: آخر تحديث

كيف أعاد تشارلي كيرك صناعة اليمين الشاب

5
4
4

لطالما مزجَت التوجهات المحافظة في الجامعات بين الفكر المتكلف، والقيم الصادمة الاستفزازية، والتدريب القاسي لعملاء الحزب الجمهوري المستقبليين.

وقد اجتذبت جميع هذه الأشكال المهووسين والحمقى وغريبي الأطوار، والغرباء عن حرم الجامعات، والشخصيات المنفرة بطبيعتها.

من جهته، بنى تشارلي كيرك، الذي قُتل الأربعاء الماضي، بينما كان يتحدَّث إلى طلاب جامعيين في جامعة وادي يوتا، مسيرتَه المهنية وسمعتَه عبر تنظيم نوع مختلف من التوجهات المحافظة الجامعية، فهو شخصٌ محبٌ للمرح، رجولي، صاخب، تقليدي، وحتى هادئ بعض الشيء.

وبدا كرجلٍ سيحظى بشعبية داخل الحرم الجامعي، وسيُدعى إلى الحفلات الراقية، وسيكون له أصدقاء خارج نطاق النشاط السياسي، ولن يظهر يوماً فجأةً مرتدياً ربطة عنق على شكل فراشة، ويخطط للسيطرة على الشباب الجمهوريين.

وحقيقة أنه ترك دراسته الجامعية مبكراً ليؤسس منظمة «نقطة تحول الولايات المتحدة الأميركية»، كانت بمثابة اللمسة المثالية في قصته: لا يوجد شيء أشبه بالطابع الأميركي الحقيقي من اختيار فرصة ريادة أعمال ممتازة خلال سنوات الدراسة الجامعية الأربع. بهذه الطريقة، بدا كيرك تجسيداً لشعبوية عصر ترمب - متحدثاً باسم اليمين الشبابي الذي بدا أكثر تمرداً، في ظل ازدياد هيمنة التيارات التقدمية على المؤسسات وتشددها، وكانت له جاذبية خاصة بين الشباب غير المؤدلج.

مع ذلك، لم يتخلَّ كيرك عن الجانب المثير للجدل والمهووس بالتيارات المحافظة في الحرم الجامعي؛ بل حاول احتضانه وعيشه كذلك، وظهر في جولاته الجامعية مستعداً لدخول المناظرات والجدال علناً مع أي شخص، ليبرالياً كان أو يسارياً متطرفاً أو يمينياً متطرفاً.

وما دافع عنه، بشكل عام، لم يكن شكلاً متطرفاً أو غامضاً من سياسات اليمين. لم يكن مدرسة لأحد، أو فيلسوفاً قومياً محتملاً أو متنبئاً يبشر لما بعد الليبرالية، وإنما كان ينتمي إلى التيار المحافظ السائد في عهد ترمب، وقد تحرّك داخل جنباته، ما يعني أنه كان قادراً على أن يكون عدائياً ومصارعاً، وأن يقول أشياء متطرفة، مع بقائه أقرب إلى الناخب الجمهوري العادي منه إلى جيل طليعة الإنترنت.

كان من المفترض أن أُجري مقابلة معه الشهر المقبل، لبرنامج البودكاست الخاص بي بعنوان «أوقات مثيرة للاهتمام». ويميل البرنامج إلى تسليط الضوء على التطرف في لحظتنا الراهنة، ومظاهر التطرف والرجعية.

إلا أنني كنت أكثر اهتماماً بالتحدث مع كيرك حول الاستقرار - وما إذا كان من الممكن وجود مركز حقيقي للمحافظة مع اقترابنا من السنوات الأخيرة للرئيس دونالد ترمب وما بعده؛ وما إذا كانت شخصيته المميزة، خصوصاً تطوره من طالب جامعي إلى أبٍ مسيحي، تُمثّل نموذجاً لمستقبلٍ أكثر طبيعيةً لليمين من بعض البدائل في فترة ما بعد ترمب.

لن أطرح عليه هذه الأسئلة، ولن يُساعد في الإجابة عنها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد