: آخر تحديث

اللاجئ السوري

66
70
67

يتحدث السيد ستيفان كورتز رئيس وزراء الحكومة النمساوية. الشاب اللامع المعبر عن ليبرالية متوحشة تريد تجديد نفسها.

يتحدث في فيديو مختصر نشره على صفحته على الفيسبوك: انه يجب على اوروبا والنمسا دعم اليونان في مواجهة اللاجئين على حدودها مع تركيا. وان ما حدث من تدفق للاجئين عام 2015 يجب الا يتكرر. كما صرح بذلك وزير الداخلية الالماني. من جهته السيد كورتز يحمل اردوغان مسؤولية ذلك ويجب الضغط على اردوغان من اجل ابقاء اللاجئين في تركيا.

هذا مختصر لحديثه بحكم المانيتي الضعيفة. قمت بتعليق بسيط على حديثه. قلت فيه انكم يجب ان تتخذوا خطوة باتجاه وقف مجازر بوتين والاسد وخامنئي في سورية. فلن يكون هنالك ازمة لاجئين سوريين. إذا كان اردوغان يتاجر باللاجئين. فأنتم تدعمون القاتل وتدعمون سبب اقتلاع السوريين من اراضهم. تدعمون الجريمة الاسدية البوتينية. اتت اكثرية الردود على تعليقي من مواطنين نمساويين. منهم من تفاعل ايجابا.

ومنهم من تحدث عن ان بوتين والاسد أفضل من داعش.  بمعنى يجب ان تستمر المقتلة، ويجب على اردوغان ان يحمي حدود اوروبا من تدفق اللاجئين. طبعا دون ان أنسى ان حكومة النمسا اليمينية، ورموز اليمين النمساوي علاقتهم الوطيدة مع بوتين والاسد وخامنئي. منذ اقل من ثلاثة اسابيع كان هنالك وفدا نمساويا في طهران، رغم الكورونا! حيث لم تمض سنة بعد على فضيحة الفيديو المسرب!

بعد ظهور نائب المستشار النمساوي في مقطع فيديو مع امرأة قالت إنها من أقارب رجل أعمال روسي نافذ وهو يعرض منح عقود حكومية. واستقال هاينز كريستيان شتراخه نائب المستشار النمساوى وزعيم حزب الحرية اليمينى المتطرف، من المنصبين بعدما نشرت جهتان ألمانيتان إخباريتان المقطع، واعترف شتراخه بأن الفيديو "كارثي".

ما اردت قوله من ايراد هذا الحوار، ان المستوى السياسي الاوروبي الفاعل اغلبه مع دعم الجريمة البوتينية الخامنئية الاسدية ضد شعبنا، ومع اقتلاعه من ارضه وتهجيره وقتله ان أمكن. الفاعل السياسي الاوروبي يمينا ويسارا. لا اتحدث عن الشعوب الاوروبية وفعاليات مجتمعها المدني، التي اوجه لها تحية على استقبالها للاجئين. 

رئيس الحزب العنصري SD في السويد سافر مع بعض مساعديه إلى أماكن التجمعات التي علق فيها اللاجئون على حدود اليونان حيث قاموا بتوزيع منشورات تقول: السويد ممتلئة..! لا تأتوا إلى السويد..! لا نقود لدينا لنعطيكم ولا بيوت!

بعد ان قتلت الشرطة اليونانية عدة شباب سوريين بالرصاص، ومحاولات حرس الحدود اغراق مراكب اللاجئين المطاطية بدعم اوروبي من هذه النخب السياسية الفاشية. لم يعد هنالك ما يقال عن توحش موقفهم في دعم الهولوكوست الاسدي. بالمقابل هنالك شعبا اوروبيا يستحق التقدير والاحترام. على ما حاول ويحاول تقديمه للاجئين وتضامنه معهم. خروج تظاهرات في المانيا ضد ما تقوم به الحكومة اليونانية اليمينية مدعومة من اكثرية حكومات اوروبا ضد اللاجئين.

البرتغال البلد الافقر اوروبيا بعد وقوع حادثة القتل أعلن عن استعداده لاستقبال خمسة الاف لاجئ من العالقين هناك. بعد ان فتحت تركيا الحدود مثلا اعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، دعمها لقيام مناطق آمنة شمال سورية. لماذا لم يتم دعم هذا المطلب عندما كان يطالب به الشعب السوري؟ كما أن الشرطة اليونانية قامت بتشليح بعض اللاجئين كل ما يملكونه واعادتهم لتركيا. 

" يقول كارل شميت ساخراً من الدولة الليبرالية التي تدعي التسامح وقبول الآخر ونزع السيادة الوطنية وتحكيم الدستور والقانون، إنه في أول أزمة وجودية تتعرض لها تلك الدولة الليبرالية يتم رمي الدستور والقانون من الشباك!! وتظهر السيادة الوطنية المختبئة تحت غطاء التعدد والتسامح مثل السحر "آبراكادابرا"، فنحن نتسامح معك على قدر ما تشبهنا ليس أكثر. أتذكر كلامه اليوم عندما أرى ما يحصل على الحدود اليونانية والدعم الأوروبي الحازم لليونان".

هنالك نقطة جوهرية يتم السكوت عنها في هذه المأساة. أن الدول الاوروبية الغربية، خاصة منهم الكبرى منها هي التي استعمرت المنطقة واسست لهذا الخراب. هي من استمرت في التعامل مع كل سلطة تقتل شعبها. هذا ما عبر عنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما صرح في بداية مسيرته كرئيس لفرنسا العظيمة" ان الاسد ليس عدونا، هو عدو لشعبه فقط". هو العارف جيدا انه لا سلطة في العالم الان مستقلة عن مراكز صنع القرار في العالم. بل العكس هو الصحيح. التدخلية الاوروبية- الامريكية في شؤون دول المنطقة، واستغلالها لم تعد تحتاج لقول كثير. هذه التدخلية تدفع ثمنها شعوب المنطقة، وهي تحتاج الى ديكتاتوريات سوداء مزمنة. لحماية هذه الطية المخفية من العلاقة بين هذه المراكز ومناطق تدخلها.

هذه التدخلية في دعم قاتلي شعوبنا من حكام فاسدين، هي الاساس فيما تعيشه شعوبنا. الشعب السوري نموذجا لهذا التوحش العالمي. القصة مع تركيا ليس لأنها تحتل قسما من سورية، بل القصة انه يجب على تركيا ان تتحمل وحدها نتائج هذه التدخلية وهي لجوء ملايين السوريين جراء القصف البوتيني الاسد الخامنئي المدعوم اوروبيا لشعبنا لها. 

لهذا يتمنطق كرتز وماكرون وغيرهم من النخب اليمينية هذه، انهم لن يسمحوا بتكرار ما حدث من قدوم اللاجئين الى اوروبا عام 2015. رغم كل ما حدث اتركوا شعبنا ولا تدعموا القتلة، يستطيع شعبنا ان يجد طريق خلاصه نحو الحرية.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي