هيفاء صفوق
- هل توجد لغة مشتركة بين الأرواح؟
- هناك من يعتقد ذلك وهناك من ينفي ذلك تماماً، من يعتقد بوجود فعلاً لغة مشتركة مع بعض الأرواح خاصة بمن تشعر معهم بالألفة والمحبة والقرب، على الرغم من أنه لا توجد صلة فعلية ومباشرة، ورغم ذلك يكرر البعض شعوره تجاه الآخر بالمعرفة المسبقة.
- البعض قد يقول لقد رأيت هذا سابقاً لكن لا يتذكر أين، ويبرر البعض أن هناك أرواحاً تألف بعضها البعض وتشعر بها وكأنها فعلاً قريبة جداً منها، رغم عدم المعرفة، وعندما يتم التعارف والتقارب يكتشفان أن هناك سمات مشتركة مع بعضهما؛ مما يثري هذه العلاقات الإنسانية مزيداُ من الرقي والتناغم والتكامل.
- البعض ينفي ذلك نهائياً ويستند إلى أن الطبيعة البشرية مبرمجة منذ صغرها على برمجيات وقناعات عديدة حول الحياة والأشخاص، لذا طبيعي أن يشعر الإنسان بقربه من أحد ما أو العكس يشعر بالنفور دون سبب واضح؛ لأنه يعتمد على العقل اللاواعي المبرمج سابقاً، ما يؤمن به يشعر معه بالارتياح والانجذاب، وما يعتقد أنه سيء في معتقداته سيسقطه حتماً على سمات معينة في بعض البشر.
- عندما نبحر بالسؤال هل توجد لغة مشتركة بين الأرواح؟ الجواب الطبيعي نعم توجد لغة مشتركة ليس فقط بين الأرواح بل هناك لغة مشتركة مع كل شيء من حولنا مع الطيور والأشجار والأماكن والمدن.. نعم هذه طبيعة أوجدها الله - عز وجل - في الإنسان، هذه اللغة ليست لغة مخاطبة بل هي أحاسيس ومشاعر داخلية تفهمها النفس البشرية وتترجمها إلى معانٍ ومعرفة داخلية كانجذاب الفنان للوحة، يصبح هناك شيء مشترك بالإحساس بجمال وألوان هذه اللوحة وأبعادها النفسية وطريقة كيفية ضرب الفرشاة على تلك اللوحة بخفة أو بشدة، وقد تثير هذه للوحة مشاعر من الفرح وقد تثير عكس ذلك، وربما تظهر صور في المخيلة تشبه الريف بطبيعته الغناء، وربما تلهم هذه اللوحة بموقف أو ظروف معينة لها نفس الانطباع بالمعنى والإحساس.
- هي لغة الأحاسيس والمشاعر المصاحبة لكل فرد حسب خلفيته الشخصية والثقافية والروحية أيضاً، وهذا لا ينطبق على الجميع في الاستطاعة بمعرفة اللغة الروحية أو الحسية.
- هناك أيضاً مَن يجيد هذه اللغة الحسية عن طريق الإلهام أو الخيال، فيتذوق العديد من بحور المعاني اللا محدودة بالمنطق، بل يُتهم أصحابها بالجنون أحياناً، ونحن ندرك أن بوابة الخيال مساحة واسعة لا حدود لها تسمح بأن يعبر من خلالها العديد من الصور والأحاسيس عبر مر العصور وليس زمناً واحداً، وكما هي بوابة الإلهام التي تغمر صاحبها بالعديد من الفتوحات الحسية والمعنوية فتلهمه بشيء ما بقصة أو عبارة أو إحساس، هذا يوضح قدرة الإنسان الفعلية على معرفة اللغة الحسية بين الأرواح.
- إذاً هناك لغة مشتركة حسية ومعنوية بين كل شيء وعمق لا تترجمه الكلمات أو حتى المنطق وكأنه خارج صندوق الواقع، نجد من يجيد ذلك بقوة في الأرواح الشفافة من يتسم بعضها بهذه الهبة، وأيضاً يجيدها بعض الروائيين والموسيقيين والرسامين كبحر واسع لا حدود له.
- وهناك تباين بين لغة الروح ولغة المادة، فلغة المادة محدودة بالمنطق والواقعية، بينما لغة الروح لا حدود لها تبحر في هذا الكون الواسع.
إضاءة:
تآلف الأرواح هي بوابة عبور للتناغم والتكامل.

