا صفقة كبيرة في عام 2018 من خلال الإستحواذ على شركة "ناتوريكس" الفرنسيّة.

ويقول غسطين "أنجزنا 13 عمليّة استحواذ في أربع سنوات"، في ظلّ شهيّة كبيرة لدى المجموعة على صعيد صفقات الدمج.

كما استحوذت الشركة العام الماضي على "دي أر تي" الفرنسيّة المصنّعة للحاء الصنوبر ومستخلصات بذور العنب المستخدمة في الأغذية ومستحضرات التجميل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد