: آخر تحديث
بمرور 50 عامًا على وفاة الفنان السريالي

10 حقائق عن حياة بابلو بيكاسو وفنه

64
51
40

إيلاف من بيروت: صادف السبت 8 أبريل ذكرى مرور 50 عامًا على وفاة الفنان السريالي بابلو بيكاسو. ويُقدر أن يكون هذا الفنان الإسباني قد أتم 13500 لوحة في حياته، إلى جانب نحو 100 ألف مطبوعة ونقش تشكل إرثه الفني الكبير. ليس هذا فحسب ما نعرفه عن بيكاسو، فهنا 10 حقائق عن الفنان الذي عدّ الأشد تأثيرًا في فناني القرن العشرين، ربما لا يعرفها الجميع.

1. بيكاسو طفل معجزة

كان والد بابلو رويز بيكاسو فنانًا وأستاذًا في مدرسة فنية قريبة في ملقة بإسبانيا، إضافة إلى كونه أمين متحف محلي. قيل أن أول كلمة نطق بها بيكاسو كانت "بيتزا"، وهي اختصار لكلمة قلم رصاص بالإسبانية. في سن الرابعة عشرة، أنتج عملًا فنيًا استثنائيًا: لوحة طبيعية رائعة لأخته لولا وهي تحضر القربان، ورسم لوحة باستيل جميلة لوالدته.

2. عاش مأساة حقيقية أحزنته طويلًا 

في عام 1901، أطلق الشاعر وطالب الفنون كارلوس كاساجيماس النار على رأسه في باريس، محطَّم القلب بعد حب من طرف واحد. كان صديقًا لبيكاسو، وقد دمرته هذه الماساة. في الأشهر التالية، بدأ بيكاسو في رسم لوحات تتميز بألوان زرقاء باردة وتصور موضوعات هزيلة ومنكوبة، فسمى كثيرون هذه الفترة من حياة الفنان بـ "الفترة الزرقاء".

3. فترة وردية مستوحاة من الحب

بعد ثلاث سنوات من وفاة كاساجيماس، بدأت السحابة الرمادية التي طاردت لوحة بيكاسو بالانقشاع، فعاد الصدأ والورود ببطء إلى لوحاته. صورت أعمال بيكاوس الفنية في هذه الفترة فناني السيرك والخلفيات الزهرية والضوء الصيفي، مع استبدال الأم والطفل اللذين يعانيان سوء التغذية ويترددان في لوحاته "الزرقاء" بشخصيات حسنة التغذية. رد الكثيرون ذلك إلى علاقة بيكاسو الجديدة بالفنانة والعارضة فرناند أوليفييه، التي ظهرت في أكثر من 60 لوحة من لوحاته.

4. لم يفتقر إلى الأفكار الأنثوية

لم تكن قصص الحب في حياة بيكاسو قليلة أو متباعدة، وكذلك لم تكن شهواته. تزوج بيكاسو مرتين، من أولغا خوخلوفا ومن جاكلين روك في عام 1961. لكن، بين هاتين الزيجتين – وخلالهما أيضًا – مرّ في العديد من العلاقات مع نساء ظهرن كثيرًا في أعماله. منهن المصورة دورا مار، والفنانة والكاتبة فرانسواز جيلوت (التي انجبت له طفلين) وماري تيريز والتر. ربما رسم بيكاسو عددًا لا يحصى من الصور الشخصية لعشيقاته، لكن موقفه تجاه النساء لم يكن دائمًا مثيرًا للإعجاب: أخبر جيلوت مرة أن النساء "آلهة أو مماسح للأحذية".

5. تأثر بالفن الأفريقي كثيرًا

في عام 1906، تغير كل شيء بالنسبة إلى بيكاسو مرة أخرى، عندما قلبت مقدمة للفن الأفريقي منهجه رأسًا على عقب. أصبح مفتونًا بالأقنعة القبلية الأفريقية وطريقة تبسيطها أو تضخيمها أو إعادة تشكيلها، وغالبًا ما خدم ذلك غرض توصيل الصفات الروحية. كانت هذه مؤثرة بشكل كبير في انتهاج بيكاسو التجريد، وكانت هذه التجارب هي ما شكل أساس المدرسة التكعيبية.

6. ابتكر أنواعًا مختلفة من الفن التكعيبي

استوحى بيكاسو من أعمال بول سيزان والأقنعة الأفريقية، فبدأ يهتم بالمزايا الجسمانية. من خلال العمل مع زميله الفنان جورج براك، بسّط أشكال مكونات لوحاته إلى أشكال هندسية، قبل هيكلة أبعادها الثلاثة على قماش مسطح. ولدت التكعيبية، لكن هذه لم تكن نهاية الرواية. توصف تجارب بيكاسو الأولية بأنها تكعيبية "تحليلية": تحقيقات منظمة بشكل صارم تحطم كائنًا في وجهات نظره التي لا تعد ولا تحصى، وكلها مرقعة بالرمادي والبني. في وقت لاحق، تحول إلى التكعيبية "الاصطناعية"، عندما انتقل نحو أشكال أبسط وألوان أكثر إشراقًا وإلى عناصر فنية مجمعة في اللوحة.

7. رسم 58 نسخة من لوحة "لاس مينيناس" لدييغو فيلازكيز

في وقت لاحق من حياته المهنية، صار بيكاسو مهووسًا ببعض لوحات أساتذة الفن القدامى. رسم 15 نسخة من "نساء الجزائر" ليوجين ديلاكروا، لكن لوحة "لاس مينيناس" التي رسما دييغو فيلاسكيز استحوذت على تركيزه. تصور اللوحة بلاط ملك إسبانيا فيليب الرابع، وتحظى باحترام المؤرخين لأنها تحقق في وجهات النظر متعددة وفي أفكار مختلفة. بين نسخ كبيرة الحجم للمشهد بأكمله وصور فردية للشخصيات الواردة في اللوحة، أنتج بيكاسو 58 نسخة من "لاس مينيناس" في عام 1957 وحده.

8. غيرنيكا من أكثر رموز الحرب ديمومة في عالم الفن

عندما طلبت الحكومة الجمهورية الإسبانية من بيكاسو إنشاء جدارية للمعرض العالمي في عام 1937، كان يقوم في البداية بدراسات من محترفه الخاص. مع ذلك، عندما سمع عن الدمار المأساوي الذي أصاب غيرنيكا نتيجة القصف النازي في الحرب الأهلية الإسبانية، تأثر فأنشأ جدارية تعمها من الفوضى وتدمي القلب، وما زالت إلى الآن رمزًا عالميًا لأهوال الحرب. كانت قوية ومؤثرة جدًا، فعرضت الأمم المتحدة نسخة منسوجة من اللوحة في مقرها في نيويورك.

9. تسكع مع السرياليين

في عشرينيات القرن الماضي، عاد بيكاسو إلى جذوره الواقعية ودخل في مرحلة الرسم الكلاسيكي الجديد، مع شخصيات تشير إلى الفن اليوناني والروماني. لكن بالنسبة إلى فنان من قياس بيكاسو، لم تكن هذه خطوة مملة أبدًا، إذ كان هذا التغيير مصحوبًا بمكائد نصبها له فنانون سرياليون. بدأ الجنس والعقل الباطن يتسللان إلى فنه، حتى أن رائد السريالية أندريه بريتون وصف بيكاسو بأنه "واحد منا" في مقالة نُشرت في عام 1925.

10. كان خزّافًا أيضًا

لم يكتف بيكاسو بالرسم. ففي حياته المهنية من أواخر الأربعينيات فصاعدًا، زاول بيكاسو صناعة الخزف. في البداية، كان ينوي أن يكون هذا نشاطًا مريحًا يستمتع به في الصيف على الريفيرا الفرنسية، لكن سرعان ما صارت هذه الصنعة مهمة فنيًا بالنسبة إليه. تشير التقديرات إلى أنه صنع 2880 قطعة خزفية. قد يبدو هذا الرقم كييرًا، لكن علينا ألا ننسى أن بيكاسو كان غزير الإنتاج. يُقدر أنه صنع 50000 عمل فني في حياته، بينه 1885 لوحة و 1228 منحوتة ومجموعة كبيرة من الرسومات والمطبوعات والسجاد والمنسوجات. لا بدّ من الاعتراف بأنه كان مجتهدًا جدًا.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبتها أيليس برينان ونشرها موقع "إيفنينغ ستاندارد" الإنكليزي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات