صلاح سالم في كتابه "كهف التأسلم" يتناول مفهوم التأسلم من منظور نقدي، حيث يسعى لفهم كيف يمكن أن تؤثر الأفكار الإسلامية على المجتمع والسياسة. يطرح سالم عدة نقاط رئيسة تتعلق بكيفية التأسلم منها العودة إلى الجذور للتأكيد على أهمية العودة إلى النصوص الإسلامية الأصلية لفهم القيم والمبادئ.
الدعوة إلى إصلاح المجتمعات الإسلامية يجب أن تتم من خلال تطبيق القيم الإسلامية على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب ضرورة التفاعل مع التغيرات المعاصرة دون التخلي عن الهوية الإسلامية، وتشجيع النقد الذاتي للأفكار السائدة في المجتمع الإسلامي، مما يساعد على تطوير الفكر الإسلامي. كذلك الاعتراف بالتنوع الفكري داخل العالم الإسلامي، وأهمية الحوار بين مختلف الاتجاهات.
تتناول هذه النقاط في كيفية التأسلم كعملية ديناميكية تتطلب الفهم والتكيف مع الظروف المعاصرة، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية. حيث يواجه التأسلم في العصر الحديث تحديات عدَّة بارزة، منها انتشار أفكار متطرفة تؤدي إلى صراعات داخلية وخارجية، مما يشوه صورة الإسلام، إلى جانب التأثيرات الثقافية والاقتصادية للعولمة التي قد تؤدي إلى تآكل الهويات الإسلامية، كما أن ارتفاع مستويات الفقر والجهل في بعض المجتمعات الإسلامية يعوق جهود التأسلم ويعزز من الانقسام. كما يلعب استخدام التقنية لنشر أفكار متطرفة أو مضللة دوراً هاماً، مما يزيد من الانقسامات.
من جانبها، فإنَّ التحديات السياسية القمعية قد تعيق الحركات الإسلامية وتحد من حرية التعبير، ومواجهة التحولات الثقافية كمواجهة تيارات ثقافية جديدة قد تتعارض مع القيم الإسلامية التقليدية. أما في اتجاه الانقسام الداخلي، فالخلافات بين الفرق والمذاهب داخل الإسلام تؤدي إلى ضعف الوحدة.
هذه التحديات تتطلب استجابة فكرية وسياسية فاعلة للحفاظ على الهوية الإسلامية وتعزيز التفاهم والتسامح.
ولقياس فاعلية البرامج التعليمية المشتركة في مكافحة التطرف، يمكن اتباع عدة مؤشرات وأساليب، منها: تقييم النتائج الأكاديمية عبر قياس تحصيل الطلاب في المواد المتعلقة بالقيم الإنسانية والتسامح. ثانيًا استطلاعات الرأي كإجراء استطلاعات قبل وبعد البرنامج لقياس تغيير الآراء والمواقف تجاه التطرف. بالإضافة إلى متابعة السلوكيات، وهي تعتمد على مراقبة السلوكيات الاجتماعية للطلاب ومدى تأثير البرنامج على ممارساتهم اليومية.
من المهم تحليل النقاشات، حيث أن تقييم النقاشات والمناقشات التي تحدث في الصفوف حول مواضيع التطرف والتسامح تساهم في مكافحة التطرف، علمًا أنَّ جمع شهادات وآراء المشاركين حول مدى تأثير البرنامج على فهمهم للقيم الإسلامية المعتدلة ضرورة، مما يؤدي إلى متابعة انخراط الطلاب في الأنشطة المجتمعية التي تعزز التسامح والتعاون. كذلك، متابعة مدى انخراط الطلاب في الأنشطة المجتمعية التي تعزز من التسامح والتعاون، وبالتأكيد من المهم تقييم الشراكات مع المنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلة في تنفيذ البرامج، علمًا أنَّ المؤشرات السلوكية تقوم على رصد أي تغيير في سلوكيات التطرف أو الانخراط في الأنشطة المتطرفة بعد البرنامج.
من خلال هذه الأساليب، يمكن قياس فاعلية البرامج التعليمية المشتركة وتحديد مدى تأثيرها في مكافحة التطرف.
بناءً على البحث في النتائج المقدمة، أبرز الأفكار التي يطرحها صلاح سالم في كتاب "كهف المتأسلم" هي: نقد الدولة الإسلامية والصحوة الإرهابية التي جعلت المسلمين أصحاب الحظ الأوفر في العمليات الإجرامية الأشد بشاعة في العالم، مما استجلب عداء العالم كله. وانتقاد الإخوان المسلمين والوهابية، واعتبارهم "الإخوان الوهابية"، وتشكيك مفهوم "الدولة الإسلامية" والنظام الحكم في الإسلام، بالتأكيد على أهمية تأسيس ثقافي للقيم الإنسانية، وانتقاد الفكر الذي يرى أن غير المسلم ليس له خلق بالضرورة. طرح أفكار حول مفهوم القيم وتطورها من القيم الذاتية إلى القيم الإنسانية، ونقد الفكر الذي يغش القيم. إلى جانب إثارة جدل ثقافي حول قضايا مختلفة كالحجاب والنقاب، وتناول الكحول لفتوى التكفير لعلي جمعة.