: آخر تحديث
"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

ثورة جيل: كيف حبلت مصر بانتفاضتها فولدت نظامًا شبيهًا؟

419
507
387

لماذا قام المصريون بثورة عام 2011 كانت حدثًا مفاجئًا وجديدًا في تاريخ البلاد، وماذا تغير بعد نظام جديد أشبه بالقديم... تتناول صحافية غربية عاشت في مصرالإحباط الذي نما داخل الشعب قبل أن يتفجر انتفاضة ميدانية.

إيلاف: تناولت الكاتبة الأميركية راشيل أسبدن في كتابها الجديد "ثورة جيل" ما آلت إليه الثورة المصرية التي انطلقت في يناير من العام 2011 في ميدان التحرير في قلب العاصمة، القاهرة، وكذلك تلك الأسئلة التي فرضها تغير الموقف الفعلي على أرض الواقع في مصر بشأن نوعية التغييرات المحتمل حدوثها في العالم العربي، وعلى نطاق أكبر، بشأن الطابع العشوائي العنيف للسياسة الثورية والاستبدادية.

فك لغزين
حاولت راشيل إيجاد حل لما اعتبرتهما لغزين محيرين، من وجهة نظرها، وهما سر مجازفة المصريين بكل شيء في 2011 عندما قاموا بثورتهم ضد نظام مبارك، وسر عودتهم من جديد لإعادة توليد نظام آخر مماثل لنظام مبارك في يوليو من العام 2013.

دور الشباب في مصر... هل كان كافيًا لإحداث تغيير؟

نوهت بهذا الخصوص صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن كتاب "ثورة جيل" يعد محاولة تهدف إلى حل هذين اللغزين المرتبطين بالطبيعة الجيوسياسية والبشرية.

أضافت الصحيفة أن مؤلفة الكتاب سافرت إلى مصر أول مرة قادمة من إنكلترا في العام 2003، وبدأت توطد علاقتها بالثقافة المصرية المحلية التي أحبتها على ما يبدو من الوهلة الأولى، حيث درست اللغة العربية، وعملت كصحافية، وسعت إلى بذل أقصى ما لديها لفهم وجهة نظر الثوار المصريين، الذين يقتربون منها من الناحية العمرية.

خرق المحظور
بفضل صداقاتها التي كونتها على مدار فترة طويلة في مصر، كان بمقدور راشيل استكشاف أوجه الإحباط التي أدت إلى تولد تلك الأحداث في مصر، خصوصًا أنها لمست القصص الحقيقية لشخصياتها قبل أن تندلع الأحداث في ميدان التحرير عام 2011.

ورغم حبها الواضح لشخصياتها، إلا أنها لم تتردد في ذكر عيوبهم أيضًا. وواحدة من الشخصيات المفاجئة بالكتاب هي أمل، تلك الفتاة التي خرقت كل المحظورات، وقررت ترك أسرتها وقريتها، لتعيش بمفردها في القاهرة، وبعد بعض التحولات في حياتها بين اتهامات، اعتقال ومواجهات مع أسرتها، قررت الزواج من أجنبي، وتجهيز نفسها للسفر خارج مصر في الأخير. 

لفتت هنا "نيويورك تايمز" إلى أن سرد راشيل في الكتاب يتسم بالروعة، إنما لم يكن بالدهاء، فضلًا عن أنها تواجه بأمانة وضعيتها الغريبة وسذاجة الوافدين الجدد، غير أن نثرها قد يكون عذبًا بشكل محبط.

سعي إلى التوازن
ومضت "نيويورك تايمز" تشير إلى أن قوة الكتاب الكبرى تكمن في وصفه لمجموعة الصراعات الخاصة بالشخصيات الواردة فيه، كصراعاتهم مع الدين، العائلة، الصداقات والجنس. وقد نجحت راشيل في تقديم أحاديث إلى القراء عن موضوعات وجودية تكشف عن الشخصية، مثل الإسلام، العذرية وأحلام الزواج الرومانسية.

تصف راشيل المصريين في كتابها بأنهم أناس متطورون يحاولون إحداث توازن بين الدين، العائلة، الطموح والسعادة الشخصية في مواجهة الضرورات الأوسع في النطاق للقادة الاستبداديين. وواصلت الصحيفة بقولها إن الكتاب يُشكِّل تاريخًا اجتماعيًا مميزًا لأمراض مصر المستمرة، كما إنه يعتبر قصة عالمية عن صعوبة تغيير المواقف المجتمعية الراسخة بشكل عميق. 

إضافة إلى ذلك، فإن دراسات الشخصيات الخاصة بالكتاب تشير إلى استنتاج واحد: وهو أن المصريين الثوريين سعوا إلى إحداث تغيير جذري فقط في الممر الضيق لعلاقتهم بالحكومة والشرطة. وختمت "نيويورك تايمز" بقولها إن الكتاب يوصف على أنه كتاب عن الشباب، أو كما يقول عنوانه الفرعي، إنه عن "الخط الأمامي بين التقاليد والتغيير في الشرق الأوسط".

أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الرابط الأصلي أدناه:
https://www.nytimes.com/2017/02/06/books/review/generation-revolution-rachel-aspden.htm


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات