أحمد محمد الشحي
يوم العلم مناسبة وطنية غالية، تتجدد كل عام، لتتجدد معها روح الولاء والانتماء، وتقوى فيها مشاعر الوحدة والتلاحم، التي تربط بين أبناء دولة الإمارات ووطنهم وقيادتهم، فهو يوم تتحدث فيه الرايات الشامخة عن مجد هذا الوطن وعزه، يوم نجدد فيه العهد على السير خلف قيادتنا الرشيدة، حفاظاً على المنجزات، ووفاءً لتضحيات الآباء المؤسسين، الذين غرسوا قيم الاتحاد والتلاحم، وتكريساً لهويتنا الوطنية.
ترتفع في هذا اليوم الأعلام عالية في سماء الوطن، شاهدة على مسيرة حافلة بالعز والفخر، وتتجلى فيه معاني الوحدة في أبهى صورها، حين ترفرف الأعلام فوق البيوت والمؤسسات والميادين، في مشهد يختصر قصة وطن آمن مستقر، ينعم بالرخاء والازدهار، ويتميز أبناؤه بالتلاحم والوئام، فهم مجتمعون على قلب واحد، تجمعهم المحبة، ويظللهم الوفاء للوطن والقيادة، فلا يطمع فيهم طامع، ولا يجد مغرض ثغرة في جدارهم المتين، لأنه شيد على أسس متينة ودعائم راسخة، فأصبح وطناً محصناً منيعاً، وما أحوج المجتمعات اليوم إلى مثل هذا التلاحم، الذي يصونها من الفرقة، ويحميها من الخلاف والتنازع، ويمنحها القوة في مواجهة التحديات.
ويعكس يوم العلم الوعي الإماراتي بأهمية قيمة الوحدة والتلاحم، وثمرات المحافظة على الاتحاد، الذي هو الحصن الحقيقي أمام كل ما يهدد أمنه أو يعيق تنميته، وقد استقى المجتمع الإماراتي من مدرسة زايد الخير هذه القيم الوطنية السامية، وذاق على يديه حلاوة الاتحاد، فلا يزداد بمرور الأيام إلا تماسكاً وتكاتفاً، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في قصيدته: «كلْ يومْ يمرْ يقوىَ الإتحادْ... لي بنوهْ أهلْ العزومْ الغانمينْ».
كما يعكس يوم العلم عزائم أبناء هذا الوطن وسواعده الأبية في المضي قدماً خلف القيادة الرشيدة في رفعة هذا الوطن وازدهاره، وتحقيق الإنجازات له في سائر الميادين والمحافل، لتتبوأ أرفع مكانة بين الدول، ولتخوض سباق التنافس العالمي بثقة واقتدار، مستندةً إلى إرادة قوية ورؤية واضحة، قادرة على تحويل التحديات إلى فرص مميزة، والفرص إلى إنجازات مبهرة، تضاف إلى سجل الوطن الزاخر بالعطاء والتميز، فيتجدد في يوم العلم الالتزام الوطني لكل مواطن ومقيم، بأن يكون جزءاً من مسيرة البناء والتنمية، وأن يسهم بكل قدراته في رفع شأن الإمارات، والحفاظ على مكتسباتها، وصون كرامتها، لتظل رايتها خفاقة عالية، رمزاً للإنجازات والتنمية المستدامة.
وقد تمكنت دولة الإمارات بفضل وحدتها ورؤية قيادتها وتكاتف أبنائها، من أن تبني نموذجاً ملهماً للدولة الطموحة الرائدة في المنطقة والعالم في مختلف المجالات، سواء على مستوى ثوابتها الوطنية والقيمية، أو على مستوى إنجازاتها الحضارية المتجددة، لتكون مصدر إلهام للمجتمعات والدول، ومنارة أمل تنثر إشراقاتها في كل مكان، وينابيع بذل وعطاء يتدفق خيرها للعالم أجمع، حيث يجتمع أبناؤها تحت راية واحدة، ورؤية واحدة، تحت راية واحدة تسمو وتعلو في آفاق المجد والازدهار، وتحت رؤية قيادة حكيمة، حملت على عاتقها سعادة أبنائها، ورفعة هذا الوطن وقوته وازدهاره.
كما يعتبر يوم العلم مناسبة وطنية مهمة لتكريس القيم الوطنية في نفوس الأبناء والبنات، وفي نفوس الشباب والشابات، وترسيخ قيم الولاء والانتماء فيهم، وتذكيرهم بقصة هذا العلم، وتضحيات الآباء المؤسسين، وجهود القيادة الحكيمة في ترسيخ قيم المواطنة الإيجابية، فهو يوم لتعريف الأجيال بتاريخ الوطن وإنجازاته، وتعليمهم أن حب الوطن قيمة راسخة، وعمل دؤوب، ومساهمة فاعلة في رفعة الدولة، ورفع رايتها عالية في كل الميادين، لتظل دولتنا الحبيبة دولة الإمارات، صرحاً للتماسك المتين، زاخراً بالإنجاز والعطاء، فهو يوم تستمد منه الأجيال الدروس والعبر، للمحافظة على حاضرهم، وبناء مستقبل مشرق ومستدام.
واليوم، ونحن نعيش عصر التنافسية العالمية والفضاء الرقمي والذكاء الاصطناعي، يتطلب ذلك منا ترجمة تلاحمنا وتكاتفنا إلى إنجازات ريادية متواصلة، وتجسيد القيم الحضارية التي نعتز بها في حياتنا اليومية، وفي كل فضاء رقمي، ومواكبة دولتنا في مسيرتها الطموحة لاستشراف المستقبل، لنكون بوحدتنا وتلاحمنا قوة دافعة للتقدم والابتكار، وسفراء لقيم الإمارات في العالم، محافظين على مكتسباتها، ورافعين رايتها شامخة بين الأمم، مستلهمين من يوم العلم دروس الوفاء والانتماء، وقيم البناء والعطاء لأجيال الحاضر والمستقبل.


