الاليغاريكية او اولغارشيا (Oligarchy) هي حكم الأقلية وخاصة الغنية منهم وهي سلطة سياسية تسمح لعدد قليل جدًّا من الأشخاص أو الأسر أو الشركات بتسلّم الحكم.
إذ يمتلك هؤلاء الأوليغارشيين قوّة كافية لوضع سياسات خاصة تمكّنهم من حكم المجتمع بما يناسبهم وكما يحلو لهم. مستغلة فقر وجهل العامة وممتطية ظهر بعض الإعلامين والنشطاء المهمشين والباحثين عن بعض المال والسلطة.
يحافظ الأوليغارشيون على مناصبهم وقوّتهم من خلال تقوية علاقاتهم ببعض وقد بدأ هذا الحكم واستمرّ بشكل وراثي حيث يتم التمييز للقادة على أساس الوضع الاقتصادي وتحالف مع رجال الدّين والقرابة أو المكانة ليقودوا المجتمع ولا يسمحون لغيرهم بالتّعدي على مصالحهم.
سيطرة هذه الطبقة لتصبح هي الطبقة الحاكمة على كل شيء من السياسات وسَنّ التشريعات ووصولًا إلى القوانين، وينتهي الأمر في تنفيذ كل ما يصبّ في مصلحة هذه الطبقة وجنيهم لثروات هائلة تفوق مكاسب الطبقة العاملة بدرجات كبيرة.
ومع الوقت والفرص يكتسب هولاء خبرة ويصبح من الصعب إبعادهم عن السلطة، مما يسبب فجوة بينهم وبين الناس ويقومون بمنع وجهات النظر الجديدة والاقتراحات والتنويع، حتى يتمكنوا من احتكار السلع واستيرادها وتحديد الأسعار واقتصار إمداد بعض المواد عليهم فقط، مما ينجم عنه عدم المساواة وعدم العدالة.
تاريخيا يرجع حكم اولغارشيا إلى عام 600 عام قبل الميلاد، عندما حكم مدينتي سبارتا وأثينا نخبة من الارستقراطيين المثقفين. وفي القرن الرابع عشر؛ خضعت مدينة فينيسا لسيطرة النبلاء الأثرياء هم الأرستقراطيون. في الآونة الأخيرة ظهرت هذه الطبقة في جنوب إفريقيا تحت حكم الفصل العنصري الأبيض حتى عام 1994، وهو ما كان خير مثال على الاوليغارشية العنصرية.
نحث عالِم الاجتماع الألماني روبرت ميشيل مصطلح اولغارشيا ودافع عنه معللا بضرورة وجود مجموعة محدودة من الأفراد في مركز القيادة حتى يتمكنوا من توجيه وتنفيذ الأوامر بحكمة وكفاءة وإنجاز الأمور من خلال طاقم إداري، بغض النظر عن العدالة في اختيار الحكّام بين أفراد المجتمع أو عدم المساواة والتحيّز.
ويرى ربورت ميشيل ان مبرر حكم الاقلية ان السلطة مقرونة فقط بفريق القيادة، بدلًا من إشراك الجميع في اتخاذ القرارت، وهذا شيء جيد لأن إشراك الشعب في ذلك يؤدي إلى صعوبة اتخاذ قرار معين ويبقي لأفراد المجتمع المشاركة في الأنشطة والأعمال بينما اتخاذ القرار يكون بيد السلطة القليلة الحاكمة. و يرى ميشيل أيضا أن الاوليغارشية تحافظ على نظام سياسي معيّن.
لم تنته اولغارشيا حتى يومنا هذا فهي ما زلت موجودة في بعض الدول النامية وحتى امريكا وروسيا وبشكل اقل في الصين .