: آخر تحديث

أميركا وإيران: استسلام أم حرب؟

2
2
2

بعد 48 ساعة من تسلم رسالة ترامب من قبل السلطات الإيرانية، وبينما اللجان الثلاثة التي شكلت لقراءة وتحليل وكتابة الرد على رسالة أميركا، جاء استعراض القوة الأميركية لتدمير مراكز القيادة ومقرات الحوثيين في اليمن، يعني الرسالة بين أيديكم والنار أمامكم، ذلك مختصر الدلالة في الحوار الأميركي مع إيران.

يبدو أن المنهج الأميركي ثابت في التعامل مع دول الشرق "المارقة" كما يصفونها، فكان سلف ترامب الرئيس بوش الأب، وقبل 34 سنة أرسل رسالة بذات المحتوى من تهديد إلى الرئيس العراقي صدام حسين بخصوص الانسحاب من الكويت، لكن طارق عزيز وزير خارجية العراق رفض استلامها من الوزير الأميركي جيمس بيكر لما تتضمن من تهديد مباشر لصدام، وتركت الرسالة في أمانات فندق الكونتننتال في مدينة جنيف السويسرية يوم 9 كانون الثاني (يناير) 1991!

إقرأ أيضاً: الخوف من المستقبل!؟

المفاوض الإيراني أكثر مرونة سياسية من العراقي حينذاك، فقد تسلمت إيران الرسالة، وأصبحت في موقف لا تحسد عليه، فهي بين نارين، إما الاستسلام وخلع أنيابها وأظافرها بإفراغها من أسلحتها وجعلها بحالة استسلام وهشاشة مثل حال ليبيا القذافي، أو خيار الحرب وتدمير الأسلحة ومشروع النووي وأركاعها كما حدث لنظام صدام قبل الاحتلال؟

إقرأ أيضاً: ترامب يؤسس لصناعة إرهاب عالمي جديد!؟

لكن يبقى النظر إلى إيران يستدعي منظوراً خاصاً؛ إيران دولة كبيرة وعندها قدرات مخبوءة عديدة، يمكن أن تقاوم في حال فرضت الحرب عليها، كذلك تحتفظ بعلاقات مصالح مع روسيا والصين وهي دول عظمى، ولا يمكن لأميركا أن تتجاهل ذلك دون استئذان هذين الدولتين في حال شنت حرباً كاملة الأهداف، أي تنتهي بإسقاط النظام الإيراني، وتلك مجازفة وربما تكون حماقة يقدم عليها ترامب وإدارته في حرب لا تعرف نهايتها أو تطوراتها، الأمر الذي يجعل الاحتمالات تركز على أن التهديد الأميركي إذا لم ينته عند طاولة المفاوضات، سينتهي بضربات توجه للمفاعلات النووية ومعامل تصنيع الصواريخ، احتمالات مفتوحة على أحداث وتطورات نوعية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.