إيلاف من جدة: أفادت سوق الفنون العربية من عناية قوي أبداها مستثمرون في السعودية يحرصون على اقتنا أعمال جميلة لفنانين أقليميين. وتتمتع مدينة جدة السعودية بواحدة من أقوى الأسواق في المملكة، كما يحرص الخبراء على أقامة المزيد من المنتاسبات الفنية مثل "أسبوع جدة الفني"، وهو الحدث البصري الذي يهدف إلى تشجيع الفنانين في هذه المدينة، من منطلق أن رعاية الفنانين ومنحهم الزخم الإبداعي الذي يحتاجون إليه مسألة غاية في الأهمية، بحسب ما ورد في تقرير نشرته مجلة "سيدتي".
فن عربي معاصر
عبد الناصر غارم فنان مميز في السعودية، فلم يجمع غيره من الفنانين بين مسؤولية عسكرية إذ هو مقدم في في الجيش السعودي وبين ميول فنية ابتكارية. وهو صاحب التركيب المشهدي "رسالة/رسول" الذي بيع بالمزاد العلني بمبلغ 842,500 دولار، فيما قدّر ثمنه سابقًا بنحو 100,000 دولار، في أعلى سعر يُدفع في مزاد علني لعمل فنان عربي على قيد الحياة. والفنان السعودي المعاصر هو المؤسس المشارك فيEdge of Arabia، مشروع فني رائد معترف به دوليًا يسلط الضوء على المشهد الفني والثقافي المعاصر في السعودية.
كذلك، تعتبر المصورة والفنانة منال الضويان واحدة من أكثر الفنانين السعوديين المعاصرين شهرة واستحسانًا. عرضت أعمالها على المستوى الدولي وتعتبر أعمالها الفنية جزءًا من المجموعة الدائمة في صالات العرض البارزة كالمتحف البريطاني والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة ومؤسسة عبد اللطيف جميل ومؤسسة دلفينا في لندن وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث. تقول الفنانة السعودية أن التصوير الفوتوغرافي الذي تمتهنه "أداة لزيادة الوعي بشأن قضايا الجندر في السعودية وأنا أستخدم عملي لمحاولة كسر المحظورات". من أعمالها "أعمى التقليد" و"انظر ما وراء الحجاب".
قوة ناعمة
أما أحمد مطر، فهو قلب الفن السعودي المعاصر. وهو مؤسس مشارك آخر في Edge of Arabia التي تأسست في عام 2003 لتطوير الفنون من خلال المعارض والمنشورات والبرامج التعليمية، وساهمت في عرض أعمال الفنانين السعوديين في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط، وقدمت فنانين سعوديين ناشئين في مناسبات فنية كبرى، مثل بينالي فينيسيا 2013.
وبرعاية الناقدة الفنية سارة رضا، المقيمة في لندن، والشاعر والفنان أشرف فياض، استوحى معرض "ريزوما" جيلًا من الشباب السعودي احتضن الفن المرئي مع التكنولوجيا والعلوم والفلسفة الطبيعية. واستعرض المعرض أعمال فنانين بينهم أحمد العمودي وأحمد عنقاوي وبسمة فلمبان وناصر سالم ونورا المزروعي وسامي التركي وسارة العبدلي وسارة أبو عبد الله الذين ابتكر كل منهم قطعة فنية خاصة للمعرض. تساعد مثل هذه المناسبات في تعزيز حضور المشهد الفني السعودي الحديث.
كذلك، يمثل معرض Alaan Artspace المعاصر ومتعدد الوظائف في الرياض مركزًا فنيًا تعليميًا يساعد في إلهام المواهب المحلية بتوفير مكتبة ومتجر ومقهى لعشاق الفن. انطلقت مديرة المعرض ومؤسسته نعمة عبد الرحمن السديري في فكرتها هذه من رعاية الفنانين في عام 2010، ثم أدرك منظمو معرض الرياض الفني المعاصر الأول أن العنصر النسائي كان غالبًا على أول نسخة من المعرض، فسمّوه معرض "القوة الناعمة". وتظهر مثل هذه الخطوات أن النساء يرسمن حدودًا جديدة لمشهد فني معاصر في السعودية، لم تكن مقبولة من قبل.
بالألف حتى الياء
وثمة جانب آخر من الفنون العربية اليوم، بالوسائط المتعددة وبالاتصال المرئي، وبالحرف العر بي. ناتالي فلاحة ودينا أبو زهر لبنانيتان أطلقتا علامتهما التجارية "ألِفية" (Alephya)، مرتكزةً على حرف "الألف" مبتدأ حروف العربية.
إن الدخول إلى عالمهما المبتكر كالدخول في عالم السحر. فالنمط محو كل شيء هنا. التصميمات مرسومة يدويًا، مدارها الأول والأخير الحرف العربي، ثم تتم رقمنتها وتلوينها وتطبيقها على هياكل بسيطة: طاولات، أكياس، وسائد. لا يهم، فالمطلوب أن يرى الجميع هذا التصميم الذي تم تطويره من سمات تقليدية، مع التلاعب بالألوان والأنماط التي لا تمثل خطًا معروفًا أو نمطًا إسلاميًا. تقول فلاحة: "ابتكرنا ما نحب أن نسميه جمالية شرقية جديدة". تقوم "ألِفية" على فن مشرقي معاصر جديد، مختلف عن الفن المشرقي المعاصر التقليدي، "وعلامتنا التجارية تقدم أصنافًا خاصة باللايفستايل، تسترشد بالجاذبية العالمية للحرف العربي"، بحسب أبو زهر.
تضيف: "نرسم هذا الحرف على كل شيء، حتى على الطاولات، ويمكن شخصنة أي منتج، بحسب الطلب. فمن يريد هذا الحرف أو ذلك، نلبي طلبه، إن على طاولة أو على وسادة".كما أن هناك مجموعات مختلفة من الطاولات التي تحمل خطوط "ألِفية": المجموعة "القرمزية"، ومجموعة "الطاووس"، ومجموعة "التوت" وغيرها.