: آخر تحديث

منو عنده كاش اليوم؟

3
3
3

سارة النومس

تخيل في عام 2000 ونحن نمسك بالهواتف الخليوية بكل فخر واعتزاز، وقد كان أقصى مهامه، الاتصال واستقبال رسائل بعضها «جزء من الرسالة مفقود».

أتذكر أن بتسعة فلوس كنت أستطيع خلالها أن أتصل على صديقتي وأطلب منها معاودة الاتصال. لابد وأن اثنين من الناس في العالم تخيلا أن الهاتف يحادث الشخص ويتبادل معه أطراف الحديث كأنه انسان عادي، لو كان هذا الحديث قد صار فعلاً، فما هو قولهما اليوم؟

نحن اليوم نسابق الذكاء الاصطناعي في الوصول إلى الـ (لا ندري)، نشعر أن الوقت يمر مسرعاً ليله بنهاره بأحداثه واختراعاته.

أذكر أحدهم قال في بداية الأمر إنه لن يقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي، واليوم يتحدث عن روعة لو كان بشراً حقاً. إنه يساعدني كثيراً في الكشف عن نمط شخصيات البشر، فأي شخصية أمر معها بمواقف غريبة، اسأله عن تفسير ردة الفعل وكيف أتعامل مع تلك الشخصية... الشيء الذي لا أحبه هو المجاملات الزائفة والمبالغ بها منه.

لم يعد أحد يطيق الطراز، فكثير من الدول تحافظ بشكل بسيط على تاريخها وتراثها كصور وأجزاء صغيرة، اما بقية مساحاتها فقد عمرتها بالحضارة وآخر صيحات البناء المتطور، بل وتسابق بعضها البعض في السرعة والتطور في كل شيء.

وتساهم الشركات في بناء الحاضر الذكي بادماج البرامج الإلكترونية والمتطورة للذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، في التعليم والعمل والصحة والبناء والمال والهندسة وسائر العلوم، فهي تعتمد بشكل كلي اليوم على التكنولوجيا مودعة الورق والقلم.

يعتقد الجميع أن الأموال في القريب العاجل ستكون عبارة عن عملات رقمية بدلاً من الورق النقدي... لنأخذ هذا الموضوع بقليل من التفصيل مادمنا نتحدث عن أهم عنصر في حياتنا لنعيش، لقد قامت بعض الدول كالصين والاتحاد الأوروبي باختبار اطلاق العملات الرقمية، وهذا هو سر بدء بعض المحلات الأوروبية، بوضع لافتات كتب عليها «لا نتعامل مع الكاش» غير الدول التي تتابع الوضع مع دراسة القيام بالمثل.

ومن مزايا العملات الرقمية، سهولة الدفع والتحويل محلياً وعالمياً، وتمتاز بالشفافية ومكافحة التهرب الضريبي وغسل الأموال. وإذا كنت تفكر بالناس الذي لا يملكون حسابات بنكية فالهواتف الذكية ستكون البديل عن ذلك.

الموضوع بهذه السرعة والدقة يزيد من المخاوف كثيراً خصوصاً عامل (الخصوصية)... ستكون الأموال مراقبة من الحكومات بدقة، وستكون الحسابات معرضة للاختراق والأعطال الفنية التي نراها اليوم وباستمرار ولم يجدوا لها حلاً. إن الذكاء الاصطناعي يرجح ذلك أيضاً لكنه ينفي اختفاء العملات الورقية في المستقبل.

أتذكر عندما سألت إحدى زميلاتي في العمل ما إذا كان لديها عملة ورقية وسأقوم بتحويل المبلغ لها فوراً، فضحكت بسخرية وقالت: شخباري منو يشيل كاش معاه اليوم؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد