: آخر تحديث

زعلان غادر المجموعة

2
2
2

في إحدى المناسبات التي حضرها عدد من الشخصيات المشهورة، وبطلب من عريف المناسبة صعد رجلٌ مُسِنٌّ متقاعد إلى المنصة مستندًا على عكازه وجلس على مقعده بهدوء، سأله مُقدّم الحفل بعد المقدمة عن الرجل: هل ما زلت تذهب إلى الطبيب كثيراً؟ أجاب الرجل: نعم أذهب كثيرًا، قال المُقدّم: ولماذا؟ قال الرجل مبتسماً: لأن على المرضى أن يزوروا الطبيب حتى يبقى الطبيب على قيد الحياة، فضحك الحضور وصفقوا لكلامه الطريف، ثم سأله المقدم: وهل تذهب أيضًا إلى الصيدلي بعد ذلك؟ قال الرجل: بالطبع، فالصيدلي أيضًا يحتاج أن يعيش، فزاد تصفيق الحاضرين وضحكهم، ثم سأله: وهل تتناول الأدوية التي يعطيك إياها الصيدلي؟ قال الرجل: لا، كثيرًا ما أرميها، لأنني أنا أيضاً أريد أن أبقى حيا، فضجّ الجمهور بالضحك والتصفيق، وفي نهاية المقابلة قال المقدم: شكرًا لحضورك هذا اللقاء، فردّ الرجل قائلًا: سُررتُ بذلك، فأنا أعلم أنك أنت أيضًا تريد أن تعيش، فانفجر الجمهور ضحكًا وتصفيقًا مرّة أخرى، ثم سأله المقدم سؤالاً أخيراً: هل ما زلت نشيطًا في مجموعات الواتساب؟ فأجاب الرجل: نعم، أرسل الرسائل من وقت لآخر، لأني أريد أن أبقى على قيد الحياة، فلو لم أفعل لظنّوا أنني قد متّ، وسيقوم مدير القروب والمجموعة بحذفي منها، فأنا أريد أن أبقى على قيد الحياة، والجميع بكل تأكيد يريد أن يعيش، صفق الجميع بحرارة بالغة قاطعهم سؤال المقدم للرجل، هل من نصيحة للذين صفقوا لك؟

قال: نعم، أقول لا تنسوا أن تبتسموا وتتواصلوا مع من تحبون، وتُرسلوا لهم رسائل وردود، ابقَوا على تواصل، وذكّروا الناس أنكم ما زلتم أحياء وسعداء وبصحة جيدة نفسيًا وجسديًا، ليفرح أحبابكم.. أنتهى، أنا كاتب هذا المقال المقتبس أعلاه من الواتساب ولا ادري من كاتبه الأصلي، اتفق مع الرجل في كل إجابته، ولكن المشكلة في الواتساب وأسوأ ما فيه ومحادثاته الكتابية، لا يوجد فيها نبرة صوت ولا لمعة عين ولا تعابير وجه، تتمدد الكلمات لتسبح في بحر مكتوب لم يُقصد ومقصود لم يُفهم، فتبدو أقسى بكثير مما هي عليه في الواقع، لتتحول الحروف الصماء من سوء فهم إلى خصام وأحياناً إلى فراق، خاصة عندما يكون النقاش والحوار في مجال رياضي "كرة قدم"، حيث تتناطح الانتماءات ويتعاكس الميول وتتصارع الآراء، فكل واحد يريد أن يصيح على ليلاه، وكم كلمات كتبها المتعصب في الواتس مستعجلاً مليئة بالأخطاء الإملائية وسوء الفهم وعدم معرفة القصد، فكانت النتيجة فلان غادر المجموعة زعلان، شخصياً حدث لي مثل ما حدث لغيري من مغادرة.

تدوينة: يقول خبير في علم الذات: الأفكار السلبية هي القيود التي تربطك، إذا لم تتحكم بها، فإنها ستتحكم بك. فكل فكرة سلبية هي بذرة تزرع الفشل في عقلك، وكل فكرة إيجابية هي خطوة نحو النجاح، لذلك تعلم كيف تختار أفكارك بعناية، فهي التي تشكل واقعك.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد