عبده الأسمري
تأتي «الأمنيات» لتنقل الإنسان من حيز «الواقع» إلى أفق «المستقبل» متجاوزاً ذكريات «الأمس» ومتجهاً نحو متطلبات «الغد» الساطعة في «سماء» الانتظار» مرتبة مواعيدها على «أسوار» التوقع».
ترتبط الأمنيات بالإنسان منذ طفولته الأولى من خلال مراقبته البريئة ورقابته العفوية على تلك «الأطياف» البشرية التي تحيط به من الإتجاهات الأربعة ممسكاً قبضته على كل «ممتلك» شخصي ورافعاً أصابعه مطالباً بكل أمر تم منحه للغير ومعلناً تألمه أمام كل فرصة فاتت عليه وموزعاً ابتسامته حول كل ما يرضي غروره ويتوافق مع مطلبه.
تكبر «الأمنيات» وتظل في مواءمة ما بين «المعطيات والعطايا» ثم لا يلبث أن يدخل الإنسان في سجال ما بين التوقع والواقع فتأتي موجات «الإحباط» التي تقتضي مواجهة صارمة وهجمات «التوجس» التي تتطلب مجابهة حازمة حتى يدخل «الصراع» الداخلي على خط «التفكير» ليفرض نصيبه «المحتوم» من المكوث في دوائر «الحيرة» حتى تنزل «السكينة» على القلب فتكتمل «الخيرة» بدراً في سماء «الرضا».
تتباين «الفروق الفردية» بين البشر ويمر الإنسان بمحطات عمرية مختلفة متباينة متشكلة تتراءى له في أفق الأزمنة والأمكنة فينجذب إلى تلك «المساحات الآمنة» من الفرح ويمعن في الهروب من «الذكريات المؤلمة» التي تأتيه على أجنحة «الفجائية» أو تباغته في حيز «الغموض» حينها لا بد أن تتدخل «النفس» بشتى مقوماتها لتعلن الخروج من «مأزق» الذكرى والمضي قدماً إلى اهداف الغد مع ضرورة الاستعانة بالأمنيات «المؤجلة» أو «الآجلة» لتبديد زعزعة»الثبات» وتأصيل ضرورة «الإثبات».
الأمنيات «حق مشروع» شريطة وجوده في «الإتجاهات الصائبة» وانطلاقته من «تفكير منطقي» يعتمد على «الوعي» مع ضرورة توافقها مع كل «المعطيات الحياتية» والمعيشية حتى يتمكن الإنسان من المضي قدماً في رحلة «الحصاد» معتمداً على قدرات النفس ومقدرات العيش وسبل التعايش وسط حياة تستوجب «النسيان» وتستدعي «الإصرار» وتحتم «النجاح» رغماً عن «وعورة الخارطة» الموصلة إلى الهدف وصولاً إلى اختصار «المتاهات» في طرق مباشرة تعتمد على التفكير الصائب والتدبير الصحيح اللذان يحققان معادلة «التكافؤ» بين الأماني المستهدفة والحصاد المنتظر.
هنالك من يردد أن القدر موكل بالمنطق وأنا أؤكد أن الهدف مرتبط باليقين تحت ظلال «الأمنيات» التي يضعها الإنسان في مساحة «الفكر» ثم يترجمها في نتائج «العمل» وسط عوائق تقتضي «احترافية» التعامل في اتجاهين رئيسيين: الأول في التأقلم مع المتغيرات والآخر في التعلم من التجارب حتى يستطيع حصد «نقاط» الانتصار والبعد عن الارتداد الذي يؤدي إلى تراجع «مضاعف 6» للخطوات إلى الوراء ويعيد الأهداف إلى مربعاتها الأولى ما يصعب من إعادة المحاولة دون وجود «استعداد» استباقي للتعامل مع «التحديات» المتوقعة أو «العراقيل» المفاجئة ووصولاً إلى تحقيق «الأمنيات» المطلوبة.
لدى كل إنسان أمنيات قد ترافقه لسنوات طويلة، وقد يتنازل عنها في «منتصف الطريق» وقد يحققها في أوله وتبقى العبرة في توظيف «ثقافة» الرضا داخل النفس وفقاً لنتائج «العزيمة» التي وضعتها النفس عنواناً رئيسياً ومصدراً أساسياً لتحقيق «الأمنية» وفق ما تتطلبه «الحياة» من يقين مفروض يسهم في صناعة «الدوافع» وتحقيق «المنافع» واجتياز كل «العواقب» المتوقعة التي تصنع «الإحباط» وتثبط «العزم».
تسهم الأمنيات المعلقة على «أبواب» اليقين في توفير سبل «الضمان» الحتمي للإنسان في صناعة مستقبله شريطة أن يبدأ صياغة «مشاريعه» وفق الإعتراف بالواقع والإنصاف للنفس حتى يحصد «ثمار» التمني بواقع «الطموح» ووقع «المثابرة» مع الابتعاد عن تعميم «تجارب الآخرين» وإسقاطها على الذات والاستناد على قدرات الذات القادرة على تجاوز «أسوار» الإ\انتظار والحالمة باجتياز «عقبات» الإحباط وصولاً إلى حصد ثمار «التمكين» في فصول «النتائج» ومواسم «الاستحقاق».