إيلاف من أصيلة: بمبادرة من منتدى أصيلة في المغرب احتفى أدباء ومترجمون عرب و مستشرقون مختصون بالأدب العربي من أوربا واليابان بمرور عشرين عاماً على صدور مجلة "بانيبال" المتخصصة بترجمة الأدب العربي للغة الانكليزية.
الحفل استمر طوال يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر تموز الجاري في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة أصيلة، بواقع أربع جلسات صباحية ومسائية شارك فيها كل من رئيس منتدى أصيلة وزير الثقافة السابق محمد بن عيسى وصموئيل شمعون رئيس تحرير مجلة "بانبيبال" والروائي المغربي أحمد المديني والمستشرق استاذ العربية والتاريخ والحضارة الاسلامية سابقا في جامعة برن، والروائي التونسي حسونة المصباحي أستاذ الأدب العربي والمترجمة اليابانية كاورو ياماموتوو استاذ الدراسات الأدبية المقارنة في جامعة ريتشموند وليد حمارنة. والروائي العراقي فاضل العزاوي والمؤرخ والكاتب روبرت أروين من جامعة أكسفورد، والشاعر التونسي خالد النجار واستاذة علم الاجتماع في جامعة بن زهر المغربية لطيفة باقا والمترجم من العربية للانكليزية جوناثان رايت والكاتب والمترجم الألماني شتيفان فايندر والروائي والقاص المغربي اسماعيل غزالي ومسؤولة النشر في مجلة بانينبال مارغريت أوبانك.
في جلسة الصباح الأولى التي كانت برئاسة الناقد والباحث المغربي شرف الدين ماجدولين تحدث رئيس منتدى أصيلة محمد عيسى عن أهمية الترجمة من و الى العربية مباركاً لمؤسسي المجلة مارغريت أوبانك وصموئيل شمعون جهدهما الكبير ومثابرتهما على مواصلة أصدار مجلة بانبيبال في لندن قبل عشرين عاماً بامكانيات متواضعة وحين صدر العدد الأول لم يكونا يفكران بالعدد الثاني. وتحدث عن مشقة التحضير لكل عدد خاصة حين لم تكن غالبية الكتاب العرب تستخدم الكمبيوتر بل يرسلون نصوصهم عبر البريد أو الفاكس.
واستشهد بقول للمترجم الالماني شتيفان فايندر بأن بانيبال هي مجلة عربي تصدر باللغة الانكليزية.
وأشار الى أن الاهتمام الاوربي بالأدب العربي لم يكن كبيرأ قبل حادثة الحادي عشر من أيلول 2001 فبعد أن كانا يجدان صعوبة في أيصال نسخ الأعداد الأولى الى المسؤساا والجامعات الانكليزية صارت تلك المؤسسات تأتي لهما طالبة الحصول على نسخ منها.
وقدم أحمد المديني لقطات استعادية بلغة شاعرية لحياة وتحولات صموئيل شمعون منذ باريس حتى استقراره في لندن نالت استحسان الجميع.
المترجم هارترموت فيندرش تحدث على أهمية الترجمة من وجهة نظر روائية قبل أن يعود بالذاكرة الى عصر الملك الاشوري آشور بانيبال مؤسس أكبر واقدم مكتبة بالتأريخ. وقال إن تعدد الثقافات هو مسرح عمل المترجم، داعياُ الى الترجمة واجلال مكانة المترجم.
كذلك قرأ الروائي حسونة المصباحي تحية لذكرى تأسيس بانيبال من خلال نص استعادي للذكريات مع صموئيل شمعون وتنقلاته بين اكثر من مكان حتى تأسيس بانيبال بصحبة زوجته مارغريت أوبانك.
المترجم الادرني وليد حمارنة تحدث عن التحديات التي تواجهها بانيبال من وجهة نظر أكاديمية ودعا "بانيبال" لاكون أكثر احترافية، والتوسع خارج المملكة المتحدة والاهتمام بالمترجمين الشباب.
الروائي العراقي وعضو هبئة تحرير مجلة بانيبال أشار إلى انقراض المجلات الأدبية في العالم العربي في وقت تصر فيه بانيبال على مواصة الصدور. ودعا الى أن تتحول بانيبال الى مؤسسة وهي جديرة بذلك.
وقد ترأس العزاوي الجلسات المسائية.
من جانبه، دعا المترجم والكاتب البريطاني روبرت إيروين الى ضرورة أخراج الأدب من الخزانة الأكاديمية، وحذر من اتجاه بعض المؤلفين العرب بنفس غربي.
الشاعر التونسي خالد النجار رفيق درب صموئيل شمعون قدم نصاً عن علاقته بصديقه وتحولاته الغريبة ومغامراته حول العالم قبل أن اصدار مجلة بانيبال. وفي ختام الجلسات تحدثت مارغريت أوبانك مؤسسة -مشاركة- مجلة بانيبال حول قصة ولادة بانيبال والأيام الأولى لها صار عمرها اليوم عشرين عاما. وقالت أن المجلة نشرت أكثر من نص لمؤلفين عرب باللغة الانكليزية. وبينت أن أهمية بانيبال تكمن في أن المتلقي الانكليزي بحاجة الى مجلة ليست مهتمة بالجانب الأكاديمي البحت.
يذكر أن مجلة "بانيبال" المجلة الوحيدة المختصة بترجمة الأدب العربي للأنكليزية تأسست عام 1998 من قبل كل من مارغربت أوبانك وصموئيل شمعون ومازلا يصدرانها بجهود ذاتية منذ 20 عاماً.