إيلاف من لندن: مع تصاعد التحديات الإقليمية في الشرق الأوسط، يسعى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تعزيز العلاقات مع المملكة المتحدة من خلال زيارة رسمية تشمل لقاءات مع كبار المسؤولين البريطانيين، من بينهم الملك تشارلز ورئيس الوزراء كير ستارمر.
رؤية استراتيجية لتعزيز الشراكة
كتب السوداني في مقال نشرته صحيفة التلغراف وإيلاف أن هذه الزيارة تجسد التزام حكومته بتعميق الشراكة الاستراتيجية بين العراق والمملكة المتحدة. وأشار إلى أن الزيارة تأتي في ظل أحداث غير مسبوقة في الشرق الأوسط تؤثر على استقرار المنطقة والعالم.
وأكد السوداني ضرورة التضامن الإقليمي والدولي لضمان احترام الإرادة الحرة لشعوب المنطقة، بما في ذلك سوريا. كما أشاد بالدور الذي لعبته المملكة المتحدة في دعم العراق خلال معركته ضد تنظيم داعش، موضحًا أن العلاقات الثنائية تطورت بشكل كبير خلال العقود الأخيرة.
مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي
أكد السوداني أن العراق، الذي يشهد مستويات متزايدة من الأمن والاستقرار، مستعد للانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي المستدام مع المملكة المتحدة. وأعرب عن تطلعه لجذب الاستثمارات البريطانية في مجالات البنية التحتية والطاقة، ضمن خطة طموحة تهدف إلى جعل العراق مركزاً تجارياً دولياً.
وأشار إلى أن النفط والغاز لا يزالان من المجالات الرئيسية التي تستقطب الاستثمارات البريطانية، لكنه أكد أيضًا أهمية تنويع مصادر الطاقة. وصرح قائلاً: "نحن ندرك أهمية معالجة التحديات البيئية على المدى الطويل وسنعمل على تشجيع الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة".
إصلاحات مصرفية وتنمية بشرية
سلط رئيس الوزراء العراقي الضوء على الإصلاح المصرفي كأحد المحاور الرئيسية للتعاون المحتمل بين البلدين. وأكد أن خبرات المؤسسات المالية البريطانية يمكن أن تسهم في تحسين الخدمات الحكومية وتعزيز الكفاءة الإدارية في العراق.
وفي مجال التعليم، شدد السوداني على أهمية تطوير المهارات لدى الشباب العراقي لمواكبة متطلبات المرحلة القادمة من التنمية. وأضاف: "نحن ملتزمون بتوجيه الاستثمارات نحو تطوير التعليم والتدريب لتأهيل الشباب العراقي لسوق العمل وتعزيز النمو المستدام".
تعاون في مجال الأمن والدفاع
أشاد السوداني بالتعاون القائم مع المملكة المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يمكن أن يسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي والمحلي. وأكد أن العراق يتطلع للاستفادة من الخبرات والصناعات العسكرية البريطانية لتعزيز قدراته الدفاعية.
وأوضح: "جهود مكافحة الإرهاب المشتركة مع المملكة المتحدة تعكس التزامنا بحماية أمننا واستقرار المنطقة، كما أنها توفر فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز قدراتنا الدفاعية".
رسالة شراكة واستشراف المستقبل
يرافق السوداني في زيارته وفد رفيع المستوى يضم وزراء، ونواباً، ومحافظ البصرة، وممثلين عن القطاع الخاص، ما يعكس جدية الحكومة العراقية في تعزيز التعاون مع المملكة المتحدة.
وأكد السوداني أن رسالته خلال هذه الزيارة واضحة: "العراق ملتزم ببناء شراكات قائمة على المصالح المشتركة والرؤية المستقبلية. نحن نبحث عن شريك عالمي يتمتع بثقل سياسي واقتصادي، والمملكة المتحدة مؤهلة للعب دور حيوي في دعم جهودنا نحو النمو وإعادة الإعمار".
توقعات إيجابية للزيارة
من المتوقع أن تسفر الاجتماعات بين المسؤولين العراقيين والبريطانيين عن توقيع اتفاقيات اقتصادية وأمنية تعزز العلاقات بين البلدين. كما ستركز المناقشات على فرص الاستثمار في البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والتعليم، والدفاع، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الثنائي المثمر.