> انتهت الدورة الثامنة من «مهرجان الجونة»، وتليها خلال أيام قليلة الدورة 46 من «مهرجان القاهرة». كلاهما في مصر التي تحتفي دائماً بالريادة الفنية في العالم العربي، وكلاهما يبذل كثيراً لتحقيق النجاح الفني والإداري والإعلامي.
> تاريخ «الجونة» قصير، في حين يعود تاريخ «مهرجان القاهرة» إلى عقود طويلة، لكن لا «الجونة» يعوزه الاندفاع، ولا «القاهرة» يعاني من الشيخوخة. الواقع أن كليهما يوفران لأهل الفن والجمهور حضوراً ثقافياً وفنياً مهماً.
> ومع ذلك، يلتزمان باختيار الأفلام المتوفرة في سينمات اليوم، وغالب المعروض فيهما أفلام جالت مهرجانات أوروبية سابقة. ومن خلال فحص ما يُعرض يمكن تمييز الأفلام الجديدة التي تستحق المشاهدة والاكتشاف، لكن لا شيء أكثر من ذلك فعلياً.
> يغيب عنهما، وعن كثير من مهرجانات السينما العربية، غاية أسمى، وهي التفكير في منهج يخرج منه المشاهد بأكثر من الأفلام المطروحة والتي يسهل جلبها. لا شيء تقريباً في إطار الاحتفاء بسينمات الأمس؛ لا أسابيع أو تظاهرات داخل كل مهرجان لممثل أو لمخرج أو لكاتب أو لموضوع ما. هناك فيلم أو فيلمان من الماضي يمران عابرَين.
> الناتج أن الجمهور يدخل ويخرج وينسى بعد حين. أفلام اليوم لا يتمتع معظمها بتلك القيمة التي كانت لأفلام الماضي، سواء كانت مصرية أو أجنبية. هل هناك من يوازي غودار؟ أو تروفو؟ أو فيلليني؟ أو زيفريللي؟ أو شِبتكو؟ أو تاركوڤسكي؟ أو بستر كيتون؟
> تملك المهرجانات العربية الفرصة لزيادة ثقافة الجمهور، لكن معظمها يكتفي بترفيهه باختيارات تُقبل عليها، عندنا، نسبة محدودة.


