: آخر تحديث

برنامج تحول الرياض البلدي 2-1

3
2
2

في خطوة حضارية غير مسبوقة تهدف إلى التحول من الأساليب التقليدية في التشغيل البلدي لمدينة الرياض إلى أساليب إدارية حديثة ومتطورة تقوم على مبدأ اللامركزية، أطلق سمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عيّاف، أمين منطقة الرياض، برنامج "تحول الرياض البلدي"، ضمن استراتيجية شاملة لإعادة تصميم الهيكلة الإدارية، بما يسهم في تعزيز كفاءة الأداء ورفع جودة الخدمات البلدية.

ويأتي هذا التحول انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، واستجابةً لاحتياجات المدينة المتنامية سكانيًا وعمرانيًا، ومواكبةً لتطلعاتها التنموية، بما يعزز مكانة الرياض لأن تكون ضمن المستهدف من بين أكبر عشر اقتصادات مدن في العالم، ويرفع من جاهزيتها لاستيعاب المشاريع الكبرى والأحداث الدولية التي تحتضنها المدينة وتستعد لاستضافتها مستقبلًا.

ويُعد البرنامج نقلة نوعية تهدف إلى تحسين إدارة وتشغيل البلديات من خلال نماذج عمل تعتمد على الكفاءة واللامركزية، حيث سيتم تحويل البلديات الفرعية الـ(16) إلى (5) قطاعات بلدية مُمكَّنة، تتولى تقديم خدمات الأمانة بشكل مباشر وغير مباشر ضمن نطاقات جغرافية محددة. كما ويشمل البرنامج استحداث "مكاتب مدينتي" لتعزيز القرب من السكان وتحسين تجربتهم مع الأمانة من خلال قنوات تفاعلية تشمل خدمات العملاء والمشاركة المجتمعية.

ومن بين التوجهات المحورية التي يدعمها البرنامج، تعزيز مفاهيم التخطيط الحضري السليم عبر المستويات التنظيمية الثلاثة: الاستراتيجي، والإشرافي، والتشغيلي. وفي هذا السياق، أُقترح اشتراط اكتمال منظومة الخدمات والمرافق العامة الأساسية قبل اعتماد أي مخططات سكنية أو تجارية، وذلك لتفادي التحديات الناتجة عن القصور في البنية التحتية، وضمان جاهزية الأحياء الجديدة للسكن المريح لسكان الحي.

ويُعد الفصل بين المناطق السكنية والتجارية أحد المبادئ الأساسية في التخطيط الحضري المتوازن، إذ يسهم في الحد من التداخل غير المنظم بين الاستخدامات، الذي يؤدي غالبًا إلى إزعاج السكان، وازدحام مروري، ونقص في مواقف السيارات، فضلًا عن تشويه المشهد العمراني للحي.

ويأتي هذا التوجه لضمان بيئة معيشية هادئة ومنظمة تحافظ على الخصوصية، وتعزز من مستوى جودة الحياة داخل الأحياء السكنية، بعيدًا عن التأثيرات السلبية للأنشطة التجارية المكثفة.

ومن المقترحات الإضافية التي أراها ذات أثر ملموس في تحسين جودة الحياة داخل الأحياء:

فرض وجود مساحات خضراء أمام كل منزل، بما يعزز جمالية الحي ويحسن من المناخ العام للمدينة وللحي، ويتفق مع مستهدفات مشروع الرياض الخضراء.

تخصيص ما لا يقل عن موقفين داخل فناء كل منزل، إضافة إلى المواقف الداخلية، للتقليل من الوقوف العشوائي على جانبي الشوارع، مما يخفف من الازدحام ويعزز انسيابية الحركة المرورية.

إنشاء مركز تجاري مصغّر في كل حي، يوفّر الخدمات الأساسية اليومية للسكان، مما يقلل من الحاجة للخروج خارج حدود الحي، ويحدّ من الازدحام المروري وانبعاثات الغازات السامة التي تثنفثها المركبات، مما سيمكن من تحسين المناخ العام للحي وللمدينة.

التوسع في إنشاء المساحات والساحات الخضراء، والملاعب العامة المخصصة للأطفال وللكبار داخل الأحياء، لتمكين السكان من الترفيه وممارسة الأنشطة الرياضية، باعتبارها من العناصر البيئية الأساسية، التي تسهم في تحسين المناخ المحلي، ورفع جودة الهواء، وزيادة نسبة الأكسجين. كما تؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية والمزاج العام للسكان، وتضفي جمالًا بصريًا ورونقًا يعزز من جاذبية الحي وجودة الحياة فيه. كما وتسهم هذه المبادرة أيضًا في الحد من الطابع الإسمنتي الذي يطغى على كثير من أحياء المدينة نتيجة تزاحم المباني داخل مساحات صغيرة، مما يؤثر سلبًا على التوازن البيئي والعمراني، ويؤدي إلى بيئة أقل صحة وراحة للسكان.

استحداث نادي اجتماعي للحي يُمكن السكان من إقامة المناسبات والفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية، مقابل استئجار النادي بمبلغ رمزي مدعوم، بما يسهم في تعزيز التفاعل الاجتماعي والترابط بين السكان، وخلق بيئة مجتمعية نشطة وحيوية داخل الحي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد