عثمان بن حمد أباالخيل
العلاقة بين الطبيب والمريض علاقة إنسانية تحكمها الأعراف والقيم، في بعض الحالات غير الطبيعية يطلب الطبيب من المريض التوقيع على استمارة الموافقة. من الطبيعي أن غالبية المرضى لا يعرفون محتوى الاستمارة مع العلم أن هذا إجراء عالمي. أتساءل هل الطبيب قام بتوضيح والشرح شرحاً شافياً ووافياً عن تفاصيل العملية وآليتها ونسبة مخاطرها ومضاعفاتها أم ترك الأمر للمريضة أو المريض هذا الأمر وهذا ما يحدث أحياناً. أليس من حق المريض أن يرفض التوقيع ما لم يستمع من الطبيب لماذا طُلب منه التوقيع. توقيع المريض أو من يرافقه توثيق قانوني لهذا الاتفاق، ويجب أن يكون المريض أو من يوقّع بالنيابة عنه على دراية كاملة بما يوقّع عليه.
أتساءل: هل توقيع المريض على إجراء العملية لا يعفي الطبيب من المسؤولية بالتأكيد لا يعفيه وذلك حسب أن الفقرة (أ) من المادة 9 من نظام مزاولة المهن الصحية. رغم هذا كله هناك عمليات جراحية عاجله فيجوز للطبيب إجراؤها دون إذن المريض وهذه قمة الإنسانية فالانتظار قد يعرض المريض للخطر. يقول الرازي: (ينبغي على الطبيب أن يُوهِم المريض أبدًا بالصحةَ ويُرجِّيه بها، وإن كان غير واثِق بذلك؛ فإن مِزاج الجسم تابِعٌ لأخلاق النفس).
مهنة الطب ليست مجرد مهنة، بل رسالة سامية، إنسانية تجسد أسمى معاني الإنسانية. مهنة الطب من المهن الإنسانية الصعبة والمعقدة؛ حيث إنها تلتصق بعقول وقلوب الناس، الطبيب لا يعالج أجسادًا فقط، بل يلمس القلوب ويبعث الأمل في النفوس ويمسح الدموع ويفتح أبواب السعادة حين يبعث الأمل بالشفاء. (إن صناعة الطب صناعة فاعلة، عن مبادئ صادقة، يلتمس بها حفظ بدن الإنسان، وإبطال المرض) ابن رشد. نظام مزولة المهن الطبية يحدد من يقوم بهذه المهنة وعلى سبيل المثال الأطباء البشريين وأطباء الأسنان، والصيادلة الأخصائيين، والفنيين الصحيين والتمريض، والتخدير، والمختبر والصيدلية، التخدير، والمختبر والصيدلية، والأطراف الصناعية، والعلاج الطبيعي.
رسالة إلى وزارة الصحة لكي يطمئن المريض ومن وجهة نظري لماذا لا تكون هناك استمارة واحدة يوقِّع عليها الطبيب حسب القوانين والأنظمة ويوقِّع عليها المريض بحيث يتحمَّل الطبيب المسؤولية. هذا الإجراء رسالة للمريض مفادها أنت بحاجة إلى هذا الإجراء وتحت مسؤولية الطبيب. يا للأسف من قراءتي واطلاعي على هذا الموضوع هناك بعض الدول تطلب من المرضى يوقّعون «شهادة الوفاة» قبل إجراء العملية الجراحية وهذا بمثابة شهادة إخلاء المسؤولية عن مضاعفات العملية، بحجة تعقيدات الأخيرة وخطورتها. الإجراء إن كان هذا صحيحاً فعلى القيم الإنسانية والأنظمة والقوانين السلام.
الطبيب لا يطيل عمراً ولا يقصره والأعمار بيد الله، والطبيب يبذل كل جهده لإنقاذ المريض، الطبيب هو إنسان له مشاكله وله عالمه الخاص ويؤثّر ويتأثّر بكل ما يحيط به، شخصياً تعلَّمت المزيد من معاني الإنسانية عند طبيب في لطفه وتعامله وتجاوبه. يقول الإمام الشافعي -رحمه الله- (صنفان لا غنى للناس عنهما: العلماء لأديانهم والأطباء لأبدانهم).