إيلاف من الرباط : يستعد المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025 للمرة الثانية في تاريخه، بعد اختياره من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كبلد مضيف. هذا القرار، الذي صدر بناءً على بيان رسمي للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم ( كاف) اليوم السبت، يُبرز الثقة الكبيرة في قدرات المملكة على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، ويُعيد التأكيد على موقعها الريادي على الساحة الرياضية الإفريقية والدولية.
البنية التحتية الرياضية: ركيزة التفوق المغربي
لطالما استثمر المغرب في تطوير بنيته التحتية الرياضية، حيث أنشأ ملاعب حديثة تُواكب المعايير الدولية، مثل ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء وملعب مولاي عبد الله بالرباط وملعب ابن بطوطة بطنجة. هذه المنشآت، المدعومة بمرافق تدريبية متطورة وشبكة لوجستية متكاملة، تجعل المغرب في طليعة البلدان الإفريقية القادرة على استضافة بطولات ذات طابع عالمي.
وعلى مدار السنوات الماضية، لم تقتصر الجهود المغربية على تحديث الملاعب فقط، بل شملت تطوير بنية تحتية شاملة تشمل وسائل النقل، الإقامة، والخدمات اللوجستية، ما يضمن تجربة مثالية للفرق والجماهير.
خبرة تنظيمية معترف بها
استضافة المغرب لبطولات رياضية كبرى مثل كأس العالم للأندية 2023 وكأس أمم إفريقيا للسيدات 2022 أثبتت كفاءة المملكة في تنظيم تظاهرات رياضية على أعلى مستوى. وقد حظيت هذه الفعاليات بإشادة المنظمات الرياضية العالمية بفضل الحرفية العالية والالتزام بتقديم تجربة استثنائية لجميع الأطراف المعنية، من لاعبين ومشجعين وإعلاميين.
دعم جماهيري وحماس وطني
ما يميز المغرب عن غيره من الدول ليس فقط البنية التحتية المتطورة أو الخبرة التنظيمية، بل أيضًا شغف الشعب المغربي بكرة القدم. فمن الملاعب الممتلئة عن آخرها في جميع البطولات، إلى دعم "أسود الأطلس" في المحافل الدولية، يبرهن الجمهور المغربي مرارًا على كونه جزءًا لا يتجزأ من نجاح أي تظاهرة رياضية تُقام على أرض المملكة.
إرث رياضي ممتد
اختيار المغرب لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025 يحمل بُعدًا رمزيًا كبيرًا، حيث تعود البطولة إلى المملكة بعد 37 عامًا من تنظيمها لأول مرة في 1988. هذا الحدث التاريخي يُظهر تطور كرة القدم المغربية والإفريقية على حد سواء، ويؤكد التزام المغرب بالارتقاء بالرياضة كوسيلة لتعزيز الوحدة الإفريقية.
رؤية ملكية ونهج استراتيجي
يرتكز نجاح المغرب في استضافة الأحداث الكبرى على رؤية ملكية واضحة تُولي أهمية خاصة للرياضة كقاطرة للتنمية. فقد وجه الملك محمد السادس، من خلال استراتيجيات متعددة، نحو تحسين قطاع الرياضة وتعزيز صورة المملكة كوجهة رياضية دولية. كما يتضح هذا الالتزام في مشاريع البنية التحتية الكبرى والسياسات الداعمة للرياضة.
رسالة إلى العالم
استضافة المغرب لكأس إفريقيا للأمم 2025 ليست مجرد حدث رياضي، بل هي رسالة واضحة للعالم بأن القارة الإفريقية قادرة على تنظيم فعاليات تضاهي نظيراتها العالمية. والمغرب، برؤيته الطموحة وإمكانياته المتطورة، يُقدم نموذجًا يُحتذى به لدول القارة في مجال إدارة وتطوير الرياضة.
نحو مستقبل مشرق
مع اقتراب موعد البطولة، تُشير جميع المؤشرات إلى أن المغرب على أتم الاستعداد لتقديم نسخة استثنائية من كأس إفريقيا للأمم. من بنية تحتية عالمية وخبرة تنظيمية متميزة، إلى جمهور شغوف ودعم مؤسسي قوي، يُثبت المغرب مرة أخرى أنه ليس فقط بلدًا مضيفًا، بل شريكًا في صناعة مستقبل كرة القدم الإفريقية.