: آخر تحديث

القرار الصحيح لا حج بلا تصريح!

1
1
1

محمد بن عيسى الكنعان

أعلنت الجهات المعنية بالمملكة أنه اعتبارًا من يوم الأربعاء 25 شوال 1446هـ الموافق 23 أبريل 2025م سيكون بدء تطبيق منع المقيمين الذين لا يحملون تصاريح من الدخول إلى العاصمة المقدسة (مكة)، وتطبيق الترتيبات والإجراءات المنظمة لحج هذا العام 1446هـ، ويستثنى من ذلك من: (يحمل تصريح حج، ومن لديه تصريح عمل في المشاعر المقدسة صادر من الجهة المختصة، ومن يحمل هوية مقيم صادرة من العاصمة المقدسة). هذا التنظيم المتقن الذي يتبلور في قرار (لا حج بلا تصريح) سينعكس إيجابًا على موسم الحج لهذا العام، ويتوج بالنجاح المعتاد -بإذن الله-.

إن المسؤولية الدينية العظيمة، والتاريخية المتوارثة تُحتم على المملكة وهي الحامية والراعية للحرمين الشريفين أن تُصدر من القوانين والتعليمات، وتتخذ من الإجراءات، أو تطبق من القرارات ما تراه في صالح الحاج ونجاح الحج، دون أدنى اعتبار لأي صوت نشاز يعترض، أو حتى يُعلق على ذلك. فالكلمة الفصل والقرار الفعلي لحكومة المملكة بتوجيه من قيادتها الرشيدة التي شرّفها الله بهذه الرسالة النبيلة، والأمانة الكبيرة. فالمهمة ليست سهلة أو حتى عادية، إنما جسيمة تمارس فيها أعلى درجات الإتقان بإدارة الحشود، وهي خاصية برعت فيها المملكة، وذلك بأن ترعى ملايين من البشر في نطاق جغرافي محدود لأداء مناسك الحج في وقت محدود، وهم يختلفون في لغاتهم، وخلفياتهم الثقافية، وعاداتهم الاجتماعية، بحيث يؤدون حجهم بكل يسر وسهولة، وأمان واطمئنان، وبوجود خدمات كاملة ووافية على مستويات الصحة، والأمن، والنقل، والسكن، والإعاشة، والاتصالات، والإرشاد وغيرها.

لأجل ذلك فإن التقيد بـ(وجود تصريح الحج) من قبل الحاج لا يعني فقط التزامه بالتعليمات السعودية، بل يؤكد حسن نيته، وسلامة قصده، وجديته في أداء هذه الفريضة العمرية التي يشاركه فيها ملايين الناس، جاءوا مُلبين صادقين. أما من يحاول تجاوز التعليمات، أو التحايل على أجهزتنا الأمنية، أو المخالفة بتأشيرات أو إقامات غير صحيحة فإنه لا يخدع إلا نفسه، بل ويُفسد حجه؛ كونه بدأه بالغش والخداع والكذب، بل وسرقة مكان وخدمات هي مخصصة لغيره وفق النسب المقررة لحجاج كل بلد. ناهيك عن أنه يُعرّض حياته للخطر كما حدث مع عدد من المخالفين في حج العام الماضي، فضلًا أنه يُسيء لبلده وأهله بهذا العمل المشهود أمام كل المسلمين، فكل أنظار العالم وليس المسلمين تتجه خلال أيام الحج نحو المملكة العربية السعودية، وتحديدًا المشاعر المقدسة، لمشاهدة أجمل لوحة بشرية، وأعظم تجمع للخير والتقوى وطلب المغفرة والأجر. تجمع صادق ونقي من الرفث والفسوق والجدال.

إن قرار (لا حج بلا تصريح) هو فعلًا قرار صحيح، ومن يؤيد هذا القرار من الشعوب العربية والإسلامية ثق بأنه هو محب للخير وللناس، ويريد نجاح الحج، وسلامة كل المسلمين وعافيتهم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد