: آخر تحديث

ما لا يدركه جنرالات إسرائيل!!

35
40
40
مواضيع ذات صلة

المفترض ألّا ينتدب الإسرائيليون جنرالاً سابقاً ليتحدث بإسمهم أو يفاوض الفلسطينيين نيابة عنهم فهؤلاء لا زالوا لم يدركوا أن عالم اليوم هو غير عالم الأمس وأنّ هذه الدولة الإسرائيلية التي أنشئت بعد الإنتداب البريطاني على فلسطين في عام 1948 ليست هي الدولة القائمة الآن والتي باتت لها سفارات في عدد من الدول العربية والحقيقة أنه كان من الممكن أنْ يفشل المشروع الصهيوني في فلسطين كما فشل المشروع الإستعماري والإستيطاني الفرنسي في الجزائر لو لم تتوفر له معطيات الحرب العالمية الثانية.

إنه لم تعد هناك ضرورة للتعاطي مع هذا الواقع الحالي على أساس واقع الحرب العالمية الثانية فإسرائيل التي حُشرت في "حلق" هذه المنطقة حشراً باتت دولة قائمة وإنه عليها كدولة كانت قد قامت في مؤامرة.. أو لعبة دولية لا فرق أن تدرك أنه لا يمكن أن تبقى على ما كانت قد قامت عليه وأنّ هناك شعباً هو الشعب الفلسطيني من حقه أن تكون له دولته المستقلة على حدود عام 1967.

ومشكلة بعض الجنرالات الإسرائيليين، الذين لم يدركوا أن هذه الدولة، أي دولتهم، لم تقم لا بسيوفهم ولا برصاص بنادقهم وإنما بـ "مؤامرة" دولية، أنهم يظنون أنهم قادرون على الإستمرار بالتحكم بواقع هذه المنطقة على أساس حرب عام 1948 وحرب عام 1967 وأن الأمور ستبقى على ما كانت عليه بعد هاتين الحربين وهكذا ولأنهم لم يدركوا أنّ عالم اليوم هو غير عالم الأمس فإنهم بقوا يدورون حول أنفسهم في دائرة مغلقة.

إنّ هؤلاء لم يدركوا معنى أنْ تكون لإسرائيل هذه سفارات في العديد من الدول العربية وأنهم قد ظنوا أنّ هذه السفارات تعني تمدداً إحتلالياًّ "صهيونيا" في هذه المنطقة وأنّ وجود سفارات عربية في هذه الدولة الإسرائيلية لا يعني أن دولتهم قد أصبحت دولة شرق أوسطية وأنه عليها ما على دول هذه المنطقة وأن تلتزم بما تلتزم به هذه الدول.. وإنّ ما مضى.. قد مضى وأنّ هناك واقعاً جديداً يفرض أن تكون هناك دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية وعاصمتها القدس الشرقية في حين أن عاصمة الإسرائيليين هي القدس الغربية.

ثم والمفترض أن يدرك الإسرائيليون الذين في رؤوسهم عقولاً أنّ هؤلاء الجنرالات الذين يغردون في واد غير هذا الوادي الذي بات يجمعهم بالفلسطينيين الذين من حقهم أن تكون لهم دولتهم الوطنية إلى جانب الدولة الإسرائيلية التي يجب أن يدرك "أهلها" أنه لا بقاء لها ما لم تقم الدولة الفلسطينية المنشودة إلى جانب دولتهم التي يجب أن تكون على حدود عام 1948 .. وعام 1967.. وهذه مسائل من المفترض أنها باتت معروفة ومحسومة وإلّا فإن ذلك الصراع التناحري سيبقى مستمراً لحقبٍ وسنوات طويلة!!.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي