: آخر تحديث
احتفاء بالأصوات العربية المعاصرة.. والتعدد الثقافي في المغرب

لقاءان للشعر العربي والمغربي في تطوان ومراكش

0
0
0

إيلاف من مراكش: سيكون عشاق الشعر العربي والمغربي، بداية من الخميس، على موعد مع تظاهرتين شعريتين بتطوان ومراكش، تخصص الأولى للشعر العربي، فيما تحتفي الثانية بالشعر المغربي.

وتستضيف دار الشعر بتطوان، الخميس، الدورة العاشرة من ملتقى الشعر العربي بمشاركة شعراء وباحثين من العراق وفلسطين والمغرب، وذلك في سياق انفتاحها على "التجارب والأصوات الشعرية العربية المعاصرة، التي لا تزال تستحضر تاريخ الشعر العربي وعبقريته على مر التاريخ، مستثمرة ذلك التراكم الشعري العربي، وصولا إلى المرحلة الكلاسيكية التي أفادت من التجارب السابقة، مرورا بمختلف المدارس والحركات والتيارات اللاحقة، تلك التي مهّدت لميلاد القصيدة الحديثة، ثم انتهاء بما آلت إليه الممارسة الشعرية المعاصرة".

من جهتها، تنظم دار الشعر بمراكش، بداية من الجمعة، وعلى مدى ثلاثة أيام، الدورة السابعة لمهرجان الشعر المغربي، وذلك في سياق احتفائها المتواصل بـ"التعدد اللساني والتنوع الثقافي المغربي وبأجيال وتجارب الشعر المغربي"، كما تحضر الصين "ضيف الشرف"، مع تنظيم منتدى يقارب "الشعر من منظور النقد الثقافي".

ملتقى تطوان للشعر العربي
تستضيف دار الشعر بتطوان فعاليات الدورة العاشرة من ملتقى الشعر العربي، الخميس، بفضاء "رياض المطامر"، في قلب المدينة العتيقة لتطوان، وهو الفضاء الذي يرد ذكره في أعمال رائد السرد الحديث ومبدع رائعة "دون كيخوته دي لا مانشا"، الكاتب الإسباني ميغيل دي ثيرفانطس، منذ بداية القرن السابع عشر الميلادي.

وتفتتح الباحثة العراقية والأستاذة في جامعة لندن الشاعرة أمل الجبوري هذا الملتقى الشعري، إلى جانب الشاعر الفلسطيني مهند ذويب والشاعرة المغربية بديعة القادري، في "تظاهرة استثنائية تجمع بين بلاد الرافدين وأرض فلسطين وسحر المغرب الشعري، عبر موعد جديد يشهد على استمرارية القول الشعري فوق الأراضي العربية المبدعة"، حسب ما جاء في بيان لدار الشعر بتطوان.

وبرئاسة الأستاذ وعازف العود فهد الصنهاجي، تحيي فرقة "أوتار" الحفل الفني لهذه التظاهرة، والتي ستقدم روائع القصائد العربية الخالدة كما لحنها وأداها كبار المبدعين.

وتقول إدارة الدار إن هذا الملتقى يأتي في سياق انفتاحها على "التجارب والأصوات الشعرية العربية المعاصرة، التي لا تزال تستحضر تاريخ الشعر العربي وعبقريته على مر التاريخ، مستثمرة ذلك التراكم الشعري العربي، ودوره الخلّاق في التأسيس لواحدة من أعرق الشعريات الإنسانية، إلى جانب التجربة الإغريقية ثم الرومانية، وصولا إلى المرحلة الكلاسيكية التي أفادت من التجارب السابقة، مرورا بمختلف المدارس والحركات والتيارات اللاحقة، تلك التي مهّدت لميلاد القصيدة الحديثة، ثم انتهاء بما آلت إليه الممارسة الشعرية المعاصرة".

وشارك في ملتقى الشعر العربي، عبر دوراته السابقة، شعراء ومبدعون يمثلون سائر دول العالم العربي، إلى جانب عدد من الشعراء والفنانين العرب المقيمين في المهجر، حيث يمثل هؤلاء وهؤلاء مختلف الجغرافيات والاجتهادات الشعرية العربية التي لا تزال تُصَنِّفُ الشّعرَ العربي ضمن قائمة النّماذج الشّعرية الإنسانية الكبرى.

ويبقى ملتقى الشّعر العربي من ضمن الفعاليّات الشّعرية التي تعكس أهّمية الأدوار التي تضطلع بها بيوت الشعر العربي، وفي طليعتِها دارُ الشعر بتطوان، التي تأسست بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، في ربيع 2016، حيث تحتفل الدار، هذه السنة، بالذكرى العاشرة لتأسيسها.

وتواصل دار الشعر الانفتاح على الفضاءات والبيوتات العتيقة في المدينة العتيقة لتطوان، احتفاء منها بالإرث التاريخي والعمق الحضاري الغميس لمدينة تطوان، بما هي حاضرة أندلسية شاهقة ومعلمة شاهدة على دور الثقافة العربية في تشييد الأندلس، بوصفها واحدة من أعظم اللحظات الدالة على عبقرية الثقافة العربية والمغربية.

كما يأتي انفتاح دار الشعر بتطوان على القصيدة العربية، في أفق اختيار تطوان عاصمة للثقافة والحوار في الفضاء المتوسطي، برسم سنة 2026، حيث يمثل الشعر العربي أهم تراث إبداعي ينتمي إلى الضفة الجنوبية من المتوسط.

مهرجان الشعر المغربي في مراكش
تنظم دار الشعر بمراكش الدورة السابعة من مهرجان الشعر المغربي، وذلك بداية من الجمعة المقبل. وتقول إدارة البيت إن المهرجان الذي يتواصل على مدى ثلاثة أيام، يجسد عمق التعاون الثقافي المشترك، الذي يجمع بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في المملكة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، بدولة الامارات العربية المتحدة.

وذكر بيان للدار أن "الدورة السابعة التي ترسخ من خلالها، دار الشعر بمراكش، هوية المهرجان، في احتفائه بالتنوع الثقافي والتعدد اللساني المغربي وبأجيال القصيدة المغربية الحديثة وبحساسياتها وتجاربها، وفي مزيد من الانفتاح على الأصوات الشعرية الجديدة، والتي أضحت دار الشعر بمراكش مشتلا خلاقا، تزكي استراتيجيتها بجعل الشعر محورا خلاقا وفاعلا في المشهد الثقافي والفني المغربي، بل وأمست فضاء لاكتشاف أصوات شعرية ونقدية في مختلف أنماط الكتابة الإبداعية".

وتكرم الدورة الشاعر محمد بوجبيري والشاعر والفنان علي شوهاد والباحثة عزيزة عكيدة، في حفل الافتتاح، الذي يخصص احتفاء  خاصا بالصين، ضيف شرف الدورة السابعة للمهرجان، من خلال مشاركة الشاعرة الصينية ليو جينتسي، وهي شاعرة، وعضوة في اتحاد الكتّاب الصينيين، نشرت أكثر من خمسين عملاً متنوعاً بين الشعر، الرواية، المسرحيات والنصوص الغنائية، إضافةً إلى أعمال موسيقية. وتصاحبها في الترجمة الى اللغة العربية، باي شُيويه، وهي طالبة دكتوراه في الأدب العربي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. والتي تفرّغت في المغرب لدراسة الأدب العربي وصور الشعر ورموزه في إطار مقارن، مع تركيز خاص على تجلّيات صورة القمر في الشعرين العربي والصيني وما تحمله من دلالات بلاغية ورمزية.

كما يشهد حفل الافتتاح قراءات شعرية لثريا وقاص والشاعر المتوج، هذه السنة، بجائزة أحسن قصيدة في دورتها السابعة. كما يفتتح الحفل بـ "نشيد مراكش الحمراء"، من تقديم مشتل دار الشعر بمراكش، من تأليف الشاعر بدر هبول وأداء الشاعرة خديجة السعدي والمترجمة مريم إتجو.

وتشهد فعاليات الدورة تتويج الفائزين في جائزتي أحسن قصيدة والنقد الشعري، للشعراء والنقاد الشباب، في دورتها السابعة. كما يحيي الفنان، الموسيقار العربي الكبير، عبد الوهاب الدكالي، رفقة فرقة أصيل للموسيقى بمراكش برئاسة الفنان عزالدين دياني، حفلا فنيا استثنائيا واستعاديا لأهم أغاني هذا الفنان الرائد.
وتتواصل فعاليات المهرجان، السبت، بتنظيم المنتدى الحواري حول موضوع "الشعر من منظور النقد الثقافي"، بمشاركة النقاد والباحثين عبد الرزاق المصباحي وجليلة الخليع، ورشيد الخديري، ويسيره مدير المكتبة الباحث الدكتور مصطفى لعريصة، تليه قراءات شعرية، ضمن فقرة "أصوات معاصرة"، بمشاركة الشعراء حميد العمراوي وعبد الرحيم الحيداوي وفاطمة بلعروبي وعبد الصمد الزوين ويقدمها بدر هبول.

كما تخصص الدورة فقرة "محاورات"، مع مكرمي المهرجان: الشاعر محمد بوجبيري، والشاعر والفنان علي شوهاد، والباحثة عزيزة عكيدة، ويحاورهم الإعلامي والباحث الدكتور عبد الصمد الكباص. فيما يلتقي الجمهور مع فقرة "نبض القصيدة"، بمشاركة الشعراء محمد بودويك، وعائشة ادكير، ومحمد بوجبيري، وصالح أيت صالح، من تقديم مراد القادري، فيما يحضر في المصاحبة الموسيقية الفنان ميلود عقا، على آلة القانون.

وخصص المهرجان، ضمن الاحتفاء بالتجربة الشعرية والثقافية الصينية، برنامج "أبجديات وموسيقى وكوريغرافيا"، للثلاثي الشاعرة الصينية ليو جينتز وترافقها المترجمة باي شيوي والعازفة على آلة "الأرهو" الفنانة جانغ تونغ تونغ، فيما ترافقهم في الكوريغرافيا الفنانة الصينية أينيغير.

وسيكون الموعد، الأحد، مع قراءات شعرية مع "شعراء قادمون الى المستقبل" بمشاركة أيوب الكوماوي، وآمال الغريب، وليلى يزان، ولحبيب لمعدل، من تقديم مريم إتجو، مع حفل توزيع شهادات المشاركة على خريجي الفوج الثامن لورشات الكتابة الشعرية (للأطفال واليافعين والشباب والمهتمين)؛ فيما يسدل الستار، على فعاليات الديوان السابع لدار الشعر بمراكش، من مهرجان مراكش للشعر المغربي، بقراءات شعرية (رؤى شعرية)، بمشاركة الشعراء جليلة الخليع، وبوبكر لمليتي، ونوال الوزاني وتوفيقي بلعيد، ومن تقديم نجيب خداري.

وضمن "أبجديات وكوريغرافيا"، يقدم كل من الشاعر محمد نورالدين بن خديجة والفنان المهدي حلباس، حوارا شعريا وفنيا. ويحيي الفنان عصام سرحان، حفل اختتام المهرجان، والذي اختار الاحتفاء برموز الشعر المغربي ورواده إلى جانب الاحتفاء بالأجيال الجديدة.

مهرجان مراكش للشعر المغربي في دورته السابعة، موعد سنوي لتقليد ثقافي وشعري، يحتفي بأجيال وتجارب وحساسيات الشعر المغربي، وهو لحظة معرفية وثقافية سنوية، تفتتح موسما ثقافيا جديدا تاسعا لدار الشعر بمراكش، في سعي حثيث لمواصلة سلسلة من المبادرات والبرامج احتفاء بالتعدد اللساني والتنوع الثقافي المغربي وبشجرة الشعر المغربي الوارفة، بمزيد من الانفتاح على حساسيات وتجارب القصيدة المغربية الحديثة، وبانفتاح بليغ على مختلف التجارب الشعرية وأصوات شعرية قادمة من المستقبل، وعلى مجموعة الفضاءات الثقافية الجديدة والعمومية البعيدة، وبمزيد من التنويع لخريطة برامجها والتي انفتحت على المدن والبوادي والجبال وباقي مدن والجهات الست في الجنوب المغربي.

وتقول إدارة الدار، إن الدورة الحالية للمهرجان، تسعى من خلال تقديم أصوات شعرية جديدة، وبالتركيز على فقرات البرنامج الخاص بالمهرجان، إلى "تقعيد هوية المهرجان في أن يشكل فضاء فعليا للحوار وأن يعبر، من خلال ما يقترحه من برمجة غنية تلامس راهن القصيدة المغربية، على هذا التفاعل الخلاق بين تجاربه وأجياله".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات